قيم التسامح والمودة بين جميع أبناء المجتمع لابد أن تسود -
يؤكد الداعية الإسلامي الدكتور خلف مسعود، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن الشريعة الإسلامية تحض على التعامل بالحسنى مع غير المسلمين، لأن التعايش السلمي وقبول الأخر ضرورة وواجب، مؤكدا أن البرامج الدينية في رمضان تكون وسيلة للتواصل مع الصائمين، وتصحيح المفاهيم ونشر الوسطية، مشيرا إلى ضرورة أن تركز هذه البرامج على غرس القيم والمعاملات الطيبة، مطالبا بضرورة البعد عن التعصب والغضب، وأن يكون رمضان فرصة للتوبة والبعد عن المعاصي، ولابد أن تستمر هذه الأخلاق والقيم بعد رمضان.. وإلى نص الحوار.
نود أن نشير إلى الضوابط التي وضعتها الشريعة الإسلامية لتنظيم العلاقة بين المسلم وغير المسلم؟
الشريعة الإسلامية تأمر بحسن الخلق والتعامل بالتي هي أحسن مع غير المسلمين، والمسلم لا بد أن يتعامل بأخلاق الإسلام، حتى يظهر الوجه الحقيقي له؛ لأن الدين المعاملة، وقد حددت الشريعة الإسلامية ضوابط هذه العلاقة، فإذاكان غير المسلم في بلاد المسلمين، فالقاعدة هي أن له ما للمسلمين من حقوق وعليه ما على المسلمين من واجبات، والنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الشريف “من ظلم معاهدا أو انتقص حقه أو كلفه فوق طاقتة أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة “، كما أن الإسلام لا يجبر أحدا على الدخول فيه، كما يطالب بالحفاظ على مال غير المسلمين، ولا يجوز التعرض لهم، والمسلم مطالب بالتعامل بالحسنى وأخلاق الإسلام مع الجميع، ولابد أن نعلي مصلحة الأوطان، ونبتعد عن كل الأمور التي تعكر صفو الحياة بين أبناء الوطن الواحد، لأن التعايش السلمي وقبول الآخر من التعاليم التي أمربها الإسلام.
وسائل الإعلام والفضائيات تكون وسيلة لضياع الوقت في رمضان، هذا يؤكد الحاجة لبرامج دينية متخصصة، كيف ترى ذلك؟
المؤكد أن هناك إقبالا كبيرا على الفضائيات، ومن الممكن أن تستغل هذه الأمور، في عمل برامج دينية متخصصة، بهدف توعية الناس، والمؤكدأن وسائل الإعلام مطالبة بزيادة الجرعة الدينية، لأنها وسيلة لتصحيح المفاهيم، وكثرتها أمر مرغوب، لحاجة الناس إليها في هذا العصر الذي غلبت عليه الماديات، ولم يعد أحد يتذكر ما وجب عليه تجاه دينه إلا قليلا، ومما ينبغي أن يكون عليه أمر هذه البرامج أن تكون أداة موضوعية، تبين للناس صحيح الدين بأسلوب لا إثارة فيه ولاشطط، لاإفراط فيها ولا تفريط، ومن ثم فإن البرامج التي تتخذ الإثارة منهجا لها تدمر ثوابت العقيدة، وتعصف بالأمن الفكري، وتثيرالفتنة بين الناس، ومنهج الدعوة إلى الإسلام يختلف عن ذلك اختلافا كبيرا، فهو يقوم على أساس الحكمة والموعظة الحسنة، وبرامج الإثارة الدينية لاحكمة فيها ولا موعظة، ولذا فلا ينبغي للإعلام أن يروج للفكر المغلوط.
رمضان فرصة للبعدعن التعصب والعنف، كيف يمكن أن تسود مثل هذه القيم طوال العام؟
لا بد أن تسود قيم التسامح والمودة بين جميع أبناء المجتمع، سواء في رمضان أو غيره؛ لأن المجتمع المسلم مترابط ومتماسك، والغضب من الأمور التي تدفع الإنسان لارتكاب المعاصي، ولذلك فالمؤمن عندما يغضب عليه بالوضوء؛ لأن الوضوء سلاح المؤمن، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، وصف القوي بأنه الذي يملك نفسه عند الغضب، وعندما جاء رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له أوصني يارسول الله، فقال له النبي الكريم “لا تغضب”، وهذا الحديث يدل على أن الغضب هو باب للمعاصي والذنوب والمشكلات، ولابد من التعامل بحكمة مع المشكلات والأزمات التي يتعرض لها الإنسان.
الضغوط الحياتية تكون السبب في كثير من المشكلات، كيف عالج الإسلام هذه الظاهرة؟
الإنسان في جميع الأحوال مطالب بالصبر والعمل والاجتهاد، بهدف التغلب علي كل مشكلات الحياة، والصبر على المشكلات والأزمات التي يواجها الإنسان، يعد أمر مهم للغاية، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الشريف “ المؤمن أمره كله خير فإن أصابه خير،شكر فكان خيراله وإن أصابه شر، صبر فكان خيرا له “، وهذا يعني ضرورة الصبر، فالحياة ليست كلها أفراح، لكن هناك أحزان ومشكلات وصعاب تواجه الإنسان، ولابد من التضرع إلي الله عز وجل بالدعاء والصلاة والذكر، لمواجهة هذه الضغوط، لأن البعض ينهارأمام المشكلات، وتصدر عنه الكثير من التصرفات التي تسبب مشاكل كثيرة، وهنا نطالب الأئمة والدعاة بتوعية الناس، بأهمية الصبر والهدوء عند مواجهة المشكلات؛ لأن الحق سبحانه وتعالي يطالب المسلم بذلك، وفي مثل هذه الأمور علي الإنسان أن يتوجه إلي الله عز وجل، وبالصبر تنفرج الأمور والمشكلات.