محكمة أردنية تبرئ «أبو قتادة»

عمان – (رويترز) : برأت محكمة أمن الدولة الأردنية امس رجل الدين أبو قتادة الذي سلمته بريطانيا للأردن العام الماضي من تهمة التآمر لارتكاب أعمال إرهابية، لكن أبو قتادة سيظل قيد الحجز بسبب اتهامات منفصلة تتعلق بمؤامرة لمهاجمة سياح خلال احتفالات رأس السنة في الاردن عام 2000.

وأعلن القاضي أحمد القطارنة رئيس هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة براءة أبو قتادة لعدم كفاية الأدلة، وتعرضت المحكمة لانتقادات من مدافعين عن حقوق الإنسان.

وابتسم أبو قتادة الذي جلس على مقعد في قفص الاتهام وبدا عليه الارتياح خلال الجلسة التي استمرت نصف ساعة، ومثل أبو قتادة أمام المحكمة مرتديا ملابس السجن البنية ومحاطا بضباط أمن في ملابس سوداء.

وهلل أفراد في أسرة أبو قتادة عند النطق بالحكم وانهمرت دموع زوجته واقاربها‭‭ ‬‬وظلوا يهتفون “الحمد لله”.

وسبق أن حكمت محكمة أردنية على رجل الدين غيابيا بالسجن مدى الحياة للتآمر لتنفيذ هجمات على غرار هجمات تنظيم القاعدة ضد أهداف أمريكية وأهداف أخرى داخل الأردن.

وكانت جلسة امس ضمن إعادة محاكمته التي دفع خلالها المدعون بأنه كان المرشد لخلايا مسلحة في الأردن أثناء وجوده في بريطانيا وقدم لها الدعم المعنوي والمادي لشن حملة عنف في أواخر التسعينيات.

لكن المحكمة أسقطت امس اتهامات التآمر وأرجأت جلستها للنظر في الاتهامات الخاصة بمخطط هجمات رأس السنة إلى السابع من سبتمبر، وقال غازي الذنيبات محامي الدفاع عن أبو قتادة إنه يتمنى أن يصدر حكم مماثل في القضية الثانية.

وقال لرويترز إن موكله قضى فترة طويلة جدا في السجن وإنه يتمنى أن ينهي الحكم المقبل محنته ويسمح له بممارسة حياة طبيعية مع أسرته.

وفي ديسمبر دعا محامي أبو قتادة إلى الافراج عن موكله قائلا ان حقوقه انتهكت بسبب وجود قاض عسكري في المحكمة وبسبب الاعتماد على أدلة انتزعت تحت التعذيب من متهمين آخرين.

وربط قاض اسباني بين زعيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن وأبو قتادة، ودخل أبو قتادة السجن أكثر من مرة في بريطانيا منذ اعتقاله للمرة الأولى عام 2001، وجرى ترحيله إلى الأردن في يوليو العام الماضي.

ويقول مسؤولو أمن أردنيون وخبراء في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة إن كتابات أبو قتادة الفكرية أثرت في الكثير من الشبان المرتبطين بتنظيم القاعدة.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحفيين امس إن أبو قتادة “هو رجل اعتبرته المحاكم البريطانية يمثل خطرا على الأمن القومي ولن يعود”، وأضاف “لن يسمح له بدخول المملكة المتحدة أبدا، جرى ترحيله لأجل غير مسمى”.

واستغل أبو قتادة بعض جلسات المحاكمة لإبدء دعمه لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في خلافه مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر على أراض في العراق وسوريا هذا الشهر.