رسالة محبة عمانية متجددة

في الوقت الذي تحظى فيه السلطنة بتقدير خليجي وعربي ودولي كبير وملموس وهو ما يعبر عن نفسه في الكثير من الجوانب والمواقف وعلى كل المستويات رسمية وشعبية فانه ليس من المبالغة في شيء القول إن تدشين السفينة «شباب عمان» الجديدة والتي تنضم للبحرية السلطانية العمانية وتحل محل السفينة «شباب عمان» السابقة تمثل في الواقع – في جانب منها على الأقل – رسالة محبة عمانية متجددة إلى كل الشعوب الشقيقة والصديقة من حولنا وعلى امتداد العالم وهي رسالة ترتكز على الصداقة والحوار والتماذج الحضاري مع الشعوب الأخرى والتعاون من أجل تحقيق مزيد من السلام والامن والاستقرار والرفاهية ايضا لمختلف الشعوب. وهو أمر يتطلب الكثير من الاقتراب والفهم المتبادل للآخر انطلاقا من اننا جميعا – كشعوب ودول – نحتاج الى التعاون للحفاظ على سلامة وتقدم كوكبنا الذي نعيش فيه وانقاذه من أية اخطار تتهدده بشكل أو بآخر.

ولأن للشعب العماني ماضيا عريقا وخبرة تاريخية ممتدة للتواصل والتماذج والتجارة والتفاعل مع الشعوب الأخرى من قديم الزمن فالعمانيون من اسياد البحر منذ قرون فانه لم يكن مصادفة ان السفينة «شباب عمان» السابقة نجحت على امتداد العقود الاربعة الماضية في القيام بدور على جانب كبير من الاهمية في التعريف بالحضارة والثقافة والشخصية العمانية وبمسيرة النهضة العمانية الحديثة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وذلك عبر زيارتها لمئات الموانئ العربية والاجنبية ومن خلال ما كانت تقدمه من عروض وما حملته من معارض تعكس جوانب مضيئة من النهضة العمانية الحديثة. وفي حين فازت السفينة «شباب عمان» بالكثير من جوائز مهرجانات السفن الشراعية الطويلة في العالم على مدى السنوات الماضية وذلك لمهارة بحارتها فان السفينة «شباب عمان» قامت ايضا وبأوامر سامية بتسهيل مهام اليونسكو لاكتشاف طريق الحرير بحمل فريق الخبراء والعلماء لاتمام هذه المهمة كما انها قامت بزيارات تعارف وصداقة للكثير من الموانئ العربية والاجنبية حاملة العديد من الشباب العماني للتواصل مع الشعوب الشقيقة والصديقة. والآن تحل السفينة «شباب عمان» الجديدة التي تم تدشينها في ميناء فلشنج جنوب مملكة هولندا محل السفينة السابقة وتواصل مهمتها ودورها الناجح والمهم الى حد بعيد في حمل رسالة المحبة العمانية الى شعوب العالم من حولنا.

وفي هذا الاطار فانه ليس مصادفة على أي نحو ان تفوز قوات السلطان المسلحة باستضافة بطولة كأس العالم العسكرية لكرة القدم لعام 2017 وهو ما أعلنه رئيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية – السيزم – خلال الاجتماع الـ69 للجمعية العمومية للسيزم الذي عقد في كويتو بالأكوادور بحضور 87 دولة. وقد أكد الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة ان السلطنة مهيأة ومن كافة النواحي لتنظيم مثل هذه المسابقات. واذا كانت مثل تلك الانشطة تبرز جوانب تميز لقوات السلطان المسلحة فانه من المعروف ان قوات السلطان المسلحة مشهود ايضا بكفاءتها القتالية الرفيعة وبقدرتها على الحفاظ على أرض الوطن ومكتسباته التي تحققت على امتداد مسيرة النهضة المباركة.