اقتناء المراهقين للأجهزة النقالة .. خطأ أم صواب ؟

ضعف التحصيل الدراسي إحدى المشكلات -

كتب: نايف بن علي المعمري -
اقتناء الطلاب والطالبات المراهقين لأجهزة الهواتف النقالة ظاهرة فرضت نفسها أخيرا، وحيرت الكثير من أولياء الأمور وهم يتساءلون: هل يلبون رغبات أبنائهم في امتلاك جهاز نقال كغيرهم من أصدقائهم أم يمنعونهم من اقتنائه واستخدامه مخافة الانشغال به أو استخدامه بطريقة سيئة تسبب في ضعف تحصيله علميا وخلقيا؟!


هذه الظاهرة أثارت كثيرا من الجدل وتوزع أولياء الأمور فيها بين مؤيد ورافض، فيما يرى فريق آخر من المؤيدين منح الطالب هاتفا نقالا بشرط ألا يغفل عن مراقبته المستمرة وتقنين أوقات استخدامه. وإذا كان ذلك هو الحاصل فكيف ينظر التربويون والأخصائيون النفسانيون إلى اقتناء الطلبة للأجهزة النقالة؟


يقول فهد بن عبدالله بن سالم الكلباني (مدرب معتمد في التنمية البشرية): من المشاهد المألوفة الآن أن ترى طفلا أو مراهقا بحوزته هاتفا نقالا، فإما أن يدمر ذلك ذاته ومستقبله أو يطوره ويدعم طموحاته، ولا شك أن الهاتف النقال أصبح كالملابس لا يمكن الاستغناء عنه ، ولكن في المقابل هناك الكثير من قضايا التحرش بالأطفال والمراهقين كان سببها الهاتف النقال وكذلك التشتت والتشويش الذي تحدثه هذه الأجهزة لمقتنيها وبالتالي تؤثر سلبا في التحصيل الدراسي .


ويضيف فهد الكلباني: يجب على ولي الأمر أن يكون حازما ولا يستسلم للتوسلات والدموع ولنعتبر الهاتف المحمول مثل رخصة القيادة فلابد من عمر معين وشروط خاصة قبل منحك رخصة القيادة، فتحديد الغاية والهدف من استخدام الهاتف، ومستوى الضرورة الملحة له مهم فإن استطاع الأب أن يتوصل إلى هذه الاحترازات حينها ستدفعه لاتخاذ قرار آمن وسليم لمستقبل فلذات الأكباد.


محاذيرها..

ويقول خميس بن عبدالله البوسعيدي (باحث تربوي في مكتب الإشراف التربوي بالسويق): ظاهرة اقتناء الطلاب المراهقين للهواتف النقالة لا سيما الذكية منها باتت تؤرق أولياء الأمور والمربين على اعتبار أن امتلاك الطالب للهاتف النقال سلاح ذو حدين، وخاصة إذا ترك الأهل الحبل على الغارب للطالب في حرية الاستخدام، فمن وجهة نظري يجب أن تكون هناك محاذير في السماح للطالب باقتناء الهاتف النقال كالعمر والمرحلة الدراسية ونوعية الأصدقاء والوقت المحدد للاستخدام، فلا بدأن يكون ولي الأمر واعيا ومراعيا للمرحلة العمرية والدراسية لولده أو ابنته، وفي هذا الإطار عليه أن يتساءل: هل فعلا تستوجب هذه المرحلة منح الطالب هاتفا نقالا؟، وكيف سيتم توظيفه؟ وهل سيقتصر استخدام الهاتف لدواعي دراسية من قبيل شرح بعض الدروس وتبادل نماذج امتحانات أو روابط علمية تثري المواد الدراسية أو للتواصل مع معلمي بعض المواد لغرض الاستيضاح عما أشكل فهمه من الأسئلة أو التجارب؟.

ويضيف خميس البوسعيدي قائلا: ويجب أن لا يتعدى استخدام الطالب للهاتف الرسائل الاجتماعية والأسرية الهادفة ومع هذا لا أوافق على اقتناء الطلبة والطالبات الصغار للهاتف النقال وأرى إمكانية اقتناء الطلبة للهاتف في المراحل المتقدمة كالحادي عشر والثاني عشر شريطة الاحتفاظ بحيز لا بأس به من الرقابة الوالدية والأسرية والاطمئنان على مستوى الطلبة الدراسي بشكل مستمر ومصادقة الطالب في هذه المرحلة ضرورية، وكذلك من الأهمية معرفة أصدقاء الطالب وزملائه لكي يكونوا له عونا وسندا على الخير والصلاح، وينجو بذلك من الاستخدام السلبي للهاتف في ظل الفضاء المعلوماتي المفتوح حيث تتدفق العلوم والمعارف غثها وسمينها وتنساب إلى هواتفنا دونما استئذان.

تأثيرها..

ويعارض سلطان بن سالم بن محمد السعدي الأخصائي النفسي بتعلمية شمال الباطنة فكرة اقتناء الطلبة المراهقين لأجهزة الهاتف النقال في وقت مبكر حيث يقول: برأيي لا ينبغي أن يمنح المراهق الجهاز النقال في وقت مبكر لما له من خطورة كبيرة وعائد سلبي على المراهق حيث أن هذه المرحلة حساسة لذلك يجب على أولياء الأمور أن ينتبهوا لأبنائهم فيها.

ويستطرد السعدي قائلا: نعم الجهاز النقال له دور كبير في تسهيل الكثير من الأمور لاسيما الاتصال بين الأفراد إلا أن له محاذير في هذه المرحلة العمرية بالتحديد وهي مرحلة المراهقة أو ما نسميها المرحلة الحرجة.

ويعتقد سلطان السعدي أن ضعف التحصيل الدراسي لدى الطلبة الذين يحملون الهواتف ناتج عن حملهم لهذه الهواتف ويقول: اقتناء الطالب أو الطالبة المراهقين لأجهزة الهاتف النقال له تأثير مباشر على مستوى تحصيله الدراسي بل هو أبرز وأهم الأسباب في ضعفه تحصيليا بسبب انشغاله وعطوفه على استخدام الهاتف النقال لا سيما برامج التواصل الاجتماعي مثل الوتس أب، فوقت الطالب المراهق الذي يستخدم الهاتف النقال يذهب هدرا وهباء ثم يتفاجأ بأيام الامتحانات وهذا إذا استطاع أن يستخدم الهاتف بطريقة صحيحة وسليمة فكيف إذا استخدمه بطريقة خاطئة يتبادل فيه الصور والمقاطع الإباحية مع أقران السوء فبطبيعة الحال يكون المراهق عرضة للاندفاع الغريزي ما لم يتم التنبه إلى ذلك.


التفريق بينهما

وأخيرا يجب التفريق بين الطالب الذي يحسن استخدام الشيء والطالب الذي لا يحسن الاستخدام عند منحه أجهزة الهواتف النقالة، فالطالب الذي يحسن الاستخدام السليم والصحيح للهاتف النقال يعي متى وكيف وأين يستخدمه؟ وهذه جوانب يمكن أن يقيسها ولي الأمر ليتخذ قراره بمنح ابنه أو ابنته جهازا نقالا.