السلطنة تشارك بمأكولات من البيئة العمانية –
دبي – عامر الأنصاري –
انطلقت أمس فعاليات بطولة دبي العالمية للضيافة الدوة الثانية بعنوان “الضيافة الاماراتية بين الماضي والحاضر”، وذلك بمركز دبي التجاري، وقد رعى حفل الافتتاح صاحب السمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وتأتي البطولة بتنظيم “ضيافة قصر زعبيل “ بتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.
ما يميز الدورة الثانية من البطولة هي المسابقة الدولية ومشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وفرق من الدول العربية. بالاضافة الى أنشطة ومسابقات في الطهي والضيافة، حيث ستسلط الضوء على التراث والثقافة الإماراتية والخليجية البحتة. ويرمي الحدث إلى التعريف بتقاليد الطهي الإماراتية والضيافة الخليجية وتعزيزها وحفظها للأجيال القادمة، وسوف يتيح أيضًا فرصة للزوار للتمتع بمشاهدة أجمل العروض في الطهي وتنافس المحترفين والهواة في إعداد أشهى وألّذ الأطباق الإماراتية والعالمية. وسوف تضم البطولة مسابقات في الإبداعات الغذائية، والمنتجات الخليجية، ومسابقة قطاع الضيافة وغيرها.
وألقى سعادة أحمد بن حارب الفلاحي مدير عام ضيافة قصر زعبيل ورئيس بطولة دبي العالمية للضيافة كلمة البطولة وقال: “لقد وضعنا للبطولة أهدافا محددة، وحققنا منها العام الماضي إنجازات كثيرة عالمية، ولكن النجاح الأكبر الذي نفخر به هو إبراز ما تتميز به الإمارات العربية المتحدة من هوية خاصة بها في كرم الضيافة، ذات طابع عالمي لا يتكرر، تتوارثها الأجيال بكل اعتزاز، حرصنا منذ الدورة الأولى أن تكون البطولة على مستوى عال، ونطمح أن تنطلق البطولة هذا العام وكل عام إلى مستويات أفضل، وفي هذه الدورة نطلق “حاضنة الضيافة” لدعم رواد الأعمال في مجال الضيافة ونقلهم إلى العالمية بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية مشاريع الصغيرة والمتوسطة”.
وأضاف الحارب: “ كما اطلقنا بالتعاون مع جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي مسابقة للتصوير الفوتوغرافي في الضيافة والتراث الامارتي ولإعطاء الفرصة لإبداعات المصورين في هذا المجال”.
مشاركة تراثية
وتخلل حفل الافتتاح لوحات من الفنون التقليدية تعكس التراث الاماراتي بمشاركة مجموعة من أبناء الامارات الذكور والاناث، وخلال حفل الافتتاح تم الاعلان عن مفاجأة جديدة، حيث نالت إمارة دبي جائزة من موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وذلك بأطول لوحة إعلانية في العالم، حيث كانت أطول لوحة إعلانية قد تم تسجيلها في الموسوعة بطول 331 مترا، وقد كسرت دبي هذا الرقم بإعلان يبلغ طوله 453 مترا.
المسابقة الدولية
وتضم البطولة لهذا العام خمس فعاليات أساسية وهي “المسابقة الدولية، مسابقة المنتجات الخليجية، والمعرض الخليجي، والمسابقة الاماراتية، وأخيرا قطاع الضيافة”.
وسيتاح للجمهور فرصة تشجيع ودعم بلدانهم المشاركة في المسابقة الدولية، وفيما يتعلق بمسابقة المنتجات الخليجية سيتنافس المشاركون على إعداد منتجات غذائية إبداعية ستعرض في المعرض المصاحب للحدث. ولتحكيم هذه الفئة يجب على المتسابق اختيار أفضل 3 منتجات غذائية من إبداعاته للتحكيم في موقع الحدث، وهذه المنتجات عبارة عن حلويات، وكيك، وترافل، وبسكويت، وموالح مثل السندويتشات وغيرها من الأنواع المبتكرة من الإبداعات الغذائية الخليجية والعالمية.
المعرض الخليجي
وأما المعرض الخليجي فقد أُعد لعرض المنتجات المنزلية التي تم إنتاجها في المنزل بالأسلوب المحلي وبمزيج من المكونات الشهية والنكهات الحقيقية. وتركز هذه الفئة على أنواع مختلفة من المنتجات التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من تراث الخليج مثل الخل، والدهن العربي، والقهوة، والبهارات العربية وغيرها. وتهدف فئة المنتجات المنزلية إلى الارتقاء بالمنتجات وتشجيع الكوادر الوطنية وإتاحة الفرصة لها للخروج إلى السوق المحلية والعالمية.
المسابقة الاماراتية
أما المسابقة الإماراتية فهي مفتوحة أمام الطهاة المحترفين والهواة على حد سواء، وقد اختيرت الاطباق التي سيتنافس على طهيها المشاركون بعناية من بين 96 طبقا شعبيا. وسيحظى الزوار خلال الحدث بفرصة تعلم بعض مهارات الطهي من المتنافسين فضلاً عن تذوق الأطباق الأصيلة.
قطاع الضيافة
وأخيرا مسابقة قطاع الضيافة تتيح المشاركة للفنادق والمطاعم الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، لتستعرض قدراتها الفنية والجمالية في مختلف مجالات الطهي والتي تشمل المنحوتات
الثلجية، والأشكال المصنوعة من السكر، ومنحوتات الشوكولاتة، وكيك الزفاف. وسوف تتاح أمام الفنادق والمطاعم فرصة المشاركة في المسابقة للمنافسة على إعداد أطباق إماراتية وخليجية أصيلة.
القرية التراثية
إلى جانب نشاطات مصاحبة للبطولة منها ركن القرية التراثية والتي تعرض أبرز المأكولات التراثية بحلتها وطريقة طبخها التقليدية، تشرف عليها أمهات الامارات وتنقل خبراتها إلى زوار البطولة، بما يعكس بساطة الماضي ومحدودية المواد المتوفرة، ورغم ذلك فقد تم تقديم أشهى المأكولات منها “البرياني، وخبز الرقاق (الرخال) ولقمة القاضي والخبيص” وغيرها من المأكولات.
ولم تخلُ البطولة من تقديم القهوة المحلية التي عرفها أبناء الخليج، وقدمت في زوايا كثيرة من البطولة .
المطبخ الحي
ووفرت البطولة مطبخا حيا يقدم من خلاله 13 طباخا من الوطن العربي وجباتهم وطريقة الاعداد لها، ومنهم الشيف عيسى اللمكي والشيف عامر الطوقي من السلطنة، والشيف علي العلي من السعودية والشيف منى الحسن من مملكة البحرين، والشيف أسامة السيد إلى جانب البقية، ويستمر الطهاة على مدى أيام البطولة بتقديم طرق الطبخ للجمهور.
وفي أول أيام البطولة قدم الشيف العماني “عيسى اللمكي” وجبة تدرج ضمن الحلويات، وهي من ابتكاره الشخصي تحوي مكونات من البيئة العمانية أهمها الحلوى العمانية وخبز الرخال الذي يسمى كذلك “الرقاق”.
ومن لبنان قدم الشيف جو برزا وجبة تسمى “مفتول” تحتوي على مكونات بسيطة ويتم تحضيرها بوقت قصير، وتتكون “المفتول” من البرغل كمادة أساسية بالاضافة إلى البصل والدجاج، وتؤكل بالملعقة.
وقد شاركت الشيف منى الحسن من مملكة البحرين بتحضير كعكة “العقيلي” المشهورة بالبحرين والخليج، وتتكون من الطحين والزعفران والسمسم.
وبدوره قدم الشيف محمد أورفلي ممثل دولة الامارات وجبة “هريس مودرن” وهي تحوي مكونات الهريس التقليدي ولكن تُقدم بطريقة مختلفة، حيث قام بنقع حبات الهريس وطبخها ثم وضعها في قالب مسطح وعرضها على الشمس لتصبح مثل الورق السميك، وذلك بدون اللحم، وبعد تجفيف الهريس قام بقصها على شكل مكعبات وقليها بالزيت، لتصبح كل حبة مثل الخبز، ومن ثم وضع اللحم فوق قطع الهريس وتقديمها للجمهور.
وقدمت الشيف عائشة التميمي من دولة قطر طبق “الخنفروش” ويدرج كذلك ضمن الحلويات الخليجية الأصيلة، وتتكون من الطحين والهيل والزعفران والبيض، وتقلى بكميات قليلة من الزيت بخلاف “لقمة القاضي”.
مطبخ الطفل
وإلى جانب المطبخ الحي المخصص لكبار الطهاة، خصصت البطولة مطبخا للنشء يقدمون خلاله وجبات بسيطة بإشراف المشرفين الكبار، وتهدف هذه اللفتة إلى اكساب الطفل مهارات الطبخ وخوض غمار المطابخ وليكونوا في المستقبل من أكبر فناني هذا المجال.
وعلى هامش البطولة استعرضت مجموعة من الطهاة حول العالم مهاراتهم في الطبخ والتزيين، ومن أبرز المهارات مهارة النقش على الجليد، والنقش على البطيخ والشمام، والرسم بالشوكولاته، وتزيين الكعك، وغيرها من المهارات التي ضمتها البطولة.
مسابقة المشاهير
وقد خصصت البطولة جدولا لاستقبال الفنانين والاعلاميين للمشاركة في “مسابقة المشاهير” على مدار أيام البطولة الثلاثة، وفي اليوم الأول حضرت مجموعة من الفنانين منهم الفنان فايز السعيد والفنان عبدالله بالخير، ومشجع منتخب الامارات الأول خالد حرية المعروف بمهارته العالية في الطبخ، ومن الاعلاميين عبدالله اسماعيل وعبدالله بن خصيف وغيرهم.
