بيروت – «عمان» (رويترز):-
أظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمس أن متشددي ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا جنديا لبنانيا كان واحدا من 19 جنديا أسرهم متشددون دخلوا من سوريا واحتلوا بلدة لبنانية حدودية عدة أيام الشهر الحالي.
وأظهر مقطع الفيديو الجندي الذي عرف بأنه علي الصياد وهو من شمال لبنان – وهو معصوب العينين وموثق اليدين ويركل الأرض بقدميه بينما كان أحد المتشددين يعلن أنه سيقتل قبل أن يقوم متشدد آخر بذبحه.
وتعتبر الحكومات الغربية ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن دولة الخلافة في يونيو الماضي في مناطق سيطر عليها في العراق وسوريا خطرا أمنيا منذ أن نشر فيديو في أغسطس الحالي يظهر عملية إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي.
ورفض الجيش اللبناني التعقيب لكن مصادر أمنية ومن تنظيم الدولة الإسلامية أكدت إعدام الجندي اللبناني.
وبعدها بساعات نشر التنظيم مقطع فيديو آخر يظهر تسعة جنود آخرين وهم يتوسلون من أجل الإبقاء على حياتهم ويدعون عائلاتهم للنزول للشوارع في الأيام الثلاثة المقبلة للمطالبة بالإفراج عن سجناء إسلاميين كي يتفادوا مصير الصياد.
وفي وقت سابق الشهر الحالي خاضت عدة جماعات إسلامية بينها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية معارك مع الجيش اللبناني بعد اعتقال عماد جمعة وهو قيادي إسلامي في بلدة عرسال الحدودية.
وسيطر المتشددون على عرسال خمسة أيام قبل الانسحاب إلى منطقة جبلية حدودية واصطحبوا معهم 19 أسيرا من الجنود.
وطالب المتشددون بالإفراج عن جمعة وعدد آخر من الإسلاميين الذين سجنوا منذ حركة صحوة قامت بها جماعة تستلهم نهج القاعدة في مخيم للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان.
من جانه أكّد وزير الاتصالات بطرس حرب أنّ «الحكومة لا تألو جهداً في العمل لاستعادة العسكريين المخطوفين وأنّها تقوم باتصالات دوليّة بسرية تامة بعيداً من الإعلام حرصاً على نجاحها». وحذّر حرب، في تصريح امس من أنّ «أي ضعف تظهره السلطة اللبنانيّة بوجه الجماعات الإرهابيّة في عملية تحرير العسكريين من شأنه أن يفتح الباب على تكرار نهج خطف عسكريين والمفاوضة عليهم لحصول الجهة الخاطفة على مرادها»، داعياً اللبنانيين إلى «رص الصفوف وإبعاد ملف العسكريين الأسرى من المزايدات السياسية والطائفية».
وإذ أبدى خشيته من «تحول هذه القضية إلى مادة ابتزاز سياسي لصالح الانتخابات الرئاسية»، أشار حرب إلى أنّ «بعض الكلام عن أن الجيش لم يقم بواجبه كما يجب في عرسال وأنّه أخطأ في مكان ما، يخدم أعداء لبنان ويفتت الصف الداخلي». في حين أكدت النائب بهية الحريري امس خلال استقبالها في مجدليون في صيدا وفد الاتحاد العربي للعاملين بالصحة أن «أمام اللبنانيين تحدي حماية لبنان بوحدتهم والتفافهم حول دولتهم ومؤسساتهم الأمنية والعسكرية في مواجهة الخطر المتربص بلبنان، وأمامهم تحدي إنهاء الفراغ الرئاسي الذي نأمل أن نخرج منه في وقت قريب لتقوم المؤسسات بدورها كاملاً». من جهته أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب جان اوغاسابيان إلى انه «يجب أن نتنبه لمسألة الشغور ومسألة الفراغ في المؤسسات، لأن في ذلك مقدمة لإلغاء كل مفاهيم التنوع والطائف والدخول في مشروعات جديدة.
فـ«حزب الله» يتحدث عن المثالثة ولديه رؤية لأي دولة يريدها في لبنان»، مشددا على أننا «كتيار مستقبل موقفنا واضح والأولوية لدينا لانتخاب رئيس جديد للبنان يستطيع أن يجمع اللبنانيين حول طاولة الحوار لتأسيس حكومة جامعة وإجراء انتخابات نيابية جديدة».
وخلال المؤتمر السنوي الرابع لقطاع الشباب في «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط امس أضاف: «حزب الله يريد أخذنا للتطرف والسلاح والمعارك، ويريدون إجبارنا للقول إن سلاح الحزب قد يخدمنا.
أي سلاح خارج الدولة اللبنانية هو خطر على الكيان ووجوده». ودعا اوغاسابيان إلى إدراك «مخاطر مشروع حزب الله الإقليمية والخارجية.
وأشار عضو «جبهة النضال الوطني» النائب أكرم شهيّب إلى أنّ «موضوع بلدة عرسال جرح مفتوح لأنّ قضيتها لم تنته».
وأضاف: «نستطيع أن نواجه في عرسال كما واجهنا التفجيرات الأمنيّة الإرهابيّة بالأمن الوقائي ومن خلال تدعيم الجيش اللبناني ووجود رؤية مشتركة ووحدة الشعب اللبناني ووحدة قواه السياسية بمواجهة الإرهاب».
وأكّد شهيّب، في احتفال حزبي امس أنّ «عرسال ليست بيئة حاضنة للإرهاب وليس في لبنان بيئة حاضنة للإرهاب». ولفت شهيّب إلى أنّ «موضوع العسكريين المحتجزين دقيق جداً ومن حرص الدولة والحكومة ورئيسها والوزراء المختصين، يُتابع الملف بسريّة كاملة ودقيقة جداً حفظاً لكرامة العسكريين وأهلهم وحياتهم ومعنويات الجيش اللبناني». كما نبّه عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب هاني قبيسي أنّ «لبنان في خطر وعلى الجميع أن يقف إلى جانب الجيش»، وقال: «لا نقبل أبداً التعرض للجيش ونعتبر كل من ينتقده يسهل العمل الإرهابي وعلى الشعب أن يحاسبه». وشدد قبيسي، في حفل تأبيني في بلدة كفرتبنيت في الجنوب امس، على أنّ «الجيش اللبناني يدافع عنا جميعاً من خلال قتاله للإرهابيين التكفيريين على الحدود الشرقيّة»، وأسف إلى أنّ «البعض في لبنان يتطاول على الجيش وينال من سمعته ودوره الوطني». وأكد على أهمية «التمسك بالوحدة الوطنية اللبنانيّة.
من جهته أفاد مكتب وزير العدل اللواء أشرف ريفي في بيان امس أن «أشخاصا أقدموا صباح أمس، على إحراق راية داعش في ساحة ساسين، وهذه الراية كتب عليها شعار لا الله إلا الله محمد رسول الله، الذي هو الركن الأول من أركان الدين الإسلامي، وهو الشعار البعيد كل البعد، عن راية داعش ونهجها الإرهابي.
بناء عليه طلب ريفي من مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، التحرك لملاحقة الفاعلين وتوقيفهم، وإنزال أشد العقوبات بهم، نظراً لما يشكله هذا الفعل، من تحقير للشعائر الدينية للأديان السماوية، ولما يمكن أن يؤدي إليه من إثارة الفتن».