إذا كان الشباب، فتيانا وفتيات، هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم وشرائح المجتمع الأخرى أغلى ثروات الوطن، فإن العناية الشاملة والمتواصلة من جانب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بالشباب، وحرص جلالته العميق على تمكينهم، وإتاحة الفرص كاملة أمامهم، ليس فقط للتعليم والتدريب والعمل، ولكن أيضا للمشاركة الفاعلة في صياغة وتوجيه وتنفيذ برامج التنمية الوطنية، في كل المجالات، إنما ينطلق من إيمان عميق بقدرات الشباب العماني، على القيام بدوره المنشود على أفضل وجه ممكن، ومن أن الشباب إنما يمثلون في الواقع قاطرة التنمية الوطنية، فهم بجهودهم وتفانيهم، وبعطائهم الكبير والمتواصل، يدفعون عجلة التنمية المستدامة، في كل القطاعات، نحو تحقيق الأهداف المنشودة.
وفي الوقت الذي يمثل يوم الشباب العماني، يوم 27 أكتوبر من كل عام، لفتة سامية أخرى، على صعيد الاهتمام الوطني الشامل والمتكامل بالشباب العماني، فإنه من المؤكد أن واجبا ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الشباب، ليس فقط لمقابلة جهود الحكومة والمجتمع في هذا المجال، والعمل بكل السبل على الاستفادة منها إلى أبعد مدى ممكن، خاصة وأن العناية بالشباب تمتد إلى كل المجالات، التعليمية والثقافية والرياضية والصحية والاعلامية وفي مجالات العمل والتدريب وغيرها، ولكن أيضا من أجل أن يثبت الشباب العماني قدراته على شق طريقه، بكفاءة وقدرة على تحقيق طموحاته، العلمية والعملية، وبما يحقق مصلحة الوطن، وبالطبع مصلحة الشباب، في الحاضر والمستقبل أيضا.
جدير بالذكر أن الشباب العماني أثبت دوما أنه قادرعلى الاضطلاع بكل المهام التي تلقى على عاتقه، والوصول إلى الأهداف المنشودة، عبر العمل الجاد والدراسة المتأنية والموضوعية لكل ما يقوم به. وفي حين توجد العديد من الأمثلة والنماذج الطيبة والناجحة للشباب الذين استطاعوا تحقيق نجاحات ملموسة ومتميزة، على كل المستويات المحلية والخليجية والعربية والدولية كذلك، وفي مجالات مختلفة، فإن فوزعشرة مشاريع بحثية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي ، ينطوي في الواقع على دلالة بالغة ليس فقط لأن أربعة من هذه المشروعات لحملة الدكتوراة، والستة الأخرى فاز بها باحثون من دون درجة الدكتوراة، ولكن أيضا لأن عدد المشروعات البحثية المتنافسة بلغ 145 بحثا مستوفاة للشروط التي وضعها مجلس البحث العلمي لهذه الجائزة الوطنية الهامة، التي تعزز المنافسة العلمية بين الباحثين العمانيين، وتدفعهم إلى فتح آفاق جديدة في بحوثهم العلمية، والاقتراب أكثر من احتياجات المجتمع والتنمية الوطنية، الآن وفي المستقبل، وهو ما يترجم في جانب منه رؤية الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي (2008 – 2020).
ومن المعروف أن الجائزة تشمل ستة قطاعات بحثية هى التعليم والموارد البشرية، ونظم المعلومات والاتصالات، والطاقة، والصناعة، والثقافة والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والبيئة والموارد الحيوية. وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 60 ألف ريال عماني توزع على البحوث الفائزة تشجيعا لأبنائنا من الباحثين.