◄ وزير التجارة الإسباني: آفاق واعدة للتعاون الاستثماري مع السلطنة
◄ الكيومي: السلطنة تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون مركزا آمنا للاستثمار
مسقط - الرؤية
عَقَد وفدُ أصحاب الأعمال العمانيين، أمس -في إطار زيارته الحالية لإسبانيا- عددا من اللقاءات التي تناولتْ مجالات وفرص التعاون والتنسيق في مختلف المجالات الاقتصادية؛ حيث تمَّ التوقيع على مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة عُمان والغرفة الإسبانية، كما عُقدتْ، أمس، في مدريد، ندوة عن فرص ومجالات الاستثمار في البلدين، حضرها عددٌ كبير من المسؤولين ورجال الأعمال الإسبان.
وتأتي الزيارة التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة عُمان لعدد من أصحاب الأعمال -برئاسة سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة الغرفة- في إطار الجهود التي تبذلها لتعزيز التعاون بين رجالات الأعمال في السلطنة ونظرائهم من الدول الشقيقة والصديقة، بجانب الاطلاع على فرص الاستثمار، والوقوف على التجارب في الدول المتقدمة والاستفادة منها في تطوير مجالات العمل الاقتصادي في السلطنة.
واتَّفق رجال الأعمال في السلطنة مع نظرائهم في إسبانيا على تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين على كافة الأصعدة والمجالات، مع التأكيد على ضرورة العمل على استغلال الفرص الاستثمارية، خاصة في المجالات السياحية والصناعية والنقل بجانب الاستفادة من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية.
جاء ذلك خلال الندوة التي عُقدت صباح أمس بغرفة التجارة الإسبانية، والتي حَضَرها خيما جلسيا وزير الدولة للتجارة الإسباني، وسعادة السفيرة كفاية بنت خميس الرئيسية سفيرة السلطنة لدى مملكة إسبانيا، وسعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، وخوسيه لويس بونيت رئيس غرفة تجارة وصناعة إسبانيا، وعدد كبير من رجال الأعمال في البلدين.
وأكد وزير الدولة للتجارة الإسباني على عُمق العلاقات التي تربط السلطنة بإسبانيا ووصفها بأنها متميزة وتحظي برعاية واهتمام قيادة البلدين.
وأشار معاليه إلى أنَّ مجالات التعاون بين البلدين كبيرة، وأن هناك إمكانية للاستفادة منها بشكل أكبر.. مُعربا عن تطلعه إلى أنَّ تثمر زيارة الوفد العماني لمدريد عن نتائج طيبة في الفترة المقبلة.
وقال معاليه إنَّ لهذه الزيارة دلالات كبيرة تعكس رغبة الجانب العماني في تعزيز التعاون مع نظيره الإسباني بشكل أكبر، بما يتوافق مع تطلعات البلدين.. وأضاف بأن القطاع الخاص الإسباني يتطلع إلى القيام بزيارات للاطلاع على مجالات الاستثمار في السلطنة التي تشهد تنمية شاملة في العديد من المجالات.. مُبينا أنَّ هناك عشرين شركة إسبانية كبيرة تستثمر في قطاعات النفط والغاز والمراقبة الجوية والمنشآت اللوجستية.. مُنوِّها بأنَّ هذه الشركات تعد من الشركات الرائدة في إسبانيا.
وأشار معاليه إلى أنَّ التبادلات بين البلدين مازالت دون المستوى المطلوب رغم أنها شهدتْ في السنوات الأخيرة نموًّا متزايدا.. مُعربا عن تطلعه لاستمرار ذلك في السنوات المقبلة.
وثمَّن معاليه مبادرة غرفة تجارة وصناعة عمان -والتي ستساهم في زيادة التبادلات التجارية، وإيجاد الحلول لبعض العوائق التي تعترض نموها.
ودعا معاليه رجال الأعمال الإسبان إلي الاستثمار في السلطنة، والاستفادة من مناخ الاستثمار والتسهيلات الكبيرة التي توفرها السلطنة.
ومن جانبه، ألقى سعادة سعيد الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، كلمة؛ أكَّد فيها على عُمق العلاقات الثنائية بين السلطنة ومملكة إسبانيا.. مشيرا إلى أنها تطوَّرت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة.
وقال سعادته إنَّ مسيرة الخير والعطاء التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي تحقَّق خلالها العديد من الإنجازات -ومن بينها: تعزيز علاقات الود والصداقة مع سائر شعوب العالم، والسعي دوما من أجل مد جسور التعاون وتوثيق العلاقات مع مختلف الدول، وفتح آفاق أرحب وأوسع في شتى ميادين العمل التجاري والاستثماري- هي ما يدفعنا لمواصلة هذا النهج عبر تسيير وفود تجارية إلى مختلف دول العالم؛ بغرض الاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة والترويج لمزايا وفرص الاستثمار في بلادنا التي هيأت بيئة ملائمة وجاذبة للاستثمار الأجنبي.
وأضاف الكيومي: إنَّ ما يُؤخذ على الاستثمارات الأجنبية في بلادنا أنها تركز على قطاعات محدودة كالنفط، وهذا ما لا نحبذه كمختصين في الاقتصاد الوطني، لاسيما مع توجه صناع القرار في بلادنا إلى تنويع مصادر الدخل لتكون أكثر ديمومة بغرض توفير قاعدة متينة للاقتصاد؛ بحيث لا تهزها أي انتكاسة في أسعار النفط كالانتكاسة التي شهدها هذا القطاع مؤخرا.
ووجَّه رئيس الغرفة الدعوة لمجتمع الأعمال الإسباني لزيارة السلطنة، والتعرُّف على الفرص الاستثمارية فيها عن كثب.. مُؤكدا حرص الغرفة على زيادة التعاون الاقتصادي مع شركات ومؤسسات القطاع الخاص في البلدين، لا سيما وأن السلطنة باتت تمتلك كافة المقومات الاقتصادية؛ سواء الصناعية أو السياحية أو التجارية التي تؤهلها لأن تكون مركزا آمنا لاستثماراتكم، كما أن كافة الجهات الاقتصادية بالسلطنة -بما فيها غرفة تجارة وصناعة عمان- على أتمِّ الاستعداد لتسهيل كافة متطلبات إنجاح مهمة رجال الأعمال بما يخدم نمو أعمالهم.
وتمَّ على هامش الندوة تقديم العديد من أوراق العمل التي تناولتْ فرص ومجالات الاستثمار بين البلدين في مختلف المجالات والتطورات التي شهدها اقتصاد البلدين.
وعقب ذلك، قدَّم عبدالرحمن الحاتمي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للقطارات، نبذة عن مشروع القطار وأهميته الاقتصادية.
إلى ذلك، التقي معالي خيما جاريسيا وزير الدولة للتجارة بوزارة الاقتصاد الإسبانية، سعادة سعيد بن صالح الكيومي؛ حيث رحَّب معاليه بزيارة الوفد العماني. ومن جانبه، أكد الكيومي تطوُّر العلاقات الثنائية بين السلطنة وإسبانيا التي تحظي باهتمام كبير من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وأشار إلى أهمية مثل هذه اللقاءات في تعزيز التعاون بين البلدين، والنهوض بالاستثمارات في السلطنة وإسبانيا.
مذكرة تفاهم
ومن جهة ثانية، وقَّع سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، مذكرة تفاهم مع خوسيه لويس بونت رئيس الغرفة التجارية الإسبانية، بحضور معالي وزير الدولة للتجارة الإسباني، وسعادة كفاية بنت خميس الرئيسية سفيرة السلطنة لدى مملكة إسبانيا. تضمَّنت المذكرة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة التبادل التجاري وزيادة الزيارات المتبادلة بين القطاعين الخاصين في كل من السلطنة ومملكة إسبانيا.
كما تضمَّنت مذكرة التفاهم تعزيز التنسيق المشترك وتبادل الخبرات بين الجانبين وأهمية تسهيلات التعاملات التجارية، بما يرفد مجالات التعاون في المجالات الاقتصادية.
وعلى صعيد مُتصل، عقد رجال الأعمال العمانيين لقاءات مُنفصلة مع نظرائهم الإسبان لمناقشة مجالات التعاون بين شركاتهم ومجالات الاستثمار المتاحة، وعرض رجال الأعمال من الجانبين عددًا من المشروعات وتبادل وجهات النظر في بعض الجوانب المتعلقة بالعمل التجاري في كلا البلدين، وكيفية الاستفادة منها.