العراقيون يترقبون نتائج الانتخابات.. وتشكيل الحكومة الجديدة خلال أشهر

أوباما يهنئ ويؤكد دعمه لبغداد -

بغداد-واشنطن- (أ ف ب) : طوى العراقيون صفحة اليوم الانتخابي الطويل الذي تحدوا فيه التهديدات الامنية ليصوت أكثر من نصفهم في الانتخابات التشريعية، وباتوا ينتظرون نتائج يأملون ان تحقق لهم رغبتهم بالتغيير.

وانطلقت فور اغلاق مراكز الاقتراع ابوابها امس الاول عمليات العد والفرز، علما انه من المتوقع ان لا تعلن قبل اسابيع النتائج النهائية لاول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الامريكي نهاية 2011، وثالث انتخابات منذ اجتياح 2003.

وتبدو لائحة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم العراق منذ 2006 ويرمي بثقله السياسي خلف ولاية ثالثة على رأس الحكومة، الاوفر حظا للفوز باكبر عدد من المقاعد، رغم ان مراقبين يشككون في امكانية ان تفوز لائحته بغالبية هذه المقاعد وعددها 328.

وكان المالكي اكد عقب الادلاء بصوته في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد انه واثق من الفوز، الا انه عاد واكد انه يترقب معرفة “حجم الفوز”، متحدثا عن ضرورة تشكيل حكومة اغلبية سياسية قد تستغرق المفاوضات حولها اشهرا طويلة.

وجدد رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي امس الاعراب عن ثقته في قدرته على تشكيل حكومة اغلبية سياسية.

وقال “لدينا ثقة اننا نستطيع تحقيق الاغلبية السياسية … اذا لا محاصصة ولا توافقية ديمقراطية … ونحن قادرون على تحقيق اكثر من 165 مقعدا” من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 328.

ويقول ايهم كامل مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة “اوراسيا” لوكالة فرانس برس ان “ايجاد توازن بين المكونات الاجتماعية الثلاثة بالعراق، ليس بالمسالة السهلة”، ويضيف ان تشكيل حكومة جديدة قد يستغرق بين ثلاثة وستة اشهر، مشيرا الى انه “من الصعب انجاز كل هذه المسائل بضربة واحدة”.

وتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على اصوات اكثر من 20 مليون عراقي، املا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا.

وكانت الاحداث الامنية في اليومين الاخيرين القت شكوكا حيال قدرة القوات المسلحة على الحفاظ على امن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية في يوم الاقتراع الخاص بهذه القوات الاثنين الماضي، وتفجيرات اضافية الثلاثاء الماضي، قتل فيها نحو 80 شخصا.

وانسحبت اعمال العنف هذه على انتخابات امس الاول حيث قتل 14 شخصا واصيب العشرات بجروح في سلسلة هجمات استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من العراق فيما كان العراقيون يدلون باصواتهم، علما ان انتخابات عام 2010 قد شهدت مقتل نحو 40 شخصا في اعمال عنف مماثلة.

وشملت هجمات امس الاول تفجيرين انتحاريين، وعشرات قذائف الهاون، ونحو عشر عبوات ناسفة، و11 قنبلة صوتية.

وقال جواد سعيد كمال الدين (91 عاما) لوكالة فرانس برس وهو يهم بمغادرة المركز بمساعدة احد عناصر الشرطة “اتمنى ان يتغير اعضاء البرلمان لان غالبيتهم العظمى سرقوا ونهبوا اموال العراق”.

واكد من جهته ابو اشرف (67 عاما) “جئت انتخب من اجل اطفالي واحفادي لتغيير اوضاع العراق نحو الافضل”، مضيفا “من الضروري تغيير غالبية السياسيين لانهم لم يقدموا شيئا. نريد رئيس وزراء وطنيا يعمل لخدمة العراق بعيدا عن الطائفية”.

واعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان نسبة التصويت غير النهائية في هذه الانتخابات بلغت 60%، بانتظار ورود ارقام من بعض “المناطق الساخنة”، علما ان نسبة المشاركة في انتخابات عام 2010 بلغت 62.4%.

ورغم ان الناخبين يشكون من اعمال العنف المتواصلة، ومن النقص في الخدمات والبطالة، الا ان انتخابات امس الاول بدت وكانها تدور حول المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة لولاية ثالثة، رغم اعلانه في فبراير 2011 انه سيكتفي بولايتين. ويتخذ المالكي من الملف الامني اساسا لحملته، معتمدا على صورة رجل الدولة القوي التي يروج لها مؤيدوه في مواجهة التهديدات الامنية.

وخاض رئيس الوزراء الذي يتهمه خصومه بالتهميش وبالتفرد بالحكم، الانتخابات من دون منافس واضح، على عكس الانتخابات السابقة التي شهدت معركة بينه وبين العلماني اياد علاوي حبست انفاس الناخبين والمراقبين منذ اللحظات الاولى لفتح صناديق الاقتراع. من جهته، هنأ الرئيس الامريكي باراك اوباما امس العراقيين غداة الانتخابات التشريعية معربا عن الامل في ان تؤدي العملية الانتخابية الى تشكيل حكومة مدعومة من العراقيين كافة. وقال اوباما في بيان “مارس ملايين العراقيين حقهم الديمقراطي في التصويت” مشيرا الى ان “مشاركة امس الاول اظهرت للعالم باسره انهم يرغبون في مستقبل اكثر استقرارا وسلمي”.

واضاف “بعد ان تصبح النتائج نهائية سيجتمع برلمان جديد ويبحث تشكيل حكومة جديدة”، وتابع “انه مهما تكن نتيجة هذا الاقتراع يجب ان يستخدم لتوحيد العراق مع تشكيل حكومة تدعمها كافة الطوائف العراقية وتكون مستعدة لتبني برامج ملموسة وقابلة للتنفيذ”.

وفي الوقت الذي بلغ فيه العنف اعلى مستوياته في العراق منذ 2008، حذر اوباما من انه “سيكون هناك المزيد من الايام الصعبة” لكنه وعد بان الولايات المتحدة ستبقى “شريكة للعراقيين”.