صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد:-
يعصف الانقسام الحاد بالشارع اليمني منذ بدء المتظاهرين الحوثيين بالتصعيد وإقامة مخيّمات اعتصام على مداخل العاصمة صنعاء وأخرى أمام ثلاث وزارات بصنعاء وقرب مطار صنعاء الدولي.
وانقسم اليمنيون ما بين مؤيّد لمطالب جماعة الحوثيين المتمثّلة في «إسقاط حكومة الوفاق الوطني وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المشتقات النفطية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني»، وبين مؤيّد للدولة والرئيس عبد ربه منصور هادي ورافض لمحاصرة صنعاء والتهديد باقتحامها.
وأعاد الاستقطاب الحاد الذي تشهده اليمن حالياً إلى الأذهان مظاهر الأزمة السياسية التي عصفت باليمن مطلع العام 2011 والتي أسفرت عن تخلّي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن السلطة بعد حكم دام 33 عاماً وانتخاب الرئيس هادي، حيث انقسم الشارع وحدث انشقاق في صفوف الجيش والأمن.
وتزايدت مخاوف اليمنيين من تفجّر الأوضاع واشتعال الحرب في صنعاء بعد فشل اللجنة الرئاسية التي أرسلت إلى صعدة «شمال اليمن» للتفاوض مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وتمسّك كل من الحوثيين والدولة بمطالبهم في ظل انسداد أفق حل الأزمة. وأمس نظّم الآلاف من أنصار الحوثي مظاهرات حاشدة في شارع المطار بصنعاء، إعلاناً للخطوات القادمة ضمن المرحلة الثالثة من «التصعيد الثوري»، وتوعّد الحوثيون بخطوات تصعيدية «مؤلمة ومزعجة».
في المقابل نظّم آلاف المتظاهرين في شارع الستين بصنعاء والساحات والميادين في مختلف المحافظات جمعة أطلق عليها اسم «معاً لأجل اليمن» بدعوة من هيئة رئاسة الاصطفاف الشعبي، وندّد المتظاهرون بالعنف والتطرّف وطالبوا بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مؤكّدين تأييدهم للرئيس هادي والقوات المسلّحة والأمن.
وقالت هيئة رئاسة الاصطفاف في بلاغ صحفي «إن الظروف التي يمر بها الوطن والمؤامرات التي تحاك ضد تماسكه الاجتماعي ومؤسسات الدولة تستوجب من أبناء الشعب أن يلتفوا وراء دعوة الاصطفاف ويجدّدون التأكيد على رفضهم لكل دعوات الفتنة والتحريض على العنف وأعمال التقطّع والتخريب وحصار المدن».
وأوضحت الهيئة أن مختلف التيارات السياسية والأحزاب «شاركت بفاعلية في هذه الفعّاليات الجماهيرية السلمية والمعبّرة عن الاصطفاف الشعبي حفاظاً على مكتسباتنا الوطنية والتماسك الاجتماعي».