(BCI+) مشروع ينفذ الأوامر بغمضة عين

1399454999491352600حصد المركز الأول محليا والثالث خارجيا .. -

(+BCI ) هو مشروع تخرج للطلاب إبراهيم بنداري، بسام طارق وأحسن مبارك اقترحه وأشرف عليه الدكتور عامر بن محمد بن ارشد من قسم الكهرباء والحاسب الآلي في كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس، وقد حصل المشروع على المركز الأول من الجامعة كما شارك في الملتقى الهندسي الأخير الذي شاركت فيه العديد من الجامعات من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وحصد المركز الثالث فيه.


يهدف المشروع بشكل خاص إلى مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية الحادة التي وصلت إعاقتهم إلى مرحلة الشلل التام، فأصبح الشخص غير قادر تماما على تحريك أطرافه وفقد القدرة على النطق، حيث وجد أنه في أغلب هذه الحالات تكون الإعاقة جسدية فقط وليست ذهنية، بمعنى أن الإشارات الدماغية للشخص سليمة تماما ولكن تكمن المشكلة في وصول هذه الإشارة للأعصاب حتى تتم الحركة المرادة، فالدماغ هو عبارة عن شبكة كهربية مسؤولة عن إرسال الإشارات الكهربية المختلفة لأعصاب الجسم للقيام بالحركات المختلفة.

وتقوم فكرة المشروع على توظيف الإشارات الدماغية في مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية الحادة، فهم يواجهون مشكلتين أساسيتين في حياتهم اليومية أولها الاعتماد الكلي والتام على من حولهم في تأدية مهام حياتهم، وثانيا أنهم بعد فقدهم القدرة على النطق أصبح من المستحيل التواصل معهم شفهيا وأيضا حركيا من ناحية عدم القدرة على الحركة. وهاتان المشكلتان بدورهما قد يسهما معا في رفع معدلات التوتر والضغط النفسي للشخص مما يؤدي إلى مشكلة أخرى وهي ضعف جهاز المناعة، وقد تم في دراسات حديثة إثبات العلاقة الوطيدة بين معدلات التوتر والضغط وضعف جهاز المناعة، الأمر الذي يؤدي فيما بعد لجعل الجسم فريسة سهلة للفيروسات والأمراض المختلفة مما يزيد حالة الشخص سواء.

ويركز هذا المشروع على استخدام رد الفعل الطبيعي للدماغ حتى لا يتطلب استخدام الجهاز تدريبا مسبقا للمستخدم فلا يوضع في موقف قد يزيد من حدة توتره، حيث كانت المشكلة الأولى التي حاول فريق المشروع حلها هي الاعتماد الكلي والتام على الآخرين، وقد وجدوا أنه من الممكن توظيف طرف العين عدة مرات للتحكم بأجهزة مختلفة في محيط غرفة المريض، فعندما يطرف الإنسان عينه تتكون إشارة كهربية في الدماغ، هذه الإشارة لها نمط معين وهو ثابت عند كل إنسان مع اختلاف قوة الإشارة من إنسان لآخر. فكل ما على المريض لأن يقوم به الآن هو أن يطرف بعينه عدة مرات لإطفاء المكيف مثلا إذا شعر بالبرد في الغرفة بدون أن يعتمد على أحد، والأمر نفسه للأجهزة الإلكترونية من حوله كالتلفاز والمروحة والأنوار.

أما المشكلة الأخرى التي واجهت الفريق بالنسبة للمريض فهي عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، لأنه في حالات كثيرة يكون المريض في المستشفى في حاجة إلى غرض ما أو مساعدة من الممرضة ولكن الممرضة ليس في استطاعتها أن تكون معه في الغرفة طوال اليوم، وفوق ذلك ليست هناك وسيلة للتواصل بين الممرضة والمريض لتعرف متى سيحتاجها المريض. لذا تم استخدام حالتي الدماغ وهما الاسترخاء والتركيز في المشروع، فالإنسان في حالته الطبيعية عندما يفتح عينيه يتلقى بيانات كثيرة من المحيط حوله لتدخل الدماغ عن طريق العين، فيتم معالجتها بطريقة سريعة جدا حتى يستطيع الإنسان الرؤية. ولكن عندما تغلق العين تقل هذه البيانات بصورة كبيرة جدا حيث لا يرى إلا ظلام، فتقل كمية البيانات التي يعالجها الدماغ مما يضعه في حالة استرخاء. ولقد تم توظيف هذه الحالة للمريض بحيث أنه في حالة احتياجه المساعدة من الممرضة كل ما عليه فعله هو إغلاق عينه لفترة قصيرة من 3 إلى 6 ثوان فيرسل الجهاز إشارة إلى الممرضة أن المريض في احتياجها.


وفي الوقت الحالي يعمل الفريق في المراحل الأخيرة للجهاز بحيث يعمل الجهاز بطريقة أفضل للتواصل مع الآخرين عن طريق إعطاء المريض القدرة على اختيار مهام معينة يريد إتمامها من خلال تركيزه على أيقونات موضوعة أمامه تمثل كل أيقونة مهمة ما يريد تنفيذها.

كما يسعى الفريق إلى عمل نموذج مصغر من الجهاز حتى يسهل حمله واستعماله والاستغناء عن المعدات التي لها تكلفة عالية حتى يصبح الجهاز في متناول الجميع. ففي حالات كثيرة تواجه العائلات التي لديها هذه الحالات من الإعاقة ضائقة مالية بسبب العناية الخاصة التي يحتاجها المريض، كما أن الجهاز له الكثير من التطبيقات وهناك تطبيقات أخرى بعيدة عن الأشخاص من ذوي الإعاقة الجسدية.