طالعتنا صحيفة آرمان بمقال بقلم الخبير بالشؤون الدولية حشمت الله فلاحت بیشه جاء فيه:
النتيجة التي تم التوصل اليها الأسبوع الماضي في ختام اجتماعات فيينا بين طهران والسداسية بشأن برنامج ايران النووي والتي تضمنت تمديد أمد هذه المفاوضات حتى الأول من يوليو من العام المقبل لم تكن مرضية ولا مقنعة اذا ما قيست بالمدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها المحادثات بين الجانبين والآمال المعقودة على هذه الاجتماعات للتوصل الى اتفاق نهائي وشامل يضع حداً لهذه الأزمة باعتباره يشكل مفتاحاً لحل الكثير من الأزمات الإقليمية والدولية في نظر اغلب المراقبين والمتابعين للشأن السياسي في المنطقة والعالم.
ويعتقد الكاتب ان عدم التوصل الى اتفاق نهائي في اجتماع فيينا الأخير يعود الى عدة أسباب أهمها.. أولا: الهزيمة التي مني بها الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي ينتمي له الرئيس باراك أوباما في انتخابات الكونجرس الأخيرة والتي انعكست سلباً على قدرة الادارة الأمريكية في اتخاذ قرار حازم بشأن المفاوضات النووية مع ايران بسبب معارضة الحزب الجمهوري الأمريكي لمثل هذا التوجه لاعتقاده بضرورة مواصلة الضغط على إيران لإرغامها على التخلي عن مواصلة برنامجها النووي وعدم الاتفاق معها بشأن عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى التخصيب الذي تسعى للاستفادة منه في نشاطاتها النووية.
ويرى الكاتب ايضا في التصريحات التي اطلقها عدد من مسؤولي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن بينهم اوللي هاينون، النائب السابق لمدير الوكالة والتي شكك فيها بمدى قدرة إيران على الالتزام بتعهداتها ازاء مقررات الوكالة وطالب بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي في منشآتها النووية الأمر الذي انعكس سلباً ايضا على مجرى المباحثات بين طهران والسداسية الدولية وحال دون التوصل الى اتفاق شامل ونهائي لأزمة الملف النووي الإيراني. والسبب الآخر الذي منع من التوصل الى هذا الاتفاق حسبما يرى الكاتب يكمن في عدم رغبة بعض الأطراف في انهاء أزمة الملف النووي الإيراني وفي مقدمتها إسرائيل لاعتقادها بأن حصول مثل هذا الاتفاق سيتيح الفرصة لطهران لتقوية نفوذها في المنطقة من الناحيتين السياسية والاقتصادية وبالتالي فان عدم التوصل الى هذا الاتفاق سيمنعها من تحقيق هذا الهدف الذي يتطلب الكثير من الفرص والإمكانيات التي قد تكون غير متوفرة لإيران في الوقت الحاضر نتيجة انشغالها بأزمتها النووية مع الغرب على وجه التحديد.