وفدان فلسطيني وإسرائيلي إلى القاهرة لتعديل المبادرة -
غزة- القدس (وكالات ) – أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن 82 فلسطينيا قتلوا أمس جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 24 يوما، وقالت المصادر إن الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة ارتفعت إلى 1312 وأكثر من 7 آلاف جريح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع.
من جهتها قالت وزارة الصحة الفلسطينية ان إسرائيل قتلت امس 15 فلسطينيا على الأقل كانوا يحتمون في مدرسة تديرها منظمة الأمم المتحدة في أكبر مخيم للاجئين في غزة في الوقت الذي يعد فيه وسطاء مصريون اقتراحا معدلا في مسعى لوقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
كما اعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل 17 فلسطينيا بينهم صحفي وجرح اكثر من 160 أمس في ثلاث غارات على حي الرمال وسوق الشجاعية في مدينة غزة.
وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة “ارتفع عدد شهداء الغارات الإسرائيلية على حي الرمال وعلى سوق الشجاعية شرق غزة إلى 17 شهيدا بينهم الصحفي رامي ريان الذي يعمل مع وكالة محلية في غزة “، واضاف “معظم الشهداء من حي الشجاعية”، واصيب في هذه الغارات اكثر من 160 شخصا بجروح.
وقال خليل الحلبي مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في شمال غزة إن نحو 3000 فلسطيني كانوا يحتمون بالمدرسة في مخيم جباليا لدى تعرضها للقصف وقت الفجر تقريبا.
وقال إن خمس قذائف اسرائيلية سقطت على الناس وقتلت كثيرين وهم نيام موضحا ان هؤلاء الناس لجأوا إلى المدرسة لأنها حددت كمأوى تابع للأمم المتحدة.
وبعد ان زار ممثلو الوكالة الموقع وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والاضرار الأخرى أصدر المفوض العام لأونروا بيير كرينبول بيانا قال فيه “تقديرنا المبدئي هو ان المدفعية الاسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا.”
وتناثرت الدماء على الأرض وعلى الحشايا داخل فصول مدرسة جباليا الابتدائية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء الجثث وسط الحطام لدفنها، وعند أطراف فناء المدرسة سقط على الأرض نحو 20 حمارا نفقت خلال القصف وهي مقيدة في سياج.
وقال كرينبول في بيانه “أدعو المجتمع الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة المستمرة.”
وقالت وزارة الصحة في غزة ان عدد القتلى في المدرسة 15 بعد ان قال مسؤول محلي في الأونروا ان عددهم 19 قتيلا.
وصرح كرينبول بأنه من السابق لأوانه اعطاء رقم رسمي للقتلى، وأضاف “لكننا نعرف بوجود اعداد كبيرة من الوفيات والاصابات بين المدنيين من بينهم عدد كبير من النساء والاطفال وحارس أونروا الذي كان يحاول ان يحمي الموقع.”
وقال الجيش الاسرائيلي في رده المبدئي على الواقعة إن مسلحين قرب المدرسة أطلقوا قذائف مورتر على القوات الاسرائيلية التي ردت على القصف.
وقالت المتحدثة باسم الجيش “في وقت سابق من صباح امس أطلق متشددون قذائف المورتر على الجنود (الاسرائيليين) من منطقة مجاورة للمدرسة التابعة لوكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) (بمخيم اللاجئين) في جباليا، وردا على ذلك قصف الجنود مصدر النيران ولا نزال نحقق في الحادث.”
وعرض الجيش الاسرائيلي امس هدنة انسانية مدتها أربع ساعات في بعض المناطق بقطاع غزة.
وقال الجيش في بيان “قوات الدفاع الاسرائيلية فوضت بفتح هدنة مؤقتة في قطاع غزة.
الهدنة المقترحة بين 1500 و1900 (1200-1600 بتوقيت جرينتش)”.وأضاف البيان “الهدنة الانسانية لن تطبق على المناطق التي تعمل فيها حاليا قوات الدفاع الاسرائيلية.”
ورفض سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الهدنة الجزئية المؤقتة قائلا انها حركة “دعائية” ولن تسمح لرجال الإنقاذ بالوصول إلى المصابين في مناطق القتال التي استبعدتها اسرائيل من الهدنة.
وتعرض مخيم جباليا للقصف الاسرائيلي طوال الأربع والعشرين ساعة الماضية ويعتبر من أكبر مخيمات اللاجئين في غزة ويعيش فيه 120 الفا زادت أعدادهم مع فرار مزيد من الفلسطينيين من القتال الدائر بين اسرائيل والنشطاء الفلسطينيين في صراع متفجر منذ 23 يوما.
وقال كرينبول ان الجيش الاسرائيلي أبلغ 17 مرة بالموقع المحدد للمدرسة في جباليا وانها تأوي آلاف الفلسطينيين الذين شردهم القتال.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الدبابات الاسرائيلية قصفت سوق جباليا الرئيسية امس مما ادى الى مقتل 3 اشخاص على الاقل وجرح 40 آخرين.
وقتل 7 أفراد من أسرة واحدة في هجوم اسرائيلي على دير البلح في وسط القطاع، الى جانب ايضا عدد من العمليات في نواحي متفرقة من القطاع .
وأعلنت الوزارة أن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين جراء الحرب ارتفع إلى 1297 شخصا معظمهم مدنيون منذ بداية الهجوم في الثامن من يوليو الجاري بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا بعد عشرة أيام من بدء غارات القصف في غزة مستهدفا شبكة من الانفاق حفرها النشطاء تحت الحدود واستخدموها في شن هجمات داخل اسرائيل.
وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 53 جنديا وثلاثة مدنيين.
ولا يزال تأييد الرأي العام الاسرائيلي قويا لاستمرار العملية على أمل منع اندلاع مواجهات مستقبلا.
وفي محاولة لرفع معنويات الفلسطينيين والحط من معنويات إسرائيل أذاع تلفزيون حماس لقطات مصورة ظهر فيها مقاتلون يستخدمون نفقا للوصول إلى برج مراقبة تابع للجيش، ويظهر المقاتلون وهم يفاجئون حارسا إسرائيليا ثم يفتحون النار ويقتحمون مجمع برج المراقبة ليحاصروا جنديا سقط على الأرض.
وقال محمد ضيف زعيم الجناح المسلح لحماس في تسجيل صوتي أذيع مع الفيديو إن الفلسطينيين سيواصلون المواجهة مع إسرائيل حتى يتم إنهاء الحصار المفروض على غزة.
وقال ضيف إن الكيان المحتل لن ينعم بالأمن ما لم يعش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة، وأضاف أنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار قبل توقف “العدوان” الإسرائيلي وإنهاء الحصار وأن حماس لن تقبل حلولا مؤقتة.
وقالت الشرطة الاسرائيلية إن خمسة صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل امس وانها سقطت في مناطق مفتوحة دون حدوث أي أضرار، وترفض إسرائيل رفع الحصار عن قطاع غزة في إطار أي اتفاق للتهدئة إلا إذا تم نزع سلاح حماس.
واجتمع مجلس الوزراء الأمني برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس لتقييم أحدث المستجدات في الصراع ودراسة خطواته التالية، كذلك من المتوقع وصول وفد فلسطيني الى القاهرة لإجراء مباحثات حول اتفاق للهدنة.
وقد امس وصل إلى القاهرة بعد ظهر امس مبعوث إسرائيلى قادما من تل أبيب فى زيارة قصيرة لمصر استغرقت عدة ساعات التقى خلالها مع مسؤولين أمنيين مصريين لبحث التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وصرحت بذلك مصادر مطلعة بمطار القاهرة طلبت عدم ذكر اسمها لعدم تخويلها بالإدلاء بتصريحات صحفية وقالت “وصل المبعوث (الاسرائيلي) برفقة اثنين من كبار المسؤولين الإسرائيليين على طائرة خاصة من تل أبيب حيث تم اصطحابهم للقاء مسؤول أمني كبير لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل على ضوء المبادرة المصرية التى أطلقتها مصر الشهر الحالى واتفاق التهدئة السابق عام 2012 من أجل وقف نزيف الدماء فى قطاع غزة “.وأضافت المصادر“ إن زيارة الوفد الإسرائيلى لمصر تأتى فى إطار الدور القومى الذى تلعبه مصر لحماية أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة فى حرب لا تتساوى فيها كفتا النزاع وقبل استقبال وفد الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة فى أقرب وقت ممكن بما يحفظ دماء الشعب الفلسطينى”. كان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه قد أعلن أمس عن الاتفاق مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي على أن يتوجه وفد فلسطيني موحد يضم الجميع إلى القاهرة لبحث التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.
وقال عبد ربه في بيان للقيادة الفلسطينية عقب اجتماع طارئ لها في رام الله إن الوفد إلى القاهرة سيبحث “ كل ما يتصل في المرحلة المقبلة وهذا دليل إضافي على وحدة الموقف والصف الوطني الفلسطيني وبحيث يكون الوفد تحت مظلة منظمة التحرير”.
وقالت مصر إنها تدخل تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت قد وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس وإن الاقتراح الجديد سيقدم للوفد الفلسطيني المتوقع أن يصل إلى القاهرة، وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل قد ترسل هي أيضا مبعوثا إلى القاهرة.
وقال المسؤول المصري لرويترز “نسمع أن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لكن حماس لم توافق”، ولم تؤكد حكومة نتانياهو هذه الرواية أو تنفها.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب ونشر الثلاثاء أن 95% من الغالبية اليهودية في إسرائيل تشعر بأن الهجوم له ما يبرره، ولا يرى سوى 4%أنه تم استخدام القوة بشكل مفرط.
ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الى هدنة فورية تتيح وصول قوافل المساعدات الى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية.
وفشلت الجهود التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأسبوع الماضي في تحقيق انفراجة وأدى تفجر أعمال العنف الى تقويض الآمال الدولية في ان تتحول هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفطر الى وقف مستمر لإطلاق النار.
وأصدر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بيانا امس عبر فيه عن“ قلقه البالغ من تصعيد القتال في غزة وحولها” والذي تعرضت خلاله منشآت مدنية للبنية الأساسية ومنشآت تابعة للامم المتحدة للنيران.
وقال“ يجب بذل كل ما يمكن لمنع سقوط ضحايا مدنيين واحترام القانون الانساني، أحث الجانبين على وقف فوري لاطلاق النار واستئناف المفاوضات بشأن وقف لاطلاق النار طويل الأمد على أساس المقترحات المصرية.”