الحالة النفسية واستخدام المواد الكيميائية من أسباب المشكلة –
كتبت. مروه حسن –
تساقط شعر الرأس مشكلة شائعة جدا، وهي لا تختص بالرجال فقط ، فالنساء والأطفال عرضة كذلك للإصابة بتساقط الشعر. وصحيح أن البعض يتقبلها كحقيقة قاسية لا بد منها؛ كنتيجة طبيعية لتأثيرالجينات الوراثية.
ولكن الصحيح أيضا أن هناك عدة أمور صحية طارئة لا علاقة لها بالوراثة، تتسبب عند الكثيرات في تساقط غير طبيعي لشعر الرأس، مما يجعل تساقط الشعر لديهن ليس “حتما مقضيا” لذلك توضح الطبيبة العامة بقسم الجلدية بمجمع البشرى الطبي سرى مقداد أن أفضل الأدوية لعلاج تساقط الشعر، أن تبحث عن السبب أولا وأبرز أسباب تساقط الشعر، الضغوطات والتوترات النفسية وتساقط الشعر الوراثي أو وجود حالة مرضية صحية مثل مرض الذئبة اواضطربات الغدة الدرقية او متلازمة نمو أكياس المبايض اوما تفعله المرأة خلال تصفيف شعرها بالتسريحات المختلفة، ومايستخدم خلال ذلك من مواد كيميائية للصبغ او التجعيد اوالفرد، كلها قد تؤدي إلى نشوء مشكلة تساقط الشعر في مراحل لاحقة من العمر. ومن أسباب تساقط الشعر أيضا، معايشة توترات الضغط النفسي من أي مصدر، وأيا كان مبعثها، وكذلك الحال عند التعرض لحالات صحية صعبة، خصوصا الخضوع لعمليات جراحية كبيرة، أو وفاة شخص عزيز، وكذلك التعرض للخلافات الأسرية، والمشكلات الزوجية، وتوترات العمل الوظيفي، وغيرها من العوامل التي تتأثر بها المرأة أكثر من الرجل.
اضطرابات الهرمونات
وتضيف الدكتورة سرى مقداد إلى هذه الأسباب أسبابا أخرى مثل التغيرات التي تطرأ على نسب هرمونات مختلفة في الجسم، حيث تسبب مشكلات مؤقتة في نمو الشعر وتساقطه، مثل ما يحصل خلال مراحل الحمل والولادة والرضاعة، أو بعد تناول أدوية منع الحمل الهرمونية أو حتى بعد التوقف عن تناولها لفترات طويلة، أو خلال مرحلة بلوغ سن اليأس، أو اضطرابات أمراض الغدد الأخرى بالجسم، كالتي في الدماغ أوالبطن أو الحوض، خصوصا والاضطرابات التي تزداد فيها نسبة هرمون تستوستيرون الذكوري، حيث من الطبيعي خلال فترة الحمل أن يزداد سمك الشعر وغزارته بالجسم، وأيضا من الشائع أن يزداد تساقط الشعر خلال الأشهر الثلاثة التي تلي مرحلة الولادة، كما قد يحصل تساقط الشعر نتيجة لأمراض اضطرابات الغدة الدرقية، خصوصا كسل الغدة الدرقية، وهنا يتأخر تساقط الشعر نحو 3 أشهر، من بعد بدء حصول كسل الغدة الدرقية، وبمعالجة هذا الكسل تتأخر عودة نمو الشعر بشكل طبيعي إلى فترة مشابهة، وبشكل عام فإن معالجة الاضطرابات الهرمونية وتعديل نسبة الهرمونات بالجسم، يعيد في معظم الأحوال الحيوية والنشاط إلى عمليات نمو شعر فروة الرأس.
العناية الخشنة بالشعر
تشير الطبيبة العامة بقسم الجلدية بمجمع البشرى الطبي إلى أنه من أهم مظاهر ذلك هو المعالجات التجميلية للشعر، وهي تلعب دورا مهما ومؤثرا في تساقط الشعر، فتلك المواد الكيميائية أوالتأثيرات الفيزيائية للوسائل المستخدمة في تصفيف الشعر وتجميله وصناعة التسريحات المختلفة، بخلاف العناية الرفيقة بالشعر واستخدام الأشياء الطبيعية لذلك، مثل اللجوء إلى أنواع الصبغات الكيميائية، بدلا من الحناء أو غيرها من المواد المستخدمة للصباغة الطبيعية للشعر، ومثل المواد الكيميائية أو الوسائل الفيزيائية المستخدمة لإزالة تجاعيد الشعر وجعله ناعما مستقيما، بدلا من استخدام الزيوت النباتية الطبيعية، وكذلك الإفراط في تكرار تمشيط الشعر بأنواع من الأمشاط والفرشاة المصنوعة من مواد صناعية غير طبيعية، أو تعريضه لمجففات الشعر ذات الهواء الحار، وكثير من النساء يلاحظن فرقا في استخدام الأمشاط المصنوعة من الأخشاب الطبيعية أو من الأجزاء الحيوانية الطبيعية، كالعاج أو غطاء جسم السلحفاة أو غيرها.
مراجعة طبيب الجلدية
حينما تلاحظ المرأة حصول تساقط مفاجئ للشعر، أو حصول تساقط للشعر في أماكن دون أخرى من فروة الرأس، أو حينما تلاحظ زيادة غير معتادة في كمية الشعر العالقة بالمشط أو الفرشاة بعد تمشيط الشعرأو المتناثرة على أرضية بلاط مكان الاستحمام.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى اليوم علاج دوائي يشفي من السقوط النهائي للشعر بفعل تأثيرات الجينات الوراثية، فإن من الضروري مراجعة الطبيب لمعرفة وتمييز سبب تساقط الشعر، خصوصا أن هناك عدة أسباب أخرى قابلة للمعالجة، ويمكن من خلالها إعادة النشاط لنمو الشعر، كما أن هناك عدة أدوية ذات نتائج مشجعة في إبطاء وتيرة تساقط الشعر الذي يحدث تحت تأثيرالجينات الوراثية.
الوقاية والعلاج
وتؤكد د. سرى مقداد على أنه للوقاية من تساقط الشعر بشكل عام، ينصح بالحرص على التغذية الجيدة التي تقدم للجسم العناصر الغذائية المهمة لنمو الشعر، كالبروتينات والمعادن والأملاح والفيتامينات وغيرها، وضرورة العناية برفق بالشعر، خصوصا تركه ليجف بعد الاستحمام بطريقة طبيعية، ودونما تعريضه لحرارة هواء مجفف الشعر (الاستشوار)، وتحاشي إجراء تسريحات الشعر المنهكة مثل الجدائل او تسريحة ذيل الحصان فإن كانت المرأة ممن يعاني من مشكلة تساقط الشعر؛ فإن أفضل خطة يمكن وضعها هي تحديد السبب الكامن وراء هذه المشكلة ثم التغلب عليها، ولا توجد بداية أفضل من قيامك بتحليل للدم ليقوم طبيبك المختص حينها بمعرفة مستوى الحديد وحالة الغدة الدرقية والهرمونات كذلك. ومن هنا ستتمكن من وضع النقاط على الحروف ومعرفة السبب الذي يؤدي إلى تساقط الشعر لديك.
وتضيف د. سرى قائلة: إذا لم تكن شكوى المرأة تتمثل في أحد العوامل السابقة فالسبب وراء تساقط الشعر إذاً قد يكون عائدا لعوامل وراثية. وهنا توجد منتجات يمكن أن تساعد على تنشيط نمو بصيلة الشعر، مثل المينوكسيدل – Minoxidil – والذي يوضع على فروة الرأس مباشرة ، و يؤدي إلى توسيع في الأوعية الدموية و بالتالي زيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس، و نتيجة لذلك تحصل بصيلات الشعر على مغذيات و أوكسجين أكثر، و تصبح البصيلات الضعيفة أكبروينموالشعرأسمك. ويعتبر من العلاجات الناجحة والآمنة في نفس الوقت و لكن لا يجب على الحامل والمرضع استخدامه.
وهناك إجراءات جديدة بخصوص تساقط الشعر كالميزوثيرابي وحقن البلازما التي من شأنها تقوية بصيلات الشعروتقليل التساقط.