انخفاض سعر الخلاص في طناء المرحلة الثانية بالحمراء -
الحمراء – عبدالله بن محمد العبري -
شهدت المرحلة الثانية من الطناء بالحمراء انخفاضا كبيرا في الأسعار بصورة غير متوقعة, وتخصص هذه المرحلة لطناء الخلاص والخنيزي والحنظل وقش الطبق والأنواع الأخرى التي تبدأ القيظ معها حيث انخفض سعر الخلاص بأكثر من 50% ليصل إلى أقل من ثلاثين ريالا أما الخنيزي وقش الطبق والتي تدنت أسعارهما كثيرا لتصل في المتوسط الى عشرة ريالات عمانية وهذا ما أفرزته المرحلة الثانية.
“ الاقتصادي “ تابع سير طناء المرحلة الثانية نظرا لأهميتها بالنسبة للمزارع والمستطني حيث يقول موسى بن عبيد العبري نأتي إلى الطناء كل يوم منذ أن بدأت هذه المرحلة والمخصصة لطناء الخلاص والخنيزي وغيرها نظرا لأهميتها في استطناء عدد من أنواع النخيل والتركيز على الخلاص حيث نقوم بجني الثمار كرطب نستخدمه كغذاء في فترة القيظ ومنه ما نتركه حتى يستوي تمرا ثم نقوم بجداده وتتميره أما ما يتبقى من الرطب فنقوم بتجفيفه لنستخدمه خلال فترة الشتاء وبعض الأنواع نأخذها لنستخدم ثمارها كعلف للمواشي ونرقب يوميا الأسعار حتى آخر المرحلة وعندما نجد الفرصة في سعر قليل نستطني حتى نجمع أكبر عدد من النخيل تغطي ثمارها حاجتنا من الرطب والتمر على مدار العام .
انخفاض الأسعار في آخر المرحلة
وحول سبب انخفاض الأسعار في هذه المرحلة يقول موسى العبري هناك عدة أسباب أدت إلى انخفاض الأسعار أولها عزوف الشباب عن مزاولة العمل الزراعي وتحكم الأيدي العاملة الوافدة في هذا المجال حيث يكتفي الأغلبية من الشباب بزراعة عدد قليل من النخيل في فناء منزلهم قد يكفيهم ثمارها كرطب في وقت القيظ والتمر يقومون بشرائه من الأسواق وكذلك ارتباط أغلبية الشباب في العمل خارج الولاية والنخلة تحتاج إلى متابعة مستمرة لجني ثمارها لأن هذا الموسم يسمى موسم الحصاد والسبب الآخر لانخفاض الأسعار تركيز المزارعين على زراعة الخلاص مما زاد العرض على الطلب ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع أسعار طناء النغال حيث أصبح المزارعون لا يهتمون بزراعته فقل عدده وارتفع سعره وكذلك الفرض فقد زاد عليه الطلب وهناك سبب آخر وهو عدم الإقبال على الطناء من خارج الولاية كما كان عليه في الأعوام الماضية
الاستعجال سبب الارتفاع في الأسعار
أما سعود بن سيف الصبحي فيقول من خلال متابعتنا لسير طناء المراحل الثلاث والتي اعتادت هذه الولاية على إقامتها وهي عادة تقليدية عريقة تقام كل مرحلة مع قرب استواء ثمار كل نوع حيث لا يتم طناء النخلة إلا قرب نضج ثمارها فنخلة النغال مثلا لا بد أن تكون ثمارها صفراء وهكذا في الأنواع الأخرى وحيث أن المرحلة الثانية تركز على أنواع الخلاص والذي يحبذه الجميع سواء كرطب أو تمر فقد يهتم البعض باستطناء الخلاص من أجل المتاجرة بالتمر فنجدهم يهتمون بالثمار فيتركونها حتى تستوي تمرا ثم يقومون بجدادها وتجفيف الثمار ومن ثم تنقيتها وتعليبها في أوعية بلاستيكية ويتم بيعها على مدار العام ويكون تمر الخلاص أكثر إقبالا وهذا ما جعل ارتفاع أسعاره في المرحلة الأولى والتي كانت في الواحات الزراعية وكان سبب ارتفاع الأسعار في تلك المرحلة هو الاستعجال والبعض يستطني من المالك مباشرة فيتحكم بالسعر كما يشاء لكن الطناء هو الفيصل بين الطاني والمستطني وهذا ما أفرزته هذه المرحلة حيث لم يتعد سعر الخلاص الثلاثين ريالا بينما وصل في المرحلة الأولى إلى ما دون المائة ريال ولم يكن من المتوقع أن يتدنى سعر الخلاص إلى هذا المستوى إلى جانب العامل الآخر وهو الأفراد الذين يأتون للاستطناء من المناطق الجبلية فهم عادة ما يأتون مع بداية الطناء ويأخذون كفايتهم نظرا لبعد المسافة عن مركز الولاية ومن الملاحظ أن ارتفاع الأسعار في المرحلة الأولى وانخفاضها في آخر المرحلة الثانية يتكرر كل عام .
حصيلة السمسرة لا ترقى لما نواجهه من متاعب
وعن سماسرة الطناء يقول سعيد بن مسعود العبري عادة الطناء يجب المحافظة عليها فهي إرث خلفه الأجداد والآباء ونحن نواصل هذه العادة إلا أن متاعبها كثيرة وعندما تكون أسعار الطناء منخفضة كما شهدته هذه المرحلة فإن المردود المادي لا يرقى وحجم المتاعب التي نواجهها فنحن والقادمون للاستطناء ننتقل من مزرعة إلى أخرى بطول وعرض الولاية مشيا على الأقدام حتى نقوم بطناء كافة أنواع النخيل المعروضة للطناء ولم يكن هناك فرق في المدة هذا العام بين المرحلة الأولى والثانية بل كانت بينهما أيام فقط نظرا لقدوم شهر رمضان الفضيل حيث قمنا بتأجيل طناء المرحلة الثالثة إلى ما بعد الشهر المبارك .