رام الله -عمان – نظير فالح:
تنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي وبناء على خطة أعدتها وزارتا الجيش والمالية استكمال الجدار الحدودي مع الأردن بطول 400 كيلومتر على امتداد الحدود الشرقية للضفة الغربية.الذريعة المعلنة حسب المزاعم الإسرائيلية هي «منع تسلل عناصر من الأردن» أما الهدف الحقيقي فهو إحكام السيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية وضمان بقاء جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين في المنطقة.
وتخطط سلطات الاحتلال لتزويد هذا الجدار بكاميرات حرارية وأجهزة رصد الحركة وطائرات بلا طيار وسيتم البناء على مراحل، واعتماد ميزانية قد تصل مليارات الدولارات للمشروع بحلول نهاية العام الجاري.
وفي عمليات التهويد المتواصلة لمدينة القدس المحتلة وفي إطار السياسة الاستيطانية صادق أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السكن «كابينت السكن»، على اتفاق يتم بموجبه تحويل 211 دونما على مدخل القدس المحتلة من جهة الغرب إلى منطقة سكنية وتجارية تشمل بناء 12 ناطحة سحاب ومجمع للوزارات، وسيتم بناء ناطحات السحاب للاستخدام التجاري والمكاتب والفنادق وخدمة السياح، في حين سيشمل المشروع بناء مجمع جديد للدوائر الحكومية، وتقرر كذلك بناء ألفي غرفة فندقية جديدة بهدف استيعاب ازدياد نسبة السياح الوافدين للقدس المحتلة، في حين سيتم تطوير مركز المؤتمرات في المدينة ليتحول لمركز المؤتمرات الأكبر في «إسرائيل»، وعقب وزير البناء والإسكان «أوري أريئيل» على توقيع الاتفاق قائلاً «الحديث يدور عن قرار مهم يحول المدخل القديم للقدس مع ما فيه من زحام إلى مدخل عصري وحديث يليق بعاصمة إسرائيل الأبدية»، على حد زعمه.
كما واصلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي تشجيعها لاقتحامات المسجد الأقصى، والسماح للمستوطنين واليهود المتطرفين الدخول والتجول في باحاته الطاهرة، واستفزاز مشاعر المسلمين المصلين، حيث أوصت لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلية بالضغط على شرطة الاحتلال لتوفير أعلى مستوى من الأمن والحماية للمستوطنين الذين يريدون اقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال الأعياد اليهودية، جاء ذلك خلال جلسة استثنائية لبحث تأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى خلال فترة الأعياد، وتهيئة الأجواء بشأن ذلك، وفي السياق سهلت سلطات الاحتلال عمليات اقتحام المسجد من قبل المستوطنين المتطرفين وقادة الاحتلال، مع حلول ما يسمى بعيد الغفران اليهودي، إضافة لقيام بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بنصب لفتات جديدة على مدخل رباط الكرد تحمل اسم حائط (المبكى الصغير)›، وهو اسم له دلالات دينية توراتية على غرار تسمية حائط البراق الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك بـ(حائط المبكى)، وواصلت أعمال حفر تحت أساسات المسجد الأقصى، بالإضافة إلى أعمال الترميم في المدينة المقدسة لا سيما في حوش الشهابي، في محاولة منها لتهويد المدينة المقدسة.
وبحسب تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض التابع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وصل «عمان» نسخة منه أمس، فقد تركزت عمليات التهويد والمخططات الاستيطانية الهادفة إلى اقتلاع الوجود الفلسطيني في الأرض الفلسطينية في كل من:
القدس: هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وما تسمى بـ(سلطة الطبيعة)، 20 قبراً لعائلات مقدسية (الشهداء) قرب مقبرة اليوسفية في منطقة باب الأسباط، والمُلاصقة لجدار المسجد الأقصى الشرقي، بزعم أنها موجودة على أرضٍ مصادرة لصالحها، القبور التي هدمت تم تشييدها مؤخراً، وتعتبر مقبرة (الشهداء) امتدادًا لمقبرة اليوسفية الواقعة باب الأسباط ومدفون فيها المئات من الشهداء، وهي أرض وقف إسلامي محضة، كما قام عمال سلطة الطبيعة الإسرائيلية بتغطية القبور التي هدمت في «مقبرة الشهداء» بباب الأسباط بالقدس – بالأسمنت على القبور التي تم هدمها قبل يومين وتغطيتها، لعدم بنائها من جديد، واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الطفل محمد خالد الزغل (11 عاما)، بالقرب من طريق الجثمانية «باب الأسباط» بالقدس، بعد أن حاول 8 مستوطنين اختطافه والاعتداء عليه إلا أن الطفل تمكن من الاختباء بسيارة لعائلة مقدسية وحاول المستوطنين الاعتداء على المواطنين الذي حاولوا التدخل لوقف عملية الاختطاف، ودهس مستوطنا الطفل آدم الرشق 10 أعوام، أثناء وجوده أمام منزله في بلدة سلوان بشكل عمد.
وقال شهود إن سيارة تابعة للمستوطنين (تنقل المستوطنين) قامت بدهس الطفل الرشق بعد ملاحقته وحجزه بزاوية بالقرب من منزله. وأصيب الطفل الرشق بجروح وصفت بالمتوسطة، وتم نقله إلى مستشفى هداسا العيسوية.
الخليل: أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المواطنين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، في عملية عسكرية للاحتلال وسط مدينة الخليل، وهدم جنود الاحتلال كذلك جزءا من منزل مهران القواسمي، في حي الجامعة وسط الخليل، وأصابوا عددا من الموجودين فيه، بعد إطلاق قذائف تجاه المنزل، كما هدمت محال تجارية بحي الجامعة بمدينة الخليل بعد محاصرتها وإطلاق الجنود وابلا كثيفا من الرصاص والقنابل صوبها، وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية انطلقت في قرية سوسيا جنوب شرق بلدة يطا، للمطالبة بإزالة المستوطنات والجدار العنصري وعدد من الخيام التي نصبها المستوطنون على أراضي القرية. المسيرة توجهت نحو الأراضي المهددة بالاستيلاء لصالح توسيع مستوطنة ‹سوسيا› المقامة عنوة على أراضي بلدة يطا، إلا أن جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين وشتموهم بألفاظ نابية وعبارات عنصرية، ومنعوهم من الاقتراب من المنطقة واعتدوا عليهم بالهراوات وأعقاب البنادق.
نابلس: منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المزارع فؤاد حسن زارعا من العمل بأرضه، في قرية قصرة جنوب نابلس، التي تقع في مناطق مصنفة ‹ب›، بحجة أنها منطقة عسكرية، حيث حضرت الشرطة الإسرائيلية إلى المكان، وأبلغ رئيس مجلس قروي جالود عبدالله حج، أن جرافة تابعة للمستوطنين جرفت مساحات من الأراضي، دون معرفة السبب، رغم أن هذه الأراضي تم الحصول على قرار لزراعة الأشجار فيها العام الماضي.
الأغوار: جددت سلطة ما يسمى «الطبيعة الإسرائيلية « انتهاجها لعمليات سرقة مواشي السكان بذرائع تسوقها لصالح كيانها، فهي تغلق آلاف الدنمات من أراضي السكان بحجة منطقه طبيعيه لكن ما يجري على الأرض عكس ذلك تماما فهي تغلق هذه الأراضي لتمنحها للجيش ليجري تدريباته فيها وأن هذه التدريبات تحرق كل شيء اخضر وبيوض الطيور ومواليد الحيوانات البرية دون أن تحرك هذه السلطة ساكن، وأوضح مجلس قروي المالح والمضارب البدوية أن الأراضي تسلب يوميا وعمليات البناء مستمرة في المستوطنات.
وتبحث الإدارة المدنية للاحتلال طرح 6 مخططات لبناء قرى بالقرب من منطقة النويعمة بأريحا، لنقل مضارب التجمعات البدوية التي تقع ما بين القدس والأغوار إليها، تمهيدا للسيطرة على المنطقة الاستيطانية المسماة «E1»، حيث أودعت الإدارة المدنية خلال شهر أغسطس الماضي، ستة مخططات للاعتراض لبناء قرى جديدة سيتم إجبار سكان البدو الواقعة مضاربهم ما بين القدس والأغوار، على العيش في هذه التجمعات التي تقع في المناطق المصنفة «ج» بالقرب من منطقة النويعمة بأريحا.
وتهدف المخططات الاحتلالية الجديدة للسيطرة على مناطق «E1» وتهجير 15 ألف مواطن يقطنون في هذه المناطق وتسكينهم في معازل تذكر بمعسكرات النازية «غيتوت». المخططات تم طرحها بشكل منفصل، إلا أنها تشكل وحدة متكاملة تشمل طرقا توصلها ببعضها، وتضم مخطط توسيع شارع المعرجات الرابط بين رام الله وأريحا.
ويقضي المخطط على مستقبل إقامة الدولة الفلسطينية بالاستيلاء على أراض E1 التي تعزل القدس وتفصل الترابط الجغرافي بالضفة. وطالب ممثلون عن البدو الجهات الفلسطينية الرسمية بالتصدي لهذه المخططات ورفضها، وحمايتهم وتعزيز صمودهم في هذه المناطق.
يذكر أن منطقة E1 تقع بين مدينة القدس ومستوطنة «معاليه ادوميم» وتبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا، وعند اكتمالها سوف ترتبط بالإضافة إلى المستوطنة المذكورة في المدينة المقدسة ضمن مشروع «منطقة القدس الكبرى». وثبت المستوطنون لوحة كبيرة بالعبرية على دوار يعرف باسم بيت تعمر/ زعترة شرقي بيت لحم، وجاء تثبيت هذه اللوحة من قبل مجلس محلي تابع لهذه المستوطنات تحت حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، حيث طبع على اللوحة جملة بالعبرية وهي «دوار شيرا دافيد»، في إشارة إلى واحدة من المستوطنات.