زيد الناعبي -
نستطيع أن نجلس على الأطلال ونذرف دموعنا أنهارا، ونلعن الظلام الى الصباح ونقوم بنفس أعمالنا التقليدية من الصباح الى المساء، ولكن بدلا من أن نلعن الظلام، دعونا نشعل شمعة ! نعم لتكون شمعة أمل وحلم تغيير وتجديد وبناء ونهضة .
إن التجربة السنغافورية والكورية كانت غنية بالتحدي وإثبات الذات في ان هناك حياة جديدة تستحق أن يعيشها الشعبان، بعد الدمار الهائل الذي حل بالبلدين من الاحتلال والحروب الاهلية، واجهوا كل تلك التحديات والصعوبات بعزيمة رجل واحد، اتحدوا حكومة وشعبا ورفعوا شعار التغيير والارادة ‘وأن الحياة مستمرة ‘ وبالعزيمة حققوا ما ارادوا وطمحوا واكثر من ذلك، ووفروا العيش الكريم للمواطن والرفاهية والأمن وحققوا له حقوقه كإنسان، ولكن أيضا من الواجب أن نستوقف مع تجربة فريدة من نوعها وتستحق التأمل إنها التجربة الالمانية ،دعونا نتأمل سطور تغييرهم الاسطوري والمذهل، استسلمت المانيا للحلفاء عام 1945 وكانت دولة حطام، والشعب في حالة احباط وانهيار تام, 5 ملايين معتقل في سيبيريا, 10 ملايين قتيل منازل بل مدن كاملة سويت بالأرض، قوات الحلفاء حملوا معهم المصانع والآلات ودمروا البنية الأساسية بشكل كامل,، والشعب عبارة عن نساء وأطفال وشيوخ, انتشرت فكرة الانتحار, ثم تلاها فكرة النهوض من القاع بقيادة النساء, في غياب تام للحكومة, بدأت النساء والشيوخ بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت و جمع الأوراق والكتب من تحت الانقاض لفتح المدارس, كتبوا على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الامل وتحث على العمل (لا تنتظر حقك، افعل ماتستطيع، ازرع الأمل قبل القمح( كانت الفترة من عام 1945الى 1955مرحلة بناء البيوت, بالأمل والايمان صنعوا النجاح. سميت النساء ” نساء المباني المحطمة”.وفي عام 1954 فازت المانيا بكأس العالم وكانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة !!!
وكانت الفترة من عام 1955الى 1965 مرحلة بناء المصانع, تم استيراد عمال اتراك وكتبوا قيم العمل ( جدية +أمل ) و الفترة من 1965الى 1975ظهرت رؤوس الأموال و رجال الاعمال, تكفل كل رجل بخمسين شابا يدربهم و يعلمهم, بعدها توحدت المانيا من جديد وسقط الجدار ( جدار برلين) واصبحت اقوى اقتصاد اوروبي الى الان، وكانت مهمة الاعلام بث الامل .
نعم إنها تجربة تستحق التأمل والوقوف عندها والتعلم والإستفادة منها، ما زال هناك أمل في العالم العربي للتغيير وتوفير العيش الكريم للمواطن، صدقت يا الشقيري حين قلت “متحدين نقف … متفرقين نسق “