يتواجد بكميات تجارية في محافظة الوسطى بنسبة 98% -
العمانية – عرف العمانيون الروبيان أو (الشباص) منذ أمد بعيد كأحد الأغذية البحرية المهمة على المائدة المحلية نظراً لفوائده المتعددة ولما يحتوي عليه هذا النوع من القشريات من البروتينات والمعادن والفيتامينات.
ويعتبر الروبيان العماني من القشريات التي تلاقي إقبالاً كبيراً من قبل المستهلكين والشركات في العديد من الدول ويبدأ موسم صيده سنوياً من بداية شهر سبتمبر وحتى الثلاثين من شهر نوفمبر.
وأوضح سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية أن موسم الروبيان يعد من المواسم المهمة لدى صيادي محافظة الوسطى وبالتحديد ولاية محوت لما له من أهمية اقتصادية اجتماعية كبيرة باعتباره مصدر دخل رئيسيا للعديد من هؤلاء الصيادين ولكونه يوفر الكثير من فرص العمل لشباب الولاية إلى جانب تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية لدى التجار والشركات.
وأضاف سعادته: في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أن وزارة الزراعة والثروة السمكية تحرص كل الحرص على استدامة هذا المخزون والمحافظة عليه من الصيد الجائر والصيد غير القانوني عبر تحديد الأول من شهر سبتمبر وحتى نهاية نوفمبر من كل عام وهي مدة كافية يتم استغلال ما يتوفر من محصول فيما تكون الفترة المتبقية من العام هي فترة اراحة المخزون للتكاثر والتوالد وزيادة الاعداد والاحجام والحصاد للعام القادم.
وأوضح أن أغلب مخزون الروبيان يوجد في ولاية محوت وولايات محافظة جنوب الشرقية وتشهد فترة موسم صيده تظاهرة اجتماعية خاصة في الأيام الاولى من بداية الموسم حيث يتم اصطياده بواسطة شباك الغل المعروفة بـالمغدف او الغادوف.
وأكد سعادته أن الروبيان العماني له شهرة دولية خاصة في دول الجوار نظراً لكبر حجمه ولكونه يصطاد من مياه نظيفة وبطريقة “حرفية “ عبر استخدام شباك الغل مؤكدا على الأهمية الاقتصادية للروبيان العماني فإلى جانب مساهمته في توفير مصدر الرزق للصيادين الحرفيين فهو يساهم في القيمة الاجمالية لإنتاج السلطنة من الاسماك ويدخل في الناتج المحلي.
وبين أن المخزون من الروبيان في تطور مستمر حيث بلغ في عام 2009 حوالي647 طناً ليصل في عام 2013 إلى740 طناً بقيمة اجمالية وصلت إلى مليون و800 ألف ريال عماني من أصل165 مليون ريال عماني القيمة الاجمالية للقطاع السمكي بالسلطنة متوقعاً أن يكون انتاج الروبيان خلال موسم 2014 نفس انتاج العام الماضي او أكثر نتيجة للعوامل البيئية وعمليات التفريخ التي تمت خلال العام قائلاً ان المخزون يتطور كما أن الاستزراع قطع شوطاً كبيراً والذي بدوره سيعزز الانتاج من الروبيان ويقوي سوق السلطنة من هذا المنتج.
وأشار سعادة وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية إلى أن أغلب الروبيان الذي يتم اصطياده في المياه العمانية هو من النوع الذي يطلق عليه الهندي الأبيض الذي يتم تسويقه بالسوق المحلي فيما يذهب جزء منه الى الأسواق المجاورة والأسواق العالمية.
وأوضح سعادته ان وزارة الزراعة والثروة السمكية سنت العديد من القوانين والتشريعات التي تضمن حماية مخزون الروبيان من الصيد الجائر باعتباره مخزوناً اقتصادياً يجب تطويره والتوسع في انتاجه مؤكداً أنه يتم مراقبة السواحل العمانية عبر الأجهزة التابعة للوزارة والجهات الحكومية الاخرى لمنع استخدام معدات الصيد الممنوعة كـشباك الجرفة وصيد الأيدي العاملة الوافدة الذي يمارس في بعض القرى البعيدة عن عيون الوزارة.
وردا على سؤال حول الاستزراع السمكي للروبيان قال سعادته إن الانتاج من الاستزراع بلغ في عام 2010 حوالي 127 طناً ارتفع الى 350 طنا وهو ما تنتجه احدى شركات القطاع الخاص التي توجد لديها خطة لرفع الانتاج خلال الفترة القادمة الى3 آلاف طن سنوياً.
وأضاف أن وزارة الزراعة والثروة السمكية أعطت تراخيص لعدد من الشركات المحلية للاستثمار في الاستزراع السمكي للروبيان منها شركة في طور إنهاء إجراءاتها والتي ستقوم بانتاج3 آلاف طن سنوياً..كما أن هناك مزارع أخرى قيد التنفيذ ستبدأ في العام القادم باستثمارات وطنية وبشراكات عمانية وغير عمانية.
ويتواجد الروبيان بكميات تجارية في بحر العرب حيث تستأثر بانتاجه المنطقة الوسطى بنسبة 98% ويقتصر صيده على قطاع الصيد الحرفي حرصاً من الجهات المعنية على أن تكون الاستفادة لأهالي المنطقة وضماناً لاستمرار التوازن في النظام البيئي والحد من الصيد الجائر لهذا النوع من الإنتاج.
وأوضح أحمد بن يعقوب المحروقي مدير إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى أن المحافظة تشهد عند بداية موسم صيد الروبيان تظاهرة اجتماعية يتجمع من خلالها صيادو ولاية محوت لبدء الصيد مشيرا الى أن الوزارة تحرص على صيد عدد من الانواع ذات الجدوى الاقتصادية بطريقة حرفية كالشارخة والصفيلح والحبار إلى جانب الروبيان في السلطنة.
وبين المحروقي أن إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى تقوم قبل بدء وأثناء الموسم بعقد اجتماعات مع ولاة وشيوخ المحافظة وأعضاء”لجنة سنن البحر”بهدف الاستعداد للموسم والمحافظة على الروبيان من الاستنزاف كما ان هناك فريق رقابة يسعى إلى حماية المخزون عبر مراقبة السواحل من الصيد الجائر أثناء فترة إخصاب وتكاثر الروبيان مؤكدا ان اللائحة التنفيذية لقانون الصيد البحري وحماية الثروة المائية الحية نصت على معاقبة المخالفين من صيادي الروبيان.
وأشار الى أنه يوجد في المياه العمانية حوالي 12 نوعاً من عوائل الروبيان اثنان فقط يعدان تجاريين وهما الروبيان الهندي الأبيض و النمري،
وأضاف أن الروبيان يعد من الأنواع الاقتصادية والمربحة بالسلطنة حيث يصل سعر الكيلو الواحد بين 3 الى 5 ريالات عمانية ويتم توجيه الإنتاج الى السوق المحلي وجزء منه الى الأسواق الاسيوية وبعض الأسواق الأوروبية.
وحول الدعم المقدم للصياد الحرفي أشار أحمد بن يعقوب المحروقي إلى ان وزارة الزراعة والثروة السمكية توسعت في مجال دعم الصياد الحرفي وشمل ذلك تقديم قوارب الصيد والمحركات والمعدات والأجهزة المساعدة ومواد حفظ الأسماك. كما تقوم بتزويد الصياد بشباك الغل من أجل صيد الأنواع الاقتصادية وخاصة الروبيان.
ويقول: لدى وزارة الزراعة والثروة السمكية مشروع يتعلق بمراقبة مصائد الروبيان الذي يمول من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية والذي يحرص على أخذ العينات بداية الموسم لمعرفة الاحجام والمقاسات وعمل الدراسات المستفيضة لكي تتمكن الوزارة من أخذ القرارات المناسبة للمحافظة على المخزون من الاستنزاف وتوفير قاعدة بيانات دقيقة عن الروبيان تساعد الوزارة في وضع النظم والقوانين الخاصة بهذا المحصول.
وأكد أحمد بن يعقوب المحروقي مدير إدارة الثروة السمكية بمحافظة الوسطى أن الوزارة تحرص من خلال بحوث استزراع الروبيان وتشجيع القطاع الخاص العماني على الاستزراع الى زيادة انتاج المحصول من الروبيان بالسلطنة وبالتالي زيادة العائد المادي منه إضافة إلى توفير فرص العمل للعمانيين من أبناء محافظة الوسطى بشكل خاص.