مردم سالاري .. لقاء ظريف وكيري .. وعبور نفق المحرمات

تحت هذا العنوان طالعتنا صحيفة (مردم سالاري) بمقال بقلم الأستاذ الجامعي (جواد كياه‌ شناس) تناولت فيه أبعاد اللقاء الأخير الذي جمع بين وزيري خارجية إيران وأمريكا في نيويورك لبحث أزمة الملف النووي الإيراني بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاء في المقال: إن هذه المحادثات ورغم سريتها وغموض النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها تحمل في طياتها الكثير من الأبعاد التي يمكن أن تترك آثاراً واضحة ومباشرة على سير المباحثات بين إيران والسداسية الدولية التي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أحد أهم أطرافها باعتبارها القوة الرئيسية المؤثرة في صنع القرار النهائي الذي تسعى جميع الأطراف للتوصل إليه لتسوية الأزمة.

ويشير الكاتب الى السياسة المعتدلة والواقعية التي تتبناها حكومة الدكتور حسن روحاني والتي تهدف الى وضع حلول للخلافات العالقة بين إيران وبعض الدول لا سيما الدول الغربية خصوصا فيما يتعلق بالشأن النووي، مؤكدا أن هذه السياسة من شأنها أن تمهد الطريق لحل هذه الخلافات عبر الطرق الدبلوماسية دون الحاجة الى الدخول في مواجهات سياسية أو إعلامية لاعتقاده بأن هذه المواجهات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر في العلاقات وتزيد من المشاكل والأزمات العالقة ولن تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ويدعو الكاتب الدول الأخرى وفي مقدمتها الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية الى التناغم مع سياسة حكومة روحاني وعدم وضع العراقيل في طريق هذه السياسة لتحقيق المصالح المشتركة من خلال الاحترام المتبادل والركون الى ما تمليه القوانين الدولية وتقتضيه ضرورات المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم اجمع على جميع الأصعدة لا سيما على الصعيد الأمني وما يتفرع عنه من اضطرابات يسودها العنف والتطرف والإرهاب خصوصا في منطقة الشرق الأوسط التي تمثل مركز الثقل لجميع التطورات التي يشهدها العالم.

ويرى الكاتب أن اللقاء الإيراني – الأمريكي ورغم عدم كشف الطرفين عن جميع ما تناوله إلا أنه تطرق بالتأكيد الى مختلف الموضوعات التي تهم الجانبين ولم يقتصر على الموضوع النووي، وفي مقدمتها بحث سبل مواجهة الإرهاب الذي بات يهدد كافة دول العالم بما فيها الغربية ولم تقتصر آثاره المدمرة على البلدان التي ابتليت بهذه الآفة لا سيما في المنطقة وبالخصوص في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان.

ويؤكد الكاتب أن الخطاب الذي أدلى به الرئيس الإيراني حسن روحاني الخميس الماضي من على منبر الأمم المتحدة والذي تطرق فيه الى مختلف القضايا التي تهم إيران والمجتمع الدولي وفي مقدمتها الخلاف النووي وموضوع الإرهاب سيكون له تأثير ملموس على مجريات المباحثات التي تجريها إيران مع السداسية الدولية ومع الجانب الأمريكي على وجه الخصوص بغية التوصل الى حلول مشتركة للازمات الكثيرة التي تواجهها المنطقة والعالم في شتى المجالات وبالأخص في الجانب الأمني.

وحذر الكاتب من بعض الأطراف التي وصفها بالمتطرفة التي تعمل في داخل إيران والولايات المتحدة على إفشال المساعي التي تبذلها الأطراف المعتدلة في الجانبين لإنهاء الخلافات وإذابة الجليد المتراكم الذي منع حتى الآن من تطبيع العلاقات بين طهران وعدد من العواصم الغربية ومن بينها واشنطن في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والعلمية والثقافية.

وأشار الكاتب في الختام الى الاتصال الهاتفي الذي حصل بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما في ختام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، معربا عن اعتقاده بأن هذا الاتصال ورغم قصر مدته ساهم في تهيئة الأرضية لحصول تقارب نسبي بين الجانبين والذي تجلى خلال لقاء وزيري الخارجية الإيراني والأمريكي في جنيف ونيويورك. وهذا الأمر – بحسب اعتقاد الكاتب – يمثل إنجازاً مهما لتقليص الهوة بين البلدين وتمهيد السبيل لحل القضايا العالقة لا سيما في المجال النووي.