نحو توظيف آيات كتاب الله !

علي بن راشد المطاعني -

يقوم المسجد بدور حيوي في تقويم سلوكيات الناس وممارساتهم الخاطئة في حياتهم اليومية، والصلاة في المساجد احدى ادوات هذا التقويم السلوكي لدى البشر، خاصة هذه الايام التي تزداد فيها الممارسات والاساليب غير اللائقة، فالصلاة متى تم توظيفها من الائمة بإصلاح السلوكيات الراهنة في المجتمع اسهم ذلك في معالجتها، وذلك بقراءة بالآيات الكريمة الحاثة على الاخلاقيات الحميدة والنواهي لمعالجة السلوكيات الخاطئة، فالائمة عليهم مسؤولية كبيرة في توظيف كتاب الله فيما يصلح المجتمع ويداوي داءه ويصلح شأنه، ويحث على الامر بالمعروف وينهى عن المنكر ، الامر الذي نرى من الاهمية التركيز عليه في الصلوات بمساجدنا، والاستفادة القصوى من كتاب الله في معالجة الاعوجاج الذي يطرأ على حياتنا.

ان القران الكريم كتاب الله عزوجل فيه الكثير من الآيات التي تحث على الاخلاقيات الحميدة وتدعو إلى الالفة والتحاب وعدم السخرية وتنابز بالالقاب والبر الوالدين والتعاون بين الناس وغيرها من الامور التي يجب ان نكررها في صلواتنا الخمس إلى ان نصلح الامور في المجتمع والتذكير بهذه المكارم الطيبة التي حث عليها الدين الاسلامي الحنيف والسيرة النبوية الشريفة، فلا بد من توظيف آيات القران الكريم توظيفا صحيحا في معالجة المجتمع وما يشهده من متغيرات ايجابية وسلبية، وعلى الأئمة ان يعالجوا ما يدور في محيطهم من ممارسات وسلوكيات غيرها ويصلحوها من خلال قراءتهم لآيات تنهى عن هذه الامور ولابأس من اعادة قراءتها مرات في الصلوات إلى ان يكف البعض عن ممارستها وتصلح احوال ذلك المجتمع، وهكذا تعالج الامور ويوظف القران الكريم في اصلاح الفرد والمجتمع.

فعلى سبيل المثال في الوقت الذي تزداد فيه السخرية وتنابز بالالقاب يجب على الائمة التذكير بالاية الكريمة « يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خير منهن ، ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بس الاسم الفسوق بعد الايمان « وغيرها من الايات التي تأتي في السياق نفسه ، وكذلك في زمن تزداد فيه الاشاعات من الاهمية تذكير الناس بقول الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين « وهكذا نرى اننا بحاجة ان يوظف الائمة هذه الايات وغيرها الدالة على الخير والاخلاق الحميدة في الصلوات الخمس ولا ضير من تكرار قراءتها وغيرها مما ورد في كتاب مادامت قد تعالج مشكلة في المجتمع وتحث على فعل شيء حميد.

ان القران الكريم به 114 سورة وحافلة بالاخلاق والاداب والمحاسن والماثر والمثل التي يجب ان نوظفها بشكل صحيح في معالجة ما يئن منه مجتمعنا.

ان للمسجد دورا كبيرا يجب ان ننهض به ليس الصلوات فقط وانما كمدرسة لحياتنا اليومية وتهذيب النفوس وغرس القيم الحميدة الدالة على الاعمال الحسنة ولعل معالجة ما علق بالمجتمع من شوائب يجب ان يتصدى لها المسجد والائمة بالتحديد بمعالجتها من خلال الصلوات والخطب التي يجب ان تلامس الواقع، ففي القران كل شيء يمت بحياتنا اليومية وشامل كل ما يتصل بامورنا وفيه كل ما نحتاجه، علينا فقط توظيف ما يكتنزه توظيفا صحيحا.

بالطبع هناك بعض الائمة من يفطن لبعض الممارسات المجتمعية ويذكر من خلال قراءته للآيات بخطورتها والنهي عنها، ولكن في الاغلب لا نلحظ تلك الحيطة من الكثير من الائمة لما يحيط بمجتمعهم ومعالجته من خلال الصلوات.