الإسماعيلية-(وكالات): إصرار وعزيمة وجدية على العمل يبدأها المصريون في التعامل مع قناة السويس الجديدة، والتي يعتزم المصريون افتتاحها في 6 أغسطس المقبل.وأطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الخامس من أغسطس الماضي إشارة البدء لتنفيذ المشروع الذي تأمل مصر من ورائه في تحويل المنطقة إلى أكبر المراكز الاقتصادية والصناعية الكبرى في العالم.
وطلب الرئيس المصري خلال حفل إطلاق المشروع انجاز هذا العمل في مدة عام واحد بدلا من الفترة المقترحة بثلاث سنوات.
وفي موقع حفر قناة السويس الجديدة التقت الوكالات مع العميد حسن العفيفي مساعد رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المشرفة على مشروع حفر القناة الجديدة الذي أكد أن قناة السويس الجديدة سينتهي العمل منها خلال عام كما هو مقرر.
وأضاف العفيفي: إنه «لتحقيق هذا الهدف نبذل قصارى جهدنا في مهمتنا للحفر على الجاف لإزالة 180 مليون متر مكعب من المقرر أن تنتهي خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر». وأوضح أنه «يشارك في الحفر الآن على الأرض 55 شركة مدنية، بالإضافة إلى كتيبتي طرق». وأشار إلى أنه حتى يوم 6 سبتمبر الجاري بلغت كمية الحفر التي نفذتها الشركات 28 مليون متر مكعب من الرمال تمت إزالتها ونقلها خارج الموقع.
ولفت إلى أنه يتم استخدام هذه الرمال في تقوية جسور أحواض الترسيب، وربط المعابر، وإقامة وتعريض الطرق خاصة طرق الفردان والأوسط وسرابيوم وطريق عرضي واحد، كما سيتم إنشاء طريق شرق وغرب القناة الجديدة وذلك لاستخدام الرمال المستخرجة أفضل استخدام.
وقال: إن الشركات تعمل بمنتهى الجدية، مشيرا إلى أن الموقع الذي نلتقي فيه معه، والذي تنفذه إحدى الشركات وطوله كيلومتر واحد، يعمل فيه 23 لودرا و111 سيارة نقل (قلاب)، مشيرا إلى اشتراط أن تكون الشركة التي تحصل على كيلو متر للعمل فيه لا يقل عدد اللودرات العاملة عن 20 لودرا وعدد سيارات النقل (القلابات) لا تقل عن مائة سيارة.
ونوه إلى أن الشركة تنقل يوميا من 40 – 50 ألف كم يوميا حتى ينتهي من إنهاء مهمته من ثلاثة إلى ستة أشهر على أقصى تقدير.
وقال مساعد رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المشرفة على مشروع حفر القناة الجديدة: إن «هذه الشركات تعمل مع القوات المسلحة بأسلوب وطبيعة وأداء القوات المسلحة، ولديهم الرغبة الإرادة والقدرة نفسها، ومهمتنا هي تنظيم العمل وإدارته بطريقة معينة حتى يتم انهاؤه في الوقت المحدد». وحول ما اذا كانت هذه التجربة يمكن أن تتكرر في مشروع تنمية منطقة قناة السويس، أكد العفيفي أن الدولة إذا أرادت القوات المسلحة في مكان ما، فالقوات المسلحة تلبي النداء فورا سواء في قناة السويس أو خارج قناة السويس أو أي مجال من المجالات.
وبالتوازي مع مشروع «قناة السويس الجديدة» بدأت مصر في وضع مخطط تفصيلي لمشروع تنمية منطقة القناة بالكامل لطرحه أمام المستثمرين عند الانتهاء منه مطلع فبراير 2015، حسبما أكد الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) في وقت سابق.
ويتضمن المشروع إنشاء قناة موازية بطول 72 كيلومتراً منها 35 كم عبارة عن حفر جاف و37 أخرى يشمل أعمال الحفر والتعميقات، ما سيسمح بمرور السفن في القناة في الاتجاهين في الوقت ذاته وتخفيض زمن انتظار عبور القناة إلى نحو ثلاث ساعات فقط مقابل 11 ساعة.
وأكد طارق حسنين المتحدث الرسمي باسم هيئة قناة السويس، أنه منذ بداية الشهر الحالي أدخلت هيئة قناة السويس عدة كراكات في شمال وجنوب القناة، وبدأت عمليات التكريك وتجهيز وتعميق وتوسيع الجزء الخاص بها، مشيراً إلى أن العمل يجري على قدم وساق حتى ينتهي العمل في الموعد المحدد.
وقال حسنين لوكالة أنباء (شينخوا): إن هيئة قناة السويس تتولى مهمة تجهيز وتعميق المجرى المائي بطول 37 كم، على أن تتولى باقي المسافة بطول 35 كم بعد انتهاء مهمة القوات المسلحة والشركات المدنية من أعمال الحفر على الجاف لتتولى أعمال التعميق والحفر أسفل المياه بواسطة كراكات الهيئة.
وأضاف: إن الغاطس في القناة الجديدة سيصل إلى 66 قدما، كما سيجري في الوقت نفسه تعميق المجرى الملاحي للقناة الحالية ليصل الغاطس من 52 قدماً إلى 66 قدماً، وهو ما يسمح بعبور ناقلات وسفن أكبر من المسموح به حاليا.
وتابع قائلا إن الكميات المطلوب رفعها لإنشاء قناة السويس الجديدة يزيد عن 250 مليون متر مكعب بالكراكات العملاقة والتي تصل إلى 25 كراكة قدرة كل منها حوالي مليون متر مكعب شهريا، لتكون القناة الحالية والجديدة بعمق 24 مترا وعرض 340 متراً.
وأشار إلى أن الهيئة تقوم أيضاً بتصميم وإعداد الرسومات والمواصفات لأعمال التكسيات لحماية ميول وجوانب القناة الجديدة بطوال حوالي 100 كم وبأسلوب جديد يقلل من أعمال الصيانة المستقبلية، وتصميم وتنفيذ الأعمال بالمرافق (مياه، وكهرباء، واتصالات، وإشارة، ووقود). كما تقوم الهيئة بتصميم وتنفيذ المحطات البحرية اللازمة لتوجيه ومراقبة السفن العابرة للقناة، والأرصفة والسقالات أمام تلك المحطات، وكذلك المساعدات الملاحية وتجهيز شمندورات «قوارب» الإرشاد ومشتملاتها، ونظم المتابعة والمراقبة الالكترونية، والمراسي والمعديات، وإقامة أحواض الترسيب.
وأوضح المتحدث باسم هيئة قناة السويس أن العمل بالهيئة سواء بالمجرى الحالي أو الجديد يتم بدقة كبيرة وفق برنامج زمني محدد للانتهاء من المهام المنوط بها لأدائها في الوقت المحدد.
ويستهدف هذا المشروع العملاق، بحسب ما حددته هيئة قناة السويس، إيجاد المزيد من فرص العمل وإنشاء منطقة صناعية بحرية عالمية ولوجستية وصناعية متميزة وزيادة الصادرات وتنمية التجارة الدولية لمصر وتنويع الأنشطة الصناعية والخدمية القائمة في المنطقة.
من جانبه، يقول إبراهيم شاكر مدير إحدى شركات المواد الغذائية «جئنا اليوم لزيارة موقع العمل بقناة السويس وكلنا أمل بغد أفضل ومستقبل مشرق، ولا شك أن مشروع قناة السويس الجديدة ومشروع تنمية قناة السويس سيكون لهما دور كبير في تغيير وجه مصر بالكامل». وأضاف شاكر لوكالة أنباء (شينخوا): «نحن لدينا ثقة كاملة في قدرة الجيش المصري والشركات المصرية العاملة تحت إشرافه في الانتهاء من حفر القناة في الموعد المحدد وافتتاحها العام المقبل، والقوات المسلحة عودتنا على الانضباط والالتزام وتحقيق ما يطلب منها بمنتهى الكفاءة». واستطرد قائلا: «الشعب المصري دلل بشكل عملي على رغبته وإرادته القوية للخروج من الوضع الحالي وتغييره، ولعل الإقبال الكبير الذي برز فور بدء طرح شهادات الاستثمار الخاصة بتمويل مشروع قناة السويس.
وتابع: «من منطلق مشاركتنا الجدية وتحفيز العاملين بحفر القناة اتينا اليوم ضمن مجموعة من الشركات لنقدم كميات من الوجبات الغذائية كهدية ومشاركة متواضعة للمشروع وسيتكرر ذلك عد مرات خلال فترة الحفر». أما أية شاكر 34 سنة موظفة فقد أعربت عن سعادتها البالغة لحضورها إلى موقع حفر قناة السويس الجديدة، معتبرة إياه مشروع القرن 21، وأنها تعطي بارقة أمل لكل المصريين نحو تغيير الأوضاع الصعبة التي يمرون بها. وقالت شاكر لوكالة أنباء (شينخوا)، نحن واثقون في قدراتنا وإمكانياتنا ولن يستطيع أيا كان يوقف مسيرتنا، والجيش المصري عودنا أنه إذا ما وعد أوفى بما وعد، ومؤكدة أن القناة سيتم افتتاحها في الموعد المحدد لتكون قاطرة للاقتصاد المصري. وبسؤالها حول قيامها بشراء شهادات استثمار قناة السويس، أكدت أنها اشترت هي وأسرتها وإخوانها شهادات بأكثر من 150 ألف جنيه.