واشنطن تفتح مخازن السلاح لتل أبيب للدفاع عن نفسها -
غزة – (أ ف ب) -وفا – : أكدت إسرائيل أمس انها لن تسحب قواتها من غزة قبل ان تنجز مهمتها المتمثلة بتدمير شبكة الانفاق رغم انتقادات الأمم المتحدة الشديدة بسبب الخسائر الكبيرة في ارواح المدنيين.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل بدء اجتماع الحكومة الامنية المصغرة امس في تل ابيب ان اسرائيل ستواصل تدمير الانفاق في قطاع غزة سواء تم التوصل الى وقف اطلاق نار او لم يتم الاتفاق عليه.
وقال نتانياهو «نحن مصممون على اتمام هذه المهمة سواء مع وقف اطلاق النار او بدونه، ولن نوافق على اي مقترح لا يسمح للجيش الاسرائيلي بإنهاء هذا العمل».
واضاف «يواصل الجيش التحرك بكل قوته حتى يقوم الجنود بالقضاء على الانفاق التي يمكن استخدامها لخطف وقتل مواطنين إسرائيليين من خلال شن هجمات متعددة على اراضينا».
وشدد نتانياهو ايضا على ان الجيش لا يستطيع «ضمان النجاح بنسبة 100%» في تحديد مواقع الانفاق «مع ان جنودنا حققوا نجاحات مثيرة للاعجاب».
واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بأن تدمير الانفاق ليس سوى «الخطوة الاولى من نزع السلاح في قطاع غزة».
واستدعت اسرائيل في وقت سابق أمس 16 الف جندي اضافي من قوات الاحتياط لتعزيز قواتها التي تنفذ عمليات عسكرية داخل قطاع غزة منذ 17 يوليو الماضي. وادت الغارات وعمليات القصف الاسرائيلية الى استشهاد اكثر من 100 فلسطيني في يوم الاربعاء الماضي.
ويأتي امر الاستدعاء بعدما اعلنت واشنطن موافقتها على تزويد اسرائيل بكميات جديدة من الذخائر لتعويض تراجع مخزوناتها رغم الادانة الاميركية الشديدة للقصف الذي استهدف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في جباليا، شمال قطاع غزة.
وقالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان «الجيش أصدر 16 الف أمر تعبئة اضافي للسماح بتبديل القوات على الأرض، ما رفع عديد جنود الاحتياط الى 86 الفا».
وامس استؤنفت عمليات القصف على غزة ما ادى الى استشهاد حوالى 19 شخصا وارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين ليتجاوز400 شهيد منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 8 يوليو الماضي بينهم اكثر من 245 طفلا بحسب اليونيسيف.
وقد اعلن المتحدث باسم وزارة الصحة اشرف القدرة «استشهدت مها عبد النبي ابو هلال من رفح في غارة اسرائيلية كما استشهد سليمان بركة (31 عاما ) وعارف بركة( 58 عاما ) من دير البلح في غارة اسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة « مضيفا «استشهد ثلاثة فلسطينيين في غارة اسرائيلية جديدة على خان يونس جنوب قطاع غزة».
استشهد امس، 19 مواطنا بينهم طفل وامرأتان إحداهما معاقة، وصحفيان، وأصيب عدد آخر، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ24 على التوالي، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى اكثر من 400 شهيد، وأكثر 7800 جريح.
حيث استشهد 5 مواطنين فلسطينيين في بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مجموعة من الناس في البلدة.
كما أعلنت مصادر طبية امس استشهاد الطفل أدهم صيام متأثرا بجروح أصيب بها في قصف إسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قبل عدة أيام.
واستشهد ايضا رجل وامرأة، وأصيب عدد آخر، في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة، ومدينة رفح جنوبا.
كما أعلنت مصادر طبية في مستشفيي الشفاء الطبي وشهداء الأقصى في قطاع غزة فجر امس، استشهاد مواطنين فلسطينيين متأثرين بجروح أصيبا بها في قصف إسرائيلي، ليرتفع بذلك عدد شهداء العدوان المتواصل لليوم الـ 24على التوالي على القطاع إلى اكثر من 400شخص.
وأفادت المصادر الطبية باستشهاد المواطن براء يوسف إبراهيم (19 عاما)، متأثرا بجروح أصيب بها يوم أمس الاول بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أفادت المصادر باستشهاد احمد اللوح (22 عاما) متأثر بجروحه في مستشفى شهداء الأقصى.
وذكر مراسلنا بأن المواطن الفلسطيني مجدي محمد أحمد فسيفس (32 عاما) استشهد امس بعد أن استهدفته طائرة استطلاع إسرائيلية وهو يقود دراجته في منطقة ‹معن› في مدينة خان يونس.
كما أعلنت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي عن استشهاد الصحفي سامح العريان، أحد العاملين في قناة الأقصى الفضائية متأثرا بجروحه التي كان قد اصيب بها مساء امس الاول في مجزرة سوق الشجاعية شرق غزة، والتي راح ضحيتها 18 فلسطينيا بينهم صحفيون ومسعفون وعاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية والصليب الأحمر الدولي وأطفال ونساء وشيوخ.
وكان من بين الشهداء ايضا، الصحفي رامي ريان الذي يعمل لدى الشبكة الاعلامية للصحافة، وأحد رجال الدفاع المدني، واثنين من المسعفين.
كما استشهد امس، صحفي فلسطيني متأثرا بجروح أصيب بها أمس الاول في مجزرة الشجاعية، ليرتفع بذلك عدد الشهداء من الصحفيين إلى ثمانية، منهم ثلاثة استشهدوا أمس واليوم.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخر بحالة حرجة، في غارة إسرائيلية على حي التفاح في مدينة غزة، وأصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين في المدينة في سلسلة هجمات على المدينة.
وأفاد بأن عدة مناطق في مدينة غزة تعرضت لسلسلة غارات ما أدى لإصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين بجروح مختلفة نقلوا على إثرها للمستشفيات لتلقي العلاج.
هذا واستشهد أربعة مواطنين، بينهم طفل، امس، في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة، وحي التفاح في المدينة، كما أصيب أكثر من 33 مواطنا في سلسلة هجمات على أحياء متفرقة من قطاع غزة.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها لمناطق مختلفة في قطاع غزة مستخدمة الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والزوارق الحربية.
وفي الجانب الاسرائيلي قتل 56 جنديا ما يشكل اعلى خسائر تلحق بالجيش منذ حربه ضد حزب الله في لبنان عام 2006.
واستشهد اكثر من 100 فلسطيني في قطاع غزة الاربعاء بينهم ضحايا القصف الاسرائيلي على سوق في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومدرسة الاونروا التي لجأ اليها فلسطينيون هربا من القصف.
واستشهد 17 شخصا على الاقل في القصف على السوق في الشجاعية اثناء تهدئة انسانية من اربع ساعات اعلنتها اسرائيل في اقسام أخرى من القطاع.
وجاءت ضربة السوق بعد ساعات على القصف الاسرائيلي على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) تأوي اكثر من 3300 فلسطيني هربوا من القصف، ما ادى الى مقتل 16 شخصا.
وندد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء بقصف المدرسة، وقال لدى وصوله الى سان خوسيه في كوستاريكا «تعرضت هذا الصباح مدرسة تابعة للامم المتحدة تستقبل الاف العائلات الفلسطينية لهجوم يستدعي الادانة. هذا غير مبرر، ويستوجب المحاسبة واحقاق العدالة»، كما ندد البيت الابيض بالهجوم في بيان متحفظ تجنب ذكر اسرائيل.
وجاء في بيان البيت الابيض ان «الولايات المتحدة تدين قصف مدرسة تابعة للاونروا في غزة الذي ادى الى مقتل واصابة فلسطينيين ابرياء بينهم اطفال وعاملون في وكالات الامم المتحدة الانسانية».
وفي وقت لاحق اعلن البنتاجون انه وافق على طلب اسرائيل الحصول على ذخائر اضافية لمخزونها.
وقال البنتاجون ان الجيش الاسرائيلي طلب في 20 يوليو الماضي اعادة إمداده بالذخائر بسبب انخفاض مخزوناته، مشيرا الى انه وافق على بيعه هذه الذخائر بعد ثلاثة ايام من ذلك.
وصرح المتحدث باسم البنتاجون جون كيري في بيان ان «الولايات المتحدة التزمت ضمان امن اسرائيل، وانه لامر حاسم للمصالح القومية الاميركية مساعدة اسرائيل على ان تطور وتحافظ على قدرة قوية وفعالة في مجال الدفاع عن النفس»، واضاف ان صفقة «التسلح هذه تتناسب مع هذه الاهداف».
وكانت منظمة العفو الدولية حثت الولايات المتحدة على وقف امداد اسرائيل بالاسلحة.
وقالت في عريضة وجهتها الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري «لقد آن الاوان للحكومة الاميركية لكي تعلق نقل اسلحة الى اسرائيل والسعي لفرض حظر دولي على الاسلحة الى كل اطراف النزاع».
واعلنت حماس الاربعاء انها اطلقت صواريخ على تل ابيب ومدينة عسقلان (جنوب) ردا على قصف السوق والمدرسة التابعة للاونروا. واعلن الجيش الاسرائيلي ان صاروخا سقط في منطقة تل ابيب وتم اعتراض اخرين فوق عسقلان. واشار الى سقوط 81 صاروخا في اسرائيل الاربعاء.
وفي طهران، اكد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني ان نزع «سلاح المقاومة وهم لن يتحقق» وحث حركة حماس في غزة على تكثيف عملياتها ضد اسرائيل متوعدا برد «في الوقت المناسب».
ورغم الخسائر في الارواح، تواصل اسرائيل هجومها حيث قال مسؤول اسرائيلي كبير لصحيفة هآرتس ان الدولة العبرية ليست قريبة من اعلان وقف لاطلاق النار.
وقال «حين يعرض على الطاولة وقف لاطلاق النار يلبي مطالب اسرائيل المهمة، سيتم النظر به» محذرا من ان العملية العسكرية يمكن ان يوسع نطاقها، وقال ان «الجيش سيوسع نطاق هجماته على حماس وبقية المنظمات الناشطه».
وكتب مراسل الشؤون الدفاعية في صحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان في هذا الصدد ان «اسرائيل عالقة على تخوم غزة بدون اي استراتيجية خروج وبدون اي وقف اطلاق نار يلوح في الافق».
واضاف «في غضون بضعة ايام سيكون على اسرائيل ان تقرر ما اذا كانت ستمضي بالهجوم بكامل القوة او سحب القوات».