نيويورك «أ.ف.ب»: في فترة سابقة كان يصمم الملابس لجاكي كينيدي والقبعات المزينة بالريش الا ان الامريكي بيل كانينجهام تحول منذ ذلك الحين الى اسطورة حية في فن تصوير موضة الشارع التي اخترعها. عيناها ساهرتان ابدا وقف منحنيا قليلا حاملا كاميرا تصوير حول عنقه. وهو لا يزال في سن الخامسة والثمانين يتصرف ويستخدم كلام رجل عصره. ينادي كل شخص دون السبعين او الخامسة والسبعين بـ «الطفل» وعندما يوجه اليه الحديث يركز جيدا ويعقد حاجبيه ويصغي.
قليلة الشخصيات في عالم الموضة اليوم التي يمكنها القول مثله انها رائجة باستمرار وانها قادرة على توقع «آخر الصيحات» المقبلة.
هذا الرجل الكتوم الذي ولد في العشرينات في ولاية ماساتشوستس تقول عنه انا وينتور رئيسة تحرير مجلة «فوج» الامريكية في فيلم وثائقي حول المصور انه «يعرف ما ستكون عليه ميول الموضة في الاشهر الستة المقبلة».
ويقول هال روبنشتاين من مجلة «إن ستايل ماجازين» في ختام عرض ازياء لموسم ربيع-صيف 2015 لوكالة فرانس برس «لا يقول الشيء الكثير الا انه الافضل عندما يتعلق الامر بالموضة».
ويوضح هذا الصحفي النافذ في مجال الموضة الذي يؤكد انه يعرف كانينجهام منذ 35 عاما «لديه حدس افضل بالتأكيد من كل محرري الموضة المجتمعين هنا».
والسنوات سمحت له بتكديس المعارف الموسوعية الا انها لم تنل على ما يبدو من موهبته الكبرى المتمثلة باكتشاف الميول الرئيسية وحتى الريادية في الشارع وعلى منصات العرض او المناسبات الاجتماعية. هو دائم الوجود راكبا دراجته الهوائية في الجادة الخامسة وفي عروض الازياء في نيويورك ويشارك ايضا في اسبوع الموضة في باريس حيث ما يراه «يهذب العين» على ما يؤكد.
الاهتمام الذي يثيره كانينجهام في وسائل الاعلام يسبب له امتعاضا كثيرا «هذا الامر يوجه الكثير من الانتباه إلي» ويدمر عمله على ما يؤكد لوكالة فرانس برس.
فهو في هذا العالم الذي يركز على «الانا» والتفرد في الاسلوب يطمح الى ان يكون «متواريا».
فثمة سر في قلب فنه ونجاحه. فهو يقول «يجب ترك الشارع يروي القصة» مؤكدا ايضا «لست مصورا ماهرا».
ويوضح «يجب الا تكون لدينا افكار مسبقة يجب الخروج وجعل الشارع يتكلم» وهو بدأ مسيرته مصمما قبعات لزبونات من الطبقة الراقية في نيويورك.
في العام 1963 كان يعمل لدى مشغل «نينون» للخياطة عندما اوصلت اليه جاكي كينيدي بزة من تصميم ديور لونها احمر قبل مراسم دفن زوجها الرئيس الامريكي.
وهو اوضح خلال مؤتمر صحفي في سبتمبر في نيويورك «لم يكن لدينا الوقت الكافي لجلب القماش لخياطة بزة جديدة لذا قمنا بصباغة البزة الحمراء باللون الاسود خلال الليل».
صوره الاولى التي التقطها لنساء مجهولات في الشارع او لمشاهير مثل الممثلة جاربو في العام 1978، مكنته من الحصول على زاوية منتظمة في صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «اون ذو ستريت» (في الشارع) حيث يبرز اسبوعيا اخرالميول: من الرجال بالتنانير مرورا بنقشة النمر ومجموعة جديدة من الالوان..
ويعتبر براد باريس الذي يدرس التصوير في مدرسة الموضة العريقة في نيويورك «فيت» ان «بيل كانينجهام هو مبتكر تصوير الموضة في الشارع». ويضيف «لقد جرب اخرون ذلك قبله لكنه لم يعكسوا صورة واضحة».
ويشدد الخبير على انه سمح بولادة جماعة ذات نفوذ متزايدة هي جماعة «مدوني الموضة».
ويوضح ان «زاوية كنينجهام فرضت فكرة ان اي شخص يملك آلة تصوير، او مدونة وبعض الافكار يمكن ان يكون له نفوذ في عالم الموضة». وهو يثبت بذلك نفوذ الاستقلالية المطلق.