خطوط حمراء – احصائيات مذهلة

احمد بن سالم الفلاحي -

Dreemlife11@yahoo.com -

كشفت احصائية حديثة بثتها احدى القنوات الفضائية مع بداية هذا الشهر الفضيل ان الاسرة العربية تزيد نفقاتها في شهررمضان المبارك بما يزيد عن (50%) عن بقية انفاقها في الاشهرالأخرى، وعزا التقريرالذي تحدث عن هذا الجانب الى سبب ذلك هو تأثير قيم المجتمع على سلوكيات الناس في هذا الشهر، الذي يفترض فيه ان يلجأ الناس الى التقليل من الاستهلاك، وترشيد الانفاق، وقد جاءت صنف الحلويات في المرتبة الأولي في صورهذا الانفاق تلاها اللحوم، ومن ثم بقية المواد بما فيها المكسرات على وجه الخصوص، وقد وصل انفاق الاسرفي بعض الدول – دون تسميتها – الى (15) مليار من عملة تلك الدولة، متجاوزة الاسرة العربية بذلك البعد الاقتصادي، لأنه وكما اوضح التقرير الى ان اغلب الاسرفي الدول العربية لا تخطط لميزانية محددة لهذا الشهر، وانما تنفق هكذا كما يكون عليه الحال، متساوية هذه الاسرفي هذا الجانب في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء.

بينما تدعو فريضة الصيام إلى الاحساس بمعاناة الفقراء، وجس نبض الاغنياء في بذل المال لسد عوز الفقراء، وسد حاجياتهم الاساسية، وكان يفترض ان لا وسيلة محفزة اكثر من الدخول في تجربة الصيام، ولكن الحال كما يبدو غير ذلك تماما، فما تدعو اليه العبادات بشكل عام شيء، وما يؤمن به الناس شيئا آخر، وتظل جل الممارسات التعبدية تتخذ شكلا في الممارسة فقط، ولا تصل الى روح العبادة الحقة، وما تدعو اليه من تحفييز الجوانب الانسانية في حياة الناس بشكل عام، وستظل الاستثناءات في جوانب الانفاق والبذل باقية كما هي، بوجود هذه العبادة وبغير هذه العبادة للاسف الشديد.

ما زلنا نعاني حقيقة من شكلية الممارسات المختلفة، سواء تعبدية، او وظيفية، اوحتى في حياتنا العامة، ننحاز دائما نحو الشكل، ونبتعد كثيرا عن المضمون، ولذلك لن تحرك فينا جل الممارسات التعبدية اي حافز معنوي، الا من رحم الله، ولذلك تأتي المناسبات الدينية على وجه الخصوص، كشهر رمضان مثلا، دون ان تغيرمسارتأثيرالعبادة على سلوكياتنا في الحياة العامة، ولذلك نصوم عشرات السنين، وتظل ممارساتنا كما هي بصوابها مرة، وبخطئها مرات، والقافلة تسير، كما هو معلوم بالضرورة، نسأل الله تعالى العفو والعافية، والمعافاة في الدنيا والآخرة.