واقع اليمن المعاصر فـي رواية «ابنة سوسلوف»

في روايته الصادرة حديثاً عن «دار الساقي» في بيروت، تحت عنوان «ابنة سوسلوف»، يخوض الكاتب والروائي اليمني حبيب عبد الرب سروري في واقع اليمن المعاصر، وتاريخ عدن وهي تتحوّل إلى مدينة مقهورة منقّبة، بعد أن كان لها من اسم الجنّة نصيب. وبلغته الشاعريّة، يكشف عن حياة بائسة يلفّها الفقر والجهل والاستبداد والتيه، عن أزمة وجود وأزمة حياة وأزمة اجتماعية، فيرسم بريشته المبدعة هامشاً اجتماعياً ضائعاً على محيط حياة صاخبة في عالم مستغرق في غناه ولهوه ومصالحه واهتماماته، يتواجه فيه الفقر الفادح والغنى الفاحش، وبينهما أوهام وأيديولوجيات وحروب ومناهج قاتلة ومباهج صغيرة منتزعة من أنياب حياة قاسية.

الرواية التي تنتمي الى عالم القرن الواحد والعشرين، من حيث مسرح أغلب أحداثها وفضاء انفعالاتها، تحكي قصة «عمران»، الرجل الذي تموت زوجته في تفجير إرهابي في فرنسا ليمتزج دمها بأقلام الرصاص التي حملتها له كهدية، فيعود إلى اليمن الذي اتحد شماله بجنوبه وانتشرت فيه السلفيّة الدينيّة حتى وصلت الى عدن، مدينة صباه. وتتناول الرواية الأحداث المتسارعة في اليمن، إبان ما أُطلِق عليها اسم «الربيع العربي».