بمشاركة 300 جوال وقائد من الأندية وجامعة السلطان قابوس والكليات -
افتتحت صباح أمس فعاليات المخيم الكشفي الصيفي الخليجي لمرحلة الجوالة الذي تنظمه المديرية العامة للكشافة والمرشدات بوزارة التربية والتعليم خلال الفترة من 29 أغسطس إلى 3 سبتمبر تحت شعار (الجوالة.. تنمية وعطاء) بمشاركة 300 قائد وجوال، الافتتاح أقيم تحت رعاية الدكتور ناصر بن صالح الكندي المدير العام المساعد للكشافة بالمديرية العامة للكشافة والمرشدات، بحضور قادة السلطنة وهيئة الإشراف والجوالة المشاركين من مختلف أندية السلطنة وجامعة السلطان قابوس والكليات التقنية وكليات العلوم التطبيقية وذلك بالمخيم الكشفي الدائم بسهل جبل آشور.
حفل الافتتاح بدأ بدخول طابور عرض المشاركين بعدها أقيمت مراسم رفع العلم بتسليمه من راعي الحفل لقائد عام المخيم الذي بدوره سلم العلم لقائد الدوري ثم لرائد الرهط الأكبر للمخيم الذي سلمه لحرس العلم بعدها تم رفع العلم إيذانا بافتتاح المخيم.
طموح وطن
بعدها ألقى الدكتور زاهر بن أحمد العنقودي قائد عام المخيم كلمة الافتتاح قال فيها يأتي المخيم الكشفي الصيفي الخليجي لمرحلة الجوالة الذي يقام تحت شعار «الجــوالة.. تنمية وعطاء» ملبيا لطموحات مختلفة، فهو طموح وطن في شبابه، وطموح شباب لخدمة وطنهم، مضيفا أن تنمية شباب الجوالة يتمثل في عدة أوجه في هذا المخيم فأحد الأوجه عن طريق الاستفادة من خبرات القادة وإفراد العشائر والاستفادة من خبرات المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، كما إن المخيم عطاء يبذله الجوالة بعد هذه التنمية لحركته الكشفية ولوطنه وللناس بحب وإخلاص، لذا جاء برنامج هذا النشاط ليمزج السياسات الوطنية بنشاط الشباب، بما يحويه من أنشطة التفاعلية في جانب التأهيل الكشفي وعمل الدراسات والبحوث وتصميم المشاريع المجتمعية.
تفاعل وثراء
وأضاف قائلا: نأمل أن يثري الشباب البرنامج بتفاعلهم مع الجلسات والندوات والفعاليات التي يقدمها عدد من المختصين من الحركة الكشفية والمؤسسات كهيئة حماية المستهلك والبحوث الزراعية والتقانة الالكترونية وغيرها، كما ضم برنامج المخيم مجموعة من البرامج المثيرة والمشوقة التي تسهم في توجيه طاقات الشباب ومنها أنشطة المغامرة والتحدي في الوديان والجبال والتي تأخذ نصيب من البرامج، كما تأخذ الجوانب السياحة الكشفية حيزا من البرنامج للتعرف للتعرف على تاريخ وحضارة المحافظة ومنجزاتها التنموية حيث انها تعد متعة وتأملا امتثالا لقول المولى- عز وجل- (فسيحوا في الأرض)، وللبرنامج بعد تنموي لبناء القدرات والعلاقات بين الجوالة ومجتمعه حيث جلسات فنون إدارة الوقت والأزمات وغيرها من الجلسات.
وأردف يقول: وفي عصر الحوسبة والتقانة الالكترونية فإن المخيم سيتميز بتجربة بعض الوسائل التقنية كالتقييم الالكتروني وذلك سعيا لتطبيقه عبر حوسبة الحركة الكشفية وبالخص مرحلة الجوالة، داعيا الجوالة على التعاون لإنجاحها وذلك لتجويد العمل في الأنشطة القادمة.
وأكد على أهمية المخيم في تبادل الخبرات فقال إن المخيم فرصة للتعلم وتبادل الخبرات بما يسهم في إثراء التجارب وشد العزم لعمل المزيد وبإجادة واحترافية، مضيفا أن المخيم مهم لاستيعاب طاقات الشباب واستثمارها بما يفيدهم ومجتمعاتهم ويعمل على استثمار طاقات المشاركين وتحويلها إلى نتاجات تسهم في خدمة أنفسهم ومجتمعهم، وبث روح التنافس الشريف بين المشاركين من خلال التقدم في المنهج والترقي للحصول على شارات الهواية والكفاية، وتدعيم الاتجاهات الصالحة البناءة في نفوس المشاركين بما يساعدهم على اكتشاف مهاراتهم واستعداداتهم، وإكسابهم مهارات التعلم الذاتي عن طريق العمل الايجابي واكتساب خبرات جديدة من خلال التفاعل مع برنامج المخيم إلى جانب إكسابهم مجموعة من الاتجاهات الايجابية التي تجعلهم قادرين على: تقديم الخدمات الجليلة للمجتمع، وبث روح التعاون وحب العمل لدى الفتية والفتيات، وتنظيم الأعمال الإنسانية التطوعية، ورفع مستوى الوعي الصحي لدى المشاركين في مختلف الجوانب الصحية، إلى جانب ترسيخ أواصر الصداقة والأخوة وتبادل الخبرات بين القيادات المشاركة والفتية والفتيات والاطلاع على تجارب عشائر الجوالة في مختلف المؤسسات والخبرات بينهما وتشجيع روح الحوار حول القضايا والتحديات التي تواجه الشباب بالإضافة إلى التعرف على الأماكن البيئية وتنمية الوعي بأهمية الحفاظ عليها وحمايتها، والتعرف على الإرث التاريخي والحضاري وعلى المقومات الطبيعية والسياحية وعلى منجزات النهضة المباركة في محافظة ظفار وتنمية روح الانتماء للوطن والولاء لجلالة السلطان– حفظه الله ورعاه- وإذكاء روح الخدمة العامة وحب العمل التطوعي والمحافظة على البيئة بين الشباب والعمل على دارسة البيئة وتقديم بعض الخدمات التطوعية، وتعزيز مهارات المشاركين في الحوار لمناقشة القضايا البيئية والصحية وإيجاد الحلول لها.
وفي ختام كلمته توجه بالشكر للمديرية العامة للكشافة والمرشدات على جهدها الحثيث لتسهيل عمل اللجان المختلفة، والشكر للجان المختلفة على جهودهم الواضحة وإخلاصهم وتفانيهم، وللقادة الكشفيين على نصائحهم البناءة المثرية وللجهات المتعاونة المختلفة، داعيا المولى- عزوجل- أن يحفظ صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- الكشاف الأعظم- وأن يحفظ الوطن.
وكان الجوالة والمشاركون قد اكتمل وصولهم أمس من مختلف محافظات السلطنة حيث تم تقسيم المشاركين إلى ثلاثة مخيمات فرعية وذلك تمهيدا لانطلاق فعاليات المخيم المتنوعة والمثيرة.
وادي التحديات
وعقب حفل الافتتاح انطلقت فعاليات المخيم بإقامة برنامج التحدي (أبطال المخيم) الذي يعد من البرامج المثيرة والحماسية التي تقيس فيها مهارات الكشافة وتعتمد على السرعة في الجري حيث مر برنامج التحدي الذي يتكون من الجري لمسافة 5 كيلومترات بعدد من الموانع الطبيعية عبر ممرات سلك خلالها الجوالة طرقا بين الجبل والبحر والبر خاض خلالها المتسابقون عدد من التحديات التي تتطلب سرعة في اتخاذ القرار لبلوغ خط النهاية والتتويج بالسباق كبطل للمخيم حيث توج الجوال أحمد بن علي الهنائي من عشيرة كلية الولجات بطلا لوادي التحديات بالمخيم.
حلقات تدريبية
وفي الفترة المسائية انطلق البرنامج التدريبي بتقديم عدد من حلقات العمل التدريبية وجلسات المهارات الحياتية التي تتناول منها المهارات والفنون الكشفية التي تتضمن التدريب على (مهارات استخدام الحبال والأعمال الريادية واستخدام البوصلة والاتجاهات والقياسات واقتفاء الأثر) والتدريب على وسام كشافي العالم وفن التعامل مع الآخرين وبناء فرق العمل وكيفية تصميم المشاريع المجتمعية وأسس البحث العلمي).
منتدى القادة
وفي الفترة ذاتها افتتحت أعمال المنتدى الأول لقادة عشائر الجوالة تحت رعاية الدكتور ناصر الكندي المدير العام المساعد للكشافة، بمشاركة 35 قائدا من قادة عشائر الجولة بالأندية والجامعات والكليات، الذي يأتي في إطار التعاون المثمر بين المديرية العامة للكشافة والمرشدات والمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم وضمن الجهود المشتركة لتطوير مهارات قادة عشائر الجوالة وتنمية معارف واتجاهات القادة والجوالة في تنظيم وإدارة المشاريع المجتمعية بكفاءة.
فكرة رائدة
بدأ الحفل بكلمة للدكتور أحمد بن محمد العبري قائد عام المنتدى قال فيها: يطيب لنا أن نلتقي جميعاَ هنا على أرض المخيم الكشفي بسهل آشور في هذه الواحة الغناء وفي هذه المحافظة العريقة محافظة ظفار ضمن فعاليا المخيم الكشفي الصيفي لمرحلة الجوالة، وإنها لفكرة رائدة أن يجتمع قادة مرحلة الجوالة في السلطنة ليتبادلوا الخبرات والتجارب ويرتقوا بقدراتهم في مجال القيادة ضمن المنتدى الأول لقادة عشائر جوالة السلطنة والذي بلا شك يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح تسعى من خلالها المديرية العامة للكشافة والمرشدات الى أن يكون لقادة عشائر الجوالة برنامج مواز لبرنامج المخيم الكشفي الصيفي لمرحلة الجوالة يشبع احتياجاتهم ويلبي رغباتهم ويلامس تطلعاتهم فهنيئاَ لنا جميعاَ هذا الجمع الطيب المبارك.
وأضاف: إن القيادة مهارة وفن له أصوله وأساليبه ولاكتساب تلك المهارة لابد من الاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال وما هذا المنتدى إلا خطوة تضيف لما لديكم من معارف وتجارب في طريق القيادة وإن الموضوعات التي تم اختيارها ستكون عوناً لكم في إدارة وقيادة عشائر الجوالة.
وفي ختام كلمته تقدم بالشكر الجزيل إلى المديرية العامة للكشافة والمرشدات على المبادرة بتنظيم فعاليات هذا المنتدى، داعيا الجميع الى الاستفادة منه بما يعود بالخير على الحركة الكشفية عموماً والجوالة خصوصاً.
اعمال المنتدى
بعدها انطلقت أعمال المنتدى بتقديم جلسة تدريبية بعنوان (أسس البحث العلمي) قدمها الدكتور ناصر بن صالح الكندي المدير العام المساعد للكشافة، عرّف خلالها أنواع البحوث والطرق المستخدمة في إجرائها، وطرق إعداد الاستبيانات وآليات تقيمها. وستتواصل أعمال المنتدى غدا بتقديم جلسة (تصميم المشاريع المجتمعية) يقدمها القائد يعقوب المقبالي، ويقدم بعدها الدكتور أحمد العبري جلسة بعنوان (أسس النجاح الشخصي) وتتواصل في الأيام القادمة بتقديم عدد من الجلسات منها (أثر التواصل الفعال في اتخاذ القرار) يقدمها الدكتور عبدالله العبري، ويقدم القائد علي الصباحي جلسة بعنوان (فن الحوار) فيما يقدم القائد محمد الهنائي رئيس قسم تنمية القيادات جلسة بعنوان (أساليب استقطاب وتحفيز القادة والجوالة في العشيرة، حيث سيستمر حتى 2 من سبتمبر القادم.
برامج مثيرة
وسيشتمل برنامج المخيم خلال فترة إقامته على عدد من الأنشطة العلمية والثقافية والكشفية والتقنية والرياضية والاجتماعية والتطوعية والبحوث الميدانية، منها جلسات المهارات الحياتية التي تتناول إدارة الوقت وحل المشكلات وإعداد الخطط والتعرف على آليات الحصول على وسام كشافة العالم، ومهارات استخدام الحبال والأعمال الريادية واستخدام البوصلة والاتجاهات والقياسات وإشارات الأيدي إلى جانب رحلة الاستكشاف والمغامرة وحلقات نقاشية في العمل التقني والدفاع المدني ودور الجوالة في الارتقاء بالبيئة وعرض تجارب عشائر الجوالة في هذا الجانب، وحلقات تدريبية حماية المستهلك وحلقة عن القانون العماني وعمل دراسة ميدانية في مركز البحوث الزراعي، إلى جانب الأنشطة الرياضية والألعاب الشاطئية.
منافسة مثيرة
وعبر الجوال أحمد بن علي بن جمعة الهنائي من كلية ولجات للعلوم التطبيقية الفائز ببطولة وادي التحديات بالمخيم عن سعادته بالفوز قائلا: سعيد بتحقيق هذا الفوز الذي جاء بعد منافسة قوية ومثيرة وسط تحديات وموانع استطعت- بفضل الله وباستخدام المهارات التي امتلكها- المرور بسهولة ويسر في تخطي العقبات والموانع واجتياز كل مراحل السباق التي مرت على عدة مسالك بين البر والبحر والتلال حيث تمكنت من انتزاع الفوز وحققت زمنا جيدا في اجتيازها وبلوغ خط النهاية.