تحت هذا العنوان كتبت صحيفة اعتماد مقالا بقلم الخبير النفطي منصور بيطرف جاء فيه: ان القرار الذي اتخذته منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في اجتماعها يوم الخميس الماضي في فيينا والذي يقضي بعدم خفض انتاج المنظمة من النفط الخام رغم انخفاض قيمته بشكل كبير في الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة يدعو الى التأمل بشأن الاسباب التي دعت المنظمة الى اتخاذ مثل هذا القرار في مثل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة والعالم.
ويعتقد الكاتب ان عدم اتفاق دول المنظمة على خفض الانتاج يعود بالدرجة الأولى الى اختلاف هذه الدول بشأن الأحداث الجارية في المنطقة والعالم على الصعيدين الاقتصادي والسياسي من جهة ووجود المنافسين الدوليين الآخرين القادرين على سد حاجة السوق العالمية من النفط في حال اقدمت أوبك على خفض انتاجها من هذه المادة من جهة أخرى، اي بمعنى آخر ان الكثير من دول الأوبك لا تعتقد بجدوى خفض الانتاج طالما كانت هناك دول اخرى من خارج المنظمة قادرة على سد النقص الحاصل عن هذا الخفض وهو ما أثبتته التجارب السابقة والتي بينت بوضوح ان اسعار النفط لا تخضع فقط لما تقرره أوبك بل تتحكم بها ايضا عوامل اخرى عديدة من بينها الكيفية التي تتعاطى بها الدول الأخرى غير العضو في أوبك وحجم الكميات التي تطرحها هذه الدول مقابل ما تطرحه أوبك في الأسواق العالمية، اضافة الى عوامل أخرى أغلبها سياسية وأمنية وهي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مستوى انتاج مختلف الدول من النفط وعلى اسعاره خصوصا في وقت اشتداد الأزمات التي قلما يخلو منها العالم لاسيما منطقة الشرق الأوسط.