واشنطن في 2 ديسمبر/ العمانية / دشن معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بمتحف الصحافة الدولي بالعاصمة الأمريكية واشنطن مساء أمس صحيفة عمان أوبزيرفر التي تصدرها مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان ضمن برنامج الزيارة التي يقوم بها معاليه والوفد المرافق له للولايات المتحدة الأمريكية حالياً في إطار توثيق التعاون بين البلدين الصديقين في المجالات الإعلامية.
وأكد معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العمانية ووسائل الإعلام الأمريكية أن حضور أول جريدة عمانية في المتحف العالمي يحمل دلالة كبيرة فيما يتعلق بنقل الرسالة الإعلامية العمانية من الداخل إلى الخارج وفي إطار فكر التواصل مع الآخر ومد جسور التعاون الذي أرساه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم / حفظه الله ورعاه/ منذ بداية عصر النهضة المباركة معرباً عن أمله أن تحضر وسائل إعلامية عمانية أخرى في متحف الصحافة الدولي.
ويروي متحف الصحافة بواشنطن تاريخاً يمتد الى أكثر من 500 عام من مهنة المتاعب وهو يعرض للصفحات الأولى لأكثر من 800 صحيفة عالمية بمختلف اللغات في العالم بما فيها اللغة العربية.
وأضاف معالي الوزير أن تدشين صحيفة عمان أوبزيرفر العمانية يعد الأول في هذا الموقع المهم الذي يجمع أهم الصحف اليومية العالمية ويعد فرصة سانحة ورسالة واضحة أن الإعلام العماني منفتح على العالم ومتواصل معه.
وقد تجول معالي الوزير وسعادة السفيرة حنينة بنت سلطان المغيرية سفيرة السلطنة بالولايات المتحدة الأمريكية والوفد المرافق في مبنى المتحف المعروف باسم ” نيوزيام” الواقع بشمال غرب واشنطن وتعرفوا على أقسامه المختلفة واستمعوا من بام جالاوي نائبة رئيس متحف الصحافة الدولي الى شرح مفصل حول القاعات والمحتويات من قبل المختصين في المتحف .
ويتضمن المتحف العديد من القاعات ومنها عائلة “أوكس سولزبيرجر” الكبرى وهي تضم صحيفة نيويورك تايمز وتوجد بها شاشة كبيرة بارتفاع تسعين قدما تعرض لأحدث العناوين الرئيسية من جميع أنحاء العالم، وقاعة “نيوز كوربوريشن لتاريخ أخبار” والتي تروي قصة الإنسان والأخبار عبر التاريخ في تسلسل زمني يقدم مجموعة من الصحف والمجلات عبر أجهزة الحواسيب التي تعمل باللمس وتضم مئات المنشورات الرقمية.
وتعرف الوفد أثناء الجولة بالمتحف على المئات من القطع الأثرية والتذكارات المتعلقة بعالم الصحافة تلك المعروضة في صناديق خاصة موزعة على مختلف أنحاء صالات العرض منها ما يعود إلى سنة 1603م وهي عبارة عن ورقة من جريدة إنجليزية عتيقة تتكلم عن تتويج الملك جيمس الأول.
كما زار معالي الدكتور وزير الاعلام غرفة الأخبار التفاعلية المختصة بهيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية تسمح للزائر بتمثيل دور الصحفي أو المحرر أو المصور من أجل التعرف على عوالم هذه المهنة .
بعد ذلك تعرف الوفد على معرض الحادي عشر من سبتمبر الذي يؤرخ لهذا الحدث التاريخي المهم عبر التغطية الصحفية الشاملة ويوجد به جزء مخصص للصحفي ويليام بيجارت الذي توفي أثناء تغطية الهجمات حيث تعرض فيه صور لهذا الصحفي ولأعماله والمشاهد الأخيرة التي التقطها قبل مقتله.
وفي هذا الجزء من المعرض يقف جدار عملاق يغطي الصفحات الأولى من الصحف التي غطت حدث اليوم الثاني لأحداث الحادي عشر من سبتمبر في جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى إمكانية سماع تقرير مصور عن التغطية المرئية للحدث.
وزار الوفد كذلك معرض “بلومبيرج” للإنترنت والتلفاز والراديو الذي يهتم بالحصول على الأخبار إلكترونياً وتقديم التكنولوجيا وهو يقوم بتتبع تطور وسائل الإعلام الإلكترونية، ويوجد في هذه الصالة جداران للوسائل الإعلامية بارتفاع 25 قدماً يقومان بعرض مقاطع تلفزيونية وتسلسل زمني متعدد الوسائط للأحداث .
كما يضم معرض “بلومبيرج” معرضاً لصور جائزة بوليتزر الشهيرة ويقوم بعرض صور الفوز بالجائزة والمصورين الذين قاموا بالتقاطها، وقد وضعت شاشة تعرض مجموعة شاملة لصور الفائزين عبر العديد من السنوات ومقابلات معهم، وعبر هذا الجزء من المعرض تروى قصة العديد من الأحداث المؤثرة في التاريخ الإنساني الحديث والذي خلدته آلة التصوير لهؤلاء المصورين المحترفين.
وتجول معالي الدكتور وزير الإعلام والوفد المرافق له أيضا بمعرض جدار برلين والذي يعرف بهذا الجدار التاريخي حيث توجد ثماني قطع اسمنتية منه بارتفاع 12 قدما وتزن كل واحدة حوالي ثلاثة أطنان، وتنبع أهمية هذا الجدار من دوره المعروف حيث كان يقسم بين شرق وغرب ألمانيا الموحدة حاليا قبل أن يتم هدمه في 1989م.
وأثناء الجولة تمت زيارة معرض “كوكس إنتربرايزس” والذي يؤرخ للدور الذي لعبه التعديل الأول لضمان الحقوق في الولايات المتحدة في إنتاج أمريكا الحديثة، وذلك في رحلة على مدار مائتي سنة مضت، ويقدم المعرض مقاطع أخبار تاريخية تجسد الحريات الخمس (الدين والتعبير والصحافة والتجمع والمطالبة) وفي الصحافة بالتحديد نقرأ ما قاله توماس جفرسون: “تعتمد حريتنا على حرية الصحافة والتي لا يمكن تحديدها بدون فقدها”.
كما زار الوفد معرض “تايم وارنر” للأخبار العالمية والذي يعرض للأخبار وحريات الصحافة في جميع أنحاء العالم عبر خريطة تضم 190 دولة، ويعرف بالصحفيين الذين عرضوا حياتهم للخطر من أجل المهنة، ومعرض عائلة بوليام للكتب العظيمة، وهنا نجد منشورات نادرة مثل أول نشرة مطبوعة لدستور الولايات المتحدة، ومعرض توداي للصفحات الأولى من الصحف في أنحاء أمريكا والعالم.
وزار معالي الوزير والوفد النصب التذكارية للصحفيين، الذين واجهوا المخاطر في العديد من دول العالم وهم يدفعون حياتهم ثمنا للمهنة والحرية والتحرر، وفي هذا الجزء نجد قطعا أثرية لمقتنيات الصحفيين العظام مثل لاب توب للصحفي دانيال بيرل ومذكرة مايكل ويسكوبف الملطخة بالدماء، وسيارة داتسون 710 موديل1976 التي تخص دون بوليز التي تم تفجيرها في فينيكس بأريزونا، وهناك عرض حي لأكثر من 1800 اسم لصحفيين من جميع العالم وهبوا دمهم للمهنة.
وقد ألقى معالي الدكتور وزير الإعلام كلمة في الحفل أشاد فيها بالمتحف وما يتضمنه من محتويات والدور الكبير الذي يقوم به خدمة للصحافة والإنسانية، معلنا إضافة جريدة عمان أوبزيرفر للمتحف بشكل رسمي، وأن ذلك يأتي في إطار إيجاد منصة راسخة للإعلام العماني في هذا المكان المهم، بما يعكس الاخبار المحلية العمانية ويوطد المعارف بالعديد من القضايا الإنسانية ويمد جسور التعاون البنّاء بين البلدين.
أعقب ذلك مشاهدة الحضور الدبلوماسي والإعلامي الرفيع لفيلم بعنوان “عمان أرض الجمال” والذي يصور التجربة العمانية على صعيد التنمية والتعليم والسياحة وكافة المجالات في جميع محافظات السلطنة.