الشعر الفصيح تغنى بحب صاحب الجلالة

من الأمسية الشعريةخلال أمسية نظمتها جمعية المرأة العمانية -

كتبت: سجا العبدلي -

بمشاعر فياضة صادقة نبعت من القلب وبأبيات شعرية طغت عليها مشاعر الود والحب والابتهال والدعاء. غرد ثلة من شعراء الشعر الفصيح بأشعار عبرت عن استبشارهم بنتائج الفحوص الطبية التي أجراها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم . وذلك خلال الامسية الشعرية التي نظمتها جمعية المرأة العمانية مساء السبت تحت رعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم بن علي آل سعيد رئيس المراسم بوزارة الخارجية. وحضرها جمع متنوع من الجمهور العماني وبعض من الشخصيات الدبلوماسية وأبناء الجاليات العربية المقيمة في السلطنة.


الأمسية التي شارك فيها كل من: الشاعر المهندس سعيد الصقلاوي، ود. سعيدة بنت خاطر الفارسية، ويونس البوسعيدي، وعقيل اللواتيا، وهشام الصقري، وإبراهيم السوطي، وهاجر البريكية، ومحمد الطويل، ومحمد الهشامي. اتسمت بالتنوع نظرا لاختلاف النفس الشعري للشعراء المشاركين ولكن وحده الموضوع كانت هي السمة الأساسية التي غلبت على جو الأمسية. وفيها تنافس الشعراء على تقديم افضل ما لديهم ليكون الشعر الفصيح ببلاغة لغته انعكاساً لمكنونات انفسهم.

ومن قصائد الشعراء المشاركين نقرأ قصيدة للشاعر «يونس بن مرهون البوسعيدي» وفيها يقول:

«رعاكَ اللهُ حيثُ حَمَلْتَ رِحْلَكْ

وكانَ اللهُ قبلَ الأهلِ أهلَكْ

حملتَ فؤادَنا قلقًا وشوقًا

فكان كأُمِّ موسى خوفَ نَهْلَكْ

وما أبقيْتَ مِنْ نبْضٍ وفيٍّ

لِغَيرِكَ، كُلُّ نَبْضٍ بي أجلَّكْ

فديتُك، لو نطَقْتَ اسمي لِأُشفى

أراني مُذْ مرضتَ مرضْتُ مِثْلَكْ

وأنتَ عُمانُ أجْمَعُها تُصلِّي

شفاكَ اللهُ مما قد أعلّكْ

وحسْبُ النفْسِ مِنْ جَنْبيكَ لولا

فؤادُكَ عزَّ عزْمٌ أنْ يُقِلَّكْ

لقد دوّى بِصِيْتِ عُمان مَجْدٌ

وظَنَّ الحُبُّ أنْ لا مَجْدَ قَبْلَكْ

تُريدُ مِنَ العُلى ما ليس فيها

وكفُّ المجْدِ تَلمسُ مِنك نَيْلَكْ

أَذَنْبًا أنّ نفْسَكَ ليس ترضى

تُرى طِيْنًا، وكان الطينُ أصْلَكْ

وإنَّ اللهَ رحمنٌ رحيمٌ

بِرحمتِهِ غشاكَ وما أضلَّكْ

قلوبٌ، وهي تدعوا الله تبكي

كأنّكَ في تُقاها صِرْتَ مَسْلَكْ


ومن قصيدة للشاعر عقيل اللواتي بعنوان : « شَوقٌ إليكَ » نقرأ:

هذي عُمانُ وشَوقُها ناداكا

والقلبُ يخفقُ في سَماءِ عُلاكا

الشَّوقُ ترجَمَهُ الدُّعاءُ بحفظِكم

عُدْ. تكتسي هذي البلادُ وَفَاكا

يا سيِّدَ التَّاريخِ شعبُكَ لم يَزلْ

في شَوقِهِ لا يَرتَضي إلاكا

لا نشتهي شَمَّ الزُّهورِ ببعدِكم

فأريجُها معناهُ من مَعناكا

لا نرتوي إلا إذا كَوثرتَنا

من عَذبِ مَاءٍ نبعُهُ يُمْناكا

عُدْ للجَمالِ أيا جَمالَ عُمانِنا

فعُمانُ لا تحلو بلا أشْذاكا

إنَّا على جَمرِ اشتياقكَ نحتسي

خمرَ المَحبَّةِ من دنانِ رِضَاكا

وعُمانُ نسمعُ من جواها حَنَّةً

وصُحارُ في وَلَهٍ إلى آلاكا

والقلبُ أشرقَ شوقُهُ في مَحفَلٍ

يعني هَواهُ كما يشاءُ هَواكا

سِحرُ الوِصالِ مَدارسٌ من روعَةٍ

كَتبتْ على مَجدِ الخُلودِ وِلاكا

رَسَمتْ على شَفةِ الشُّعورِ منارةً

شَعَّ الهُدى منها فكانَ ضِياكا

وأتى إلى سَاحِ الفُؤادِ مُلبِّيا

قلبُ المَجرَّةِ ناشِراً للواكا


الدكتورة سعيدة خاطر منظمة الأمسية أكدت: أن فكرة إقامة الأمسية كانت تراودني منذ تواترت الأخبار المتضادة حول صحة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، الله يحفظه ويديمه لنا ولهذا الوطن. ثم عندما استبد القلق بالناس لدرجة أن تصوم والدتي ومن في سنها أسبوعا رغم تقدمهن في السن تطوعا لله وتمنيا منهن أن يمن الله عليه بالعافية والشفاء، هنا أصبحت مشاعر الجميع على شفا الوجع والقلق الكبير، ومن يستطيع أن ينقل هذا الصخب والتوتر في المشاعر أكثر من الشعراء؟

وتضيف: اقترحت إقامة أمسية شعرية استبشارا بسلامة جلالته و رحب الجميع كثيرا، ودعمتها بشعراء من خارج المجموعة مثل الشاعر المهندس سعيد الصقلاوي ويونس البوسعيدي، وهشام الصقري ، وتم لنا ما أردنا بالتنسيق مع جمعية المرأة العمانية بمسقط، لكون إدارتها جديدة ومن الشابات المتحمسات للعمل أيضا، والشكر كل الشكر لراعي الأمسية السيد محمد بن سالم بن علي آل سعيد رئيس المراسم بوزارة الخارجية على ما أضفاه لهذه الأمسية من روح محبة وتشجيع للشباب المشارك، حتى تجلى فعليا… أنها أمسية محبة فبالمحبة جئنا وللمحبة كتبنا، والشكر موصل لمعالي الدكتور عبدالله الحراصي الموقر، الذي اهتم كثيرا بالنقل المباشر للأمسية ولطاقم العمل من شباب التلفزيون وللمذيعة المتألقة ندى البلوشية التي أدارت الأمسية بجدارة، والشكر لأصحاب السعادة والسفراء الذين أسعدونا بتواجدهم ومشاركتهم الوجدانية لعمان قائدا وشعبا، والشكر كل الشكر للجمهور النخبوي الذي شرفنا بحضور مكثف ومتفاعل، وبرهن الجميع بأن جلالته يفدى بالأرواح، لا بالمشاعر والقصائد فقط.»

وفي قصيدتها «طوبى لكم» قرأت :

تقول البشاراتُ طوبى لكم دمتُمُ آمنين

وطوبى لأرضٍ تزاحمَ فيها صدى الصالحين

يسائلها الأفقُ أين الحبيبُ الامامُ البهيُ

بنورِ رؤاه يشعُ اليقين

وأين طوافـُه حول اليتامى

وحول الأيامى الضُعافِ

كأن ملاكا يضمدُ منهم جراحاً دفينْ

كأن يديه ينابيعُ حبٍّ طهورٍ

يسيلُ على وجعِ العاجزين

وأين وأين وأين ….

ومسقط تمضغُ صوت َ الحروفِ

تؤجلُ فرحتَها والحنين

جبالٌ تطرزُ شالَ الشموس

وتأبى بدونك أن ترتديه …

وأن تزدهي بالجمال الرزين .

ونخل بلادي يصعِّدُ زفراتِه ترانيمَ

ورْدٍ ترددُه نشوةُ العابدين

تصلي البحورُ وأمواجُها

تسبحُ لله في كلِّ حين

بلادٌ على قلقٍ غادرتَها الدروبُ

ونبض بنيها .. أيا سيدي

على شفا خوفٍ .. ولايستكين

ننامُ ولانامَ فينا السؤالُ

ونصحو على أرق المُسهَدين