صلالة – العمانية-
بدأ مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية، أمس، تنفيذ تجربة إنتاج محصول اللبان في محمية وادي "دوكة" بمحافظة ظفار. وتشتمل هذه التجربة على أربع مراحل في فترات زمنية متفرقة؛ حيث تبدأ المرحلة الأولى بعملية تجريح أغصان شجرة اللبان بضربات أولية لاستخراج اللبان ويطلق على هذه العملية "التوقيع" يترك بعدها سائل اللبان لمدة ثلاثة أسابيع ليجف وتتبعها المرحلة الثانية عملية تجميع اللبان الناتج من مرحلة التوقيع.
وتتضمَّن المرحلة الثالثة تجريح أغصان اللبان مرة اخرى في نفس مواقع عملية التوقيع الأولية ويطلق علي هذه المرحلة عملية "السعف"، ويتم من خلالها جني محصول آخر من اللبان بعد أن يجف تليها المرحلة الرابعة والأخيرة؛ حيث يتم فيها تجميع اللبان وتجفيفه وتنقيته حسب الجودة وتعبئته وتجهيزه لعملية الإنتاج النهائية.
وتوضح هذه التجربة النموذجية الطرق التقليدية المتبعة لإنتاج اللبان قديما في مواسم محددة؛ حيث يبدأ موسم الإنتاج في شهر أبريل من كل عام.
والجدير بالذكر أن مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية يقوم باستنبات شجرة اللبان بوادي دوكة للوصول إلى أعداد تتجاوز عشرة آلاف شجرة في المساحات التي لا يوجد بها كثافة لأشجار اللبان؛ وذلك نظرا لأهمية "وادي دوكة" كموقع مدرج ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي والطبيعي كأحد مواقع أرض اللبان في منطقة النجد.
وتقع محمية وادي دوكة على الطريق العام صلالة-مسقط في اتجاه موقع شصر "وبار" على بعد 40 كم من مدينة صلالة؛ حيث يتميز الموقع بطبيعته الصخرية الحصوية شبه الصحراوية، إضافة إلى وجود تلال ممتدة صغيرة مختلطة بحفر غير عميقة تشكلت بفعل الفيضانات في العصور القديمة.
وتمتد كثافة أشجار اللبان على مساحة تقدر بـ 5 كم مربع من حرم المحمية التي تقدر مساحتها بحوالي 19 كم مربع؛ حيث يبلغ عدد الأشجار القديمة في المحمية 1230 شجرة يتفاوت طولها بين خمسة إلى ثلاثة أمتار، إلى جانب أشجار صغيرة يصل طولها إلى متر ونصف المتر.