العرب يستمعون إلى شرح من عباس حول عملية السلام والاستيطان -
القاهرة – عمان – محمود خلوف – «وفا»:-
وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس وزراء الخارجية العرب بصورة تطورات الأوضاع المتدهورة في الأراضي المحتلة بسبب عدم التزام إسرائيل بمتطلبات عملية السلام واستمرارها بالقتل والاستيطان.
وحملت الجامعة، إسرائيل المسؤولية كاملة عن أزمة مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، بسبب رفضها الالتزام بمرجعيات عملية السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من يونيو 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ورفضها الالتزام بتنفيذ تعهداتها بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى.
كما أطلع عباس اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي انعقد بناء على طلب فلسطين بمقر جامعة الدول العربية أمس بمشاركة السلطنة، على المساعي التي قامت بها فلسطين للانضمام فعليا إلى 15 منظمة واتفاقية دولية، مستعرضا تهرب إسرائيل من الإفراج عن الفوج الرابع من قدامى الأسرى، ما تسبب بتعثر فعلي في التسوية.
كما قدم عباس عرضاً أمام الاجتماع حول ما آلت إليه المفاوضات ونتائج الاجتماع الثلاثي الأخير مع الجانب الاسرائيلي والأمريكي والآفاق المستقبلية للتحرك الفلسطيني.
وطلب الرئيس الفلسطيني من الوزاري تنفيذ القرارات العربية المتعلقة بتوفير شبكة الأمان المالية التي أقرتها قمة الكويت بمبلغ 100 مليون دولار شهريا، مع التأكيد على استمرار الموقف العربي في رفضه المطلق ليهودية الدولة الاسرائيلية وعدم طرحه على مائدة المفاوضات.
وبدوره، قدم الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي تصوره للمرحلة الراهنة في ظل التعنت الإسرائيلي، مبرزا تطورات القضية الفلسطينية في ضوء القرارات الصادرة عن القمة العربية الأخيرة في الكويت والتي جسدت الموقف العربي من عملية السلام والتي تنص على ان السلام العادل هو الخيار الاستراتيجي الذي لن يتحقق إلا بالانسحاب الشامل من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وقال العربي في تقرير مفصل قدمه للاجتماع: إن مفاوضات السلام مع إسرائيل لابد أن ترتكز على المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وفي إطار زمني محدد.
وأعلن عن دعم جهود فلسطين للحصول على عضوية الوكالات الدولية المتخصصة والانضمام الى المواثيق والبروتوكولات الدولية.
وقال: إن جامعة الدول العربية تدعم الخطوة الفلسطينية للتوقيع على المعاهدات والاتفاقيات الدولية هي خطوة هامة جاءت ردا على اخلال اسرائيل بالتفاهمات والاتفاقيات التي أعادت إحياء مسار المفاوضات بين الجانبين ومقترنة بعدم التزامها بتنفيذ اتفاق إطلاق سراح الدفعة الرابعة من قدامى الاسرى، واستمرار الانتهاكات الاسرائيلية بتصعيد الاستيطان والعدوان على الشعب الفلسطيني، وانتهاك حرمة المقدسات وخاصة المسجد الاقصى واستباحته بالاقتحامات المتكررة، ومحاولاته المساس بالولاية الأردنية عليه ومواصلة تهويد مدينة القدس واستمرار بناء جدارها للفصل العنصري واستهداف منطقة الغور الفلسطينية وتهجير أهلها منها”.
وذكر بأن قرار الجمعية العامة بخصوص دولة فلسطين تضمن حدودا، وعاصمة محددة بشكل لا غموض فيه، مضيفا: فحدود دولة فلسطين هي الأراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد رئيس الاجتماع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أهمية تضافر الجهود العربية لدعم القضية الفلسطينية، موضحا أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابع: إن إخلال إسرائيل بشروط المفاوضات هو برهان على أن إرادة السلام لا تزال غائبة عن إسرائيل، ونتفهم قرار رئاسة دولة فلسطين الانضمام إلى 15 مؤسسة دولية، وهو قرار عبرت فلسطين فيه عن حقها في ممارسة سياستها كدولة، خصوصا بعد قبولها دولة مراقبة في الأمم المتحدة.
وأردف رئيس الاجتماع: نسجل من خلال هذه الدورة الموقف الشجاع للقيادة الفلسطينية بتشبثها بالسلام العادل من خلال خيار المفاوضات سبيلا لإقامة الدولة، وتمتع الشعب الفلسطيني بحقوقه كافة.
وقال مزوار: “رغم الالتزام الأمريكي بتحقيق السلام إلا أن الطرف الإسرائيلي لا يزال يخل بالالتزامات، ويستولي على الأراضي، ويسلب الممتلكات، ويحاصر المدن الفلسطينية، ويكثف الاستيطان”.
وجدد مزوار التأكيد على الدعم العربي لخيار المفاوضات، وأن أي تمديد لها لن يكون ذا جدوى إلا بالسير نحو إنهاء الاحتلال. وأشار إلى أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استؤنفت منذ يوليو 2013، تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، التي بذلت مجهودات حثيثة وأبانت عن التزام قوي لإنجاح مسلسل المفاوضات، وهذا ما لمسناه في خطوات وتحركات وزير الخارجية الأمريكي الذي أكد لنا، خلال زيارته إلى الرباط منذ أربعة أيام، حرصه على ألا يفوت الطرفان هذه الفرصة التاريخية وأن تتواصل المفاوضات لبلوغ تسوية شاملة وعادلة لهذا النزاع.
وأضاف أن تلك الزيارة كانت مناسبة أخرى عبر فيها المغرب عن التزاماته الثابتة تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني، وقام جلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، بتسليم وزير الخارجية الأمريكي يوم الجمعة الماضي، ملفا تضمن احصاء بالانتهاكات الإسرائيلية للقدس الشريف.
وجددوا المجتمعون التأكيد على أن المصالحة الوطنية الفلسطينية تمثل خطوة جوهرية مهمة لتطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال الوطني والدعوة لتنفيذ اتفاقية المصالحة الموقفة في الرابع من شهر مايو 2011، وشكروا مصر لرعايتها المتواصلة واستمرار جهودها الحثيثة لتحقيق المصالحة والترحيب بإعلان الدوحة والقاضي بتشكيل حكومة انتقالية وطنية مستقلة تعمل على التحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.