الجيش الأوكراني يصد هجومين للمتمردين -
كييف-أ ف ب):اتهمت أوكرانيا روسيا أمس بشن حملة دعائية لتبرير “عدوانها” في الشرق الذي يشهد تمردا انفصاليا مواليا لروسيا ونسف شرعية الرئيس الجديد الموالي للغرب بيترو بوروشنكو.
وفي اعقاب المعارك الدامية في بداية الأسبوع الماضي في مطار دونيتسك الدولي، تتزايد الصدامات بين المتمردين والقوات الموالية في المنطقة حيث فقد اثر فريقين من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وفي المطار نفسه، أعلن الجيش الأوكراني انه صد هجومين للمتمردين صباح أمس من دون ان يتكبد خسائر في صفوفه.
ونقلت وكالة انترفاكس أوكرانيا عن قيادي انفصالي سقوط ستة قتلى في صفوف المتمردين من دون التمكن من تأكيد هذه الحصيلة.
وتنتقد موسكو عملية “عقابية” تقوم بها كييف وتدعو الى وقف العمليات العسكرية تمهيدا لاجراء حوار مع الانفصاليين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني اندريي دشتشيتسا ان “الكرملين يواصل اصدار بيانات انفعالية واختلاق معلومات بهدف دعم العدوان الروسي”.
واضاف في مقالة نشرتها صحيفة كييف بوست ان “الحملة الإعلامية الكثيفة التي قام بها الكرملين في الأيام الأخيرة ضد عملية التصدي للإرهاب عبر خطاب مزدوج ومعلومات خاطئة، تؤكد امرا واحدا: انها الفرصة الأخيرة لروسيا لمحاولة التأثير على الرأي العام الدولي”.
وكثف فلاديمير بوتين في الأيام الأخيرة اتصالاته الهاتفية مع عدد من الزعماء الغربيين، ولا سيما نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة لحضهم على اقناع كييف بوقف هجومها في الشرق.
واتهمت موسكو أمس الأول الجيش الأوكراني بانتهاك اتفاقية جنيف 1949 حول حماية المدنيين من خلال استخدام وسائلها العسكرية “عمدا” ضد السكان، وعرضت “مساعدة انسانية” في الشرق، مشيرة الى انها تلقت نداءات لطلب المساعدة.
وقال دشتشيتسا ان “تقديم أسلحة من جهة وادوية من جهة أخرى أمر أقل ما يقال فيه انه ينطوي على تناقض”.
وإذا كان الحلف الأطلسي قد اعتبر حتى الآن ان روسيا سحبت ثلثي قواتها من الحدود الأوكرانية، تندد كييف بوجود مواطنين روس بين المتمردين، مشيرة الى ان أسلحتهم، بما فيها الثقيلة، روسية. واعربت واشنطن من جهة اخرى عن قلقها من وصول مسلحين من جمهورية الشيشان التي تقطنها أكثرية مسلمة في القوقاز الروسي.
وندد السفير الأمريكي في أوكرانيا جيفري بيات “وجود مقاتلين أجانب في دونباس. نحن واثقون من انهم اتوا من روسيا”، لافتا الى أدلة على ان كميات كبيرة من العتاد العسكري تعبر الحدود”.
واضاف في تصريح لصحيفة دزيركالو تينيا “من الصعوبة بمكان ان تنفي روسيا هذا الأمر، حين نرى مقاتلين شيشانيين موجودين في شرق اوكرانيا يجرون مقابلات مع الصحافة من غرف الفنادق” التي ينزلون فيها.
واعلن الانفصاليون انفسهم ان أكثرية القتلى الأربعين في معارك مطار دونيتسك من الجنسية الروسية. وقال وزير الخارجية الأوكراني ان روسيا تسعى الى نسف شرعية بيترو بوروشنكو الذي انتخب من الدورة الأولى في 25 مايو الماضي. وسيلتقي الملياردير الموالي للغرب الرئيس الاميركي باراك اوباما في بولندا الاربعاء في الرابع من يونيو الحالي قبل ان يشارك في احتفالات ذكرى الانزال في فرنسا في السادس من يونيوالحالي في حضور بوتين، ثم يتسلم مهام منصبه في اليوم التالي.
وإذا كان بوروشنكو اكد رغبته في اجراء حوار مع موسكو، فقد وعد أيضا باستخدام اقسى درجات التشدد مع الانفصاليين.
وزادت كييف من حدة هجومها في الشرق الذي أسفر عن أكثر من 200 قتيل هم من الجنود والانفصاليين والمدنيين، منذ بدء الحملة في 13 أبريل.
واكدت السلطات الأوكرانية انها كسبت مناطق من الانفصاليين، لكن المعارك عديدة وتزداد عنفا وعمت الفوضى قسما كبيرا من المنطقة، منها العاصمة دونيتسك.
وفقدت منظمة الأمن والتعاون في اورويا الاتصال مع اثنين من فرقها المنتشرة في المنطقة لبسط الامن. الاول منذ الاثنين في منطقة دونيتسك والآخر منذ الاثنين الماضي في منطقة لوغانسك، أي ثمانية مراقبين بالاجمال.
واضافة الى المواجهات في مطار دونيتسك، لفت حرس الحدود الى اصابة ثلاثة منهم في هجوم شنه المتمردون على احدى وحداتهم في منطقة لوغانسك. ومن المقرر اجراء مناقشات جديدة الاثنين المقبل في بروكسل حول السعر الذي شهد مستوى لا مثيل له في أوروبا منذ وصول السلطات الموالية للغرب الى السلطة، وتؤكد السلطات الأوكرانية عدم القبول به. وأمس، حذر نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف من ان كييف قد تخسر السوق الروسية في حال لم تبادر الى تسديد ما تبقى من ثمن طلبيات الاسلحة والمعدات العسكرية الروسية.