بدء فصل الربيع بمحافظة ظفار

صلالة – العمانية: بدأ أمس فلكيا بمحافظة ظفار موسم الربيع أو (الصرب) كما يطلق عليه محليا ويستمر إلى أواخر شهر ديسمبر من كل عام وذلك بعد أن ودعت المحافظة موسم الخريف الماطر الذي لم تشهد مثله منذ عشرات السنين من حيث هطول الأمطار هذا العام واستمرارها معظم أيام الموسم.ويتميز فصل الربيع بسطوع الشمس واعتدال الطقس وانخفاض نسبة الرطوبة واخضرار الأشجار حيث يعد هذا الفصل موسما لتفتح الأزهار وسريان نسمات الهواء الباردة الممزوجة بروائح الأزهار الجبلية العطرية لتضيف أريجها الفواح الى المكونات الجمالية التي تشكل لوحة الطبيعة الساحرة والطقس الجميل في محافظة ظفار التي لا تقتصر السياحة فيها على موسم الخريف.

يعتبر فصل (الربيع) أحد المقومات السياحية التي تجذب السياحة الداخلية فتشهد السهول والجبال حركة نشطة للزوار القادمين من المدن لمشاهدة جمال الطبيعة بعد انقشاع الضباب عن قمم الجبال التي رسمتها أمطار الخريف في السهل والجبل والهضاب الواسعة المستوية لتشكل حدائق طبيعية ممتدة في كافة أرجاء المحافظة.

وتزداد أهمية فصل الربيع لدى المزارعين والصيادين ومربي الماشية على السواء فهو موسم لتكاثر الزراعات المختلفة وتوفر مختلف أنواع الأسماك وانتشار المراعي الخضراء وجني العسل حيث يمثل فصل الربيع لسكان الجبال ومربي الماشية موسما للبشر والخير ففيه يكثر العشب وتنتشر المراعي وتتنقل الماشية في البقاع المختلفة من السهول والجبال دون عناء البحث عن المرعى نظرا لتنوع النباتات خلال هذا الفصل الذي تتميز فيه اللحوم والحليب ومشتقاته بجودة طعمها.

وتنتشر على الجبال نباتات طبيعية ومحاصيل زراعية متنوعة من أهمها الذرة والفاصوليا المحلية والخيار.

كما أن هذا الموسم يشكل جانبا مهما للحصاد وهو المرحلة الأخيرة من الفصل الزراعي الموسمي في المناطق الجبلية التي تعتمد اعتمادا كليا على الأمطار.

ويعد فصل الربيع موسم إزهار واخضرار حيث تنتشر منازل النحل في سفوح الجبال وبطون الأودية.

ويمارس النحالون عملية جني العسل نظرًا لجودته وكمياته الكبيرة.

ويقوم الرعاة في هذا الموسم بالانتقال من السهول الى الجبال والأودية الواقعة بينها بحسب اختلاف الماشية.

ونظرًا لكثرة الألبان فإن كثيرا من الزوار يقضون ليالي ممتعة بين الرعيان ومربي الماشية للاستمتاع بالأجواء الربيعية الرائعة وبشرب الحليب الذي يتميز بمذاقه الخاص.

وفي المناطق الساحلية يعتبر فصل الربيع الذي تعود فيه أمواج البحر الى طبيعتها الهادئة موسم (الفتوح) وبداية دخول البحر وانتشار أعمال الصيد بكثرة حيث تتنوع الأسماك وتعد أطيب وأشهى مذاقا من أسماك المواسم الأخرى ولعل من أهمها: (الشارخة، وسمك الكنعد، والسردين، والصافي، والشعري) وغيرها من الأسماك السطحية والقاعية ذات القيمة الغذائية العالية.