في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: شعبنا لن ينسى ولن يموت “من اليرموك إلى لوبية” !!،جاء فيه: من أقوال بن غوريون مؤسس دولة إسرائيل المشهورة مقولة رددها كثيرون من بعده، وهي تتعلق بالقضية الوطنية والحقوق والأرض والتاريخ والمستقبل. قال بن غوريون “إن الكبار من الفلسطينيين سيموتون .. والصغار سينسون”، وهكذا توهم وهكذا كانت أحلامه لكي يعيش الاحتلال فوق أرضنا مطمئنا ولا احد يطالب بحقوقه ولا أحد يقول للمحتل لا.
بعد ٦٦ عاما على قيام إسرائيل وفي ذروة احتفالاتهم بهذه المناسبة خرج آلاف الشباب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وتوجهوا نحو القرى الفلسطينية المهجرة وفي مقدمتها قرية لوبية وهم يرفعون الأعلام الوطنية الفلسطينية ويطالبون بحقوقهم وباستعادة أراضيهم وبيوتهم وأطلقوا على هذه التظاهرة “مسيرة العودة” ورفعوا اللافتات الوطنية ومنها على سبيل المثال لا الحصر “من مخيم اليرموك إلى لوبية.. لا عودة عن حق العودة”. وكان لربط اسم مخيم اليرموك بهذه المسيرة دلالة خاصة بسبب ما يعانيه اللاجئون الفلسطينيون في هذا المخيم من معاناة وصلت حد الموت جوعا.
وتجيء هذه المسيرة وسط دعوات رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو وغيره من كبار المسؤولين، للاعتراف بيهودية إسرائيل. وقد صدق النائب محمد بركة حين دعا في خطاب أمام المسيرة الحاشدة، نتانياهو لرؤية هذا البحر الجماهيري المطالب بحقوقه ويسأل حجارة لوبية وغيرها من القرى والبلدات المهجرة عن هوية هذا الوطن.
إن عمليات التهويد والتهجير ومحاولات تزييف التاريخ والواقع لم تتوقف حتى اليوم منذ بدء النكبة، وما نراه في القدس من اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وحفريات تحته وإقامة ما يسمونه بالحدائق التلمودية في محيطه هو جزء من هذا المخطط .. وإقامة المستوطنات والبناء الاستيطاني المتواصل والذي هو السبب الرئيسي لعرقلة وتعطيل المسيرة السياسية وحل الدولتين دليل واضح على الأطماع التوسعية وتأكيد للأوهام التي تحدث عنها بن غوريون … لكن الفلسطينيين وبصورة خاصة الشباب الذين ولدوا وكبروا بعد النكبة هم لا يقلون تمسكا بوطنهم وحقوقهم من الذين عاصروا النكبة وضحوا من أجل الوطن ودفعوا الثمن غاليا ولم يفرطوا بأية حقوق.
لا بد من الإشارة أخيرا أنهم في إسرائيل يطلقون على الفلسطينيين داخل الخط الأخضر لقب العرب وليس الفلسطينيين وبالتأكيد نحن وهم عرب ولكننا فلسطينيون أولا، وهم يتوهمون أنهم بهذه التسمية يغيرون الواقع أو يحققون الوهم. إن شعبنا أكثر تمسكا بحقوقه ولن يتخلى عنها أبدا مهما طال الزمن ومهما ابتعدت المسافات ومهما تعاقبت الأجيال… وإذا كانوا هم يدّعون أنهم لم ينسوا بعد مئات السنين فكيف يتوقعون منا أن ننسى..؟!!