الجيش الإسرائيلي ماضٍ في عملياته العسكرية للوصول إلى الخاطفين

شهيد برصاص الاحتلال في مخيم جنين -


رام الله – عمان – نظير فالح: ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي وبعد إعلانه العثور على جثث المستوطنين الثلاثة المفقودين في منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد عمليات بحث استمرت لأكثر من أسبوعين، يعتزم تركيز عملياته العسكرية الآن للكشف عن هوية الخاطفين منفذي العملية.

ونقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في عددها الصادر أمس ،عن قائد “المنطقة الوسطى” في الجيش الإسرائيلي، نتسان ألون، قوله “مهمتنا لم تنته بعد، فالآلاف من الجنود وكبار الضابط مستمرون في عملية البحث عن الخاطفين، ولن نهدأ حتى نكمل المهمة وهي القضاء على نشطاء حماس الذين يقفون وراء تنفيذ العملية”، كما قال.

وذكر ألون، أن جهاز الأمن العام “الشاباك” يعمل جاهداً في مطاردة نشطاء حركة “حماس” وجمع معلومات استخباراتية تسهّل عملية تعقب أثر المختطفين.

من جانبه، أضاف مسؤول أمني إسرائيلي “إن الضغط العسكري الإسرائيلي الميداني منع الخاطفين من الاحتفاظ بالمختطفين وبالتالي حرمهم من صفقة تبادل مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين”.

وزعم المسؤول الإسرائيلي، أن أمن الاحتلال لديه معلومات كثيرة من شأنها أن تؤدي إلى إلقاء القبض على الخاطفين، غير أن “القضية مسألة وقت ليس إلا”، على حد زعمه.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينيت”، تبنى عقب اجتماعه الليلة الماضية توصيات الجيش للرد على مقتل المستوطنين الإسرائيليين، وتضمنت ضرب أهداف في قطاع غزة وهدم منازل المشتبه بوقوفهم وراء العملية.

وقالت تقارير إعلامية إسرائيلية، إن سجالاً حاداً نشب بين أعضاء “الكابينيت” حول طبيعة الردود، وتقرر في نهاية الاجتماع شنّ غارات ضد مواقع في قطاع غزة، وهو ما نفذه جيش الاحتلال الليلة الماضية، حيث قصف 34 موقعاً على الأقل في مختلف أنحاء القطاع. ومن المتوقع أن يعقد نتانياهو اجتماعا آخر للمجلس المصغّر لمواصلة النقاش حول طبيعة الردود الإسرائيلية على عملية قتل المستوطنين الثلاثة، حيث أشارت مصادر عبرية إلى أن “الكابينيت” وقف على نقطة مفصلية في النقاش ما بين توجيه ضربة عسكرية واسعة ضد حركة “حماس” في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تنفيذ عمليات عسكرية محدّدة ضدها ودون الدخول في مواجهة عسكرية واسعة.

وفي ذات السياق يبدو أن قرار شن حرب على قطاع غزة بهدف توجيه ضربة موجعة لفصائل المقاومة الفلسطينية وتعزيز قدرة الردع الإسرائيلية بات محسوما، لكن لم يتضح حجم هذا العدوان، وتوقيته، لكن يؤكد المعلق العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن العد التنازلي لهذه الحرب قد بدأ فعلا ويتم الإعداد لها على المستوى الدعائي والعسكري.

ويدعو فيشمان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عدم التعجل في شن الحرب، ودعاه إلى التريث وفحص القدرة العسكرية للجيش وبنك الأهداف وجودتها، وإبلاغ الأمريكيين والأوروبيين، قبل إصدار الأوامر ببدئها.

ويحذر فيشمان من حرب متعجلة لا تحقق نتائجها وبدل أن تحقق الردع لإسرائيل- تؤدي إلى تعزيز قوة حماس واكتساب تعاطف دولي،على حد تعبيره.

ويضيف فيشمان: إن إسرائيل تمضي بإرادتها إلى جولة عنف واسعة مع حماس في قطاع غزة. وإنها بدأت فعلا في تهيئة الأجواء لها وتبريرها قبل الكشف عن جثث المختطفين، مشيرا إلى أن “رؤساء مجالس المستوطنات في محيط غزة دعوا الجيش إلى العمل، فيما بدأ الجيش في نشر عدد الصواريخ التي سقطت في الشهر الأخير واليوم الأخير والساعات الأخيرة”، مضيفا: “هكذا يعدون الرأي العام ويسخنون الأجواء – وبالتوازي يعدون الخطط العسكرية”. وأضاف فيشمان أن العد التنازلي للهجوم على غزة بدأ فعليا بعد يومين من عملية الاختطاف. وبالتحديد حينما اتخذ “الكابينيت” قرارا بقبول توصيات المنظومة الأمنية التي دعت إلى انتهاز الفرصة لتوسيع العمليات لتشمل أيضا حملة لقمع حماس”.

ويبرر فيشمان الحرب على غزة بالقول: “في تلك المرحلة كان ينبغي أن يكون واضحا للوزراء بأن العنوان الحقيقي لإضعاف حماس هي ليست بالضفة بل في غزة”.

مضيفا: “ لا شك أن تنظيم حماس يقف خلف قتل الفتيان الثلاثة، والحديث عن خلية محلية عملت من تلقاء نفسها بدون تنسيق مع مسؤولين كبار في حماس الخارج – تعبر عن موقف سياسي لكن لا تعبر عن الواقع الاستخباري.

ويتابع: “يعمل الجهاز العسكري لحماس في الضفة بشكل شبيه لعمل خلايا تنظيم القاعدة، إذ لديه القدرة على العمل في إطار خلايا متباعدة دون أن تأخذ تعليمات من الخارج، بل تنتهز أي فرصة عملانية لتنفيذ عملية. فالقيادة تحدد السياسات العليا وتقدم الدعم بواسطة شبكة ومنظمات المجتمع مدني”.

ويقول فيشمان إن الخلية التي نفذت هذه العملية عملت بنفس النمط، والمسؤولية في نهاية المطاف تقع على عاتق حركة حماس، على حد قوله.

يشار إلى أن الاحتلال اتهم حماس يوم أمس بأنها كانت خلف إطلاق صواريخ “جراد”، وهذا أول اتهام منذ نهاية حرب نهاية عام 2011.

من جهة أخرى كشفت مصادر إعلامية إسرائيلية النقاب عن أن عشرات المستوطنين أقاموا الليلة الماضية نقطة استيطانية في منطقة E1 الواقعة بين شرقي القدس المحتلة ومستوطنة “معاليه أدوميم”، والتي تعتبر إحدى أكثر النقاط حساسية على طريق القدس أريحا.

وذكرت صحيفة “هآرتس” على موقعها الالكتروني، أمس الثلاثاء، أن المستوطنين نصبوا عدة خيام في المكان، كردة فعل على مقتل المستوطنين الثلاثة المختطفين.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومات الاحتلال تمتنع عن تنفيذ مخططات استيطانية في هذه المنطقة بسبب ضغوط دولية، إذ إن البناء في هذه المنطقة سيقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها وسيغلق الباب بشكل كامل أمام احتمال قيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي في الضفة الغربية.


من جهة اخرى استشهد الشاب يوسف إبراهيم أبو زاغة (20عاماً) خلال مواجهات اندلعت في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، فجر امس ، عقب اقتحام قوات الاحتلال للمخيم واعتقال ثلاثة مواطنين فلسطينيين .

واقتحمت قوات الاحتلال المخيم وداهمت عدة منازل للمواطنين اندلعت على إثر ذلك مواجهات مع الشبان ارتقى خلالها الشاب أبو زاغة برصاص الاحتلال.

واعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة شبان خلال عملية الاقتحام هم: يوسف شبراوي وزين النورسي وأحمد الدمج.

وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية،اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي،المواطنين هاني عبد الكريم الصغير ويحيى زكريا ناصر الدين بعد تفتيش منزليهما والعبث بمحتوياتها.

وأكدت مصادر فلسطينية أن الشاب أبو زاغة تعرض لعملية إعدام بدم بارد هل يد قوة مستعربة. ونقلت مصادر أمنية وشهود عيان أن وحدات مستعربة تسللت إلى مخيم جنين وهي تستقل مركبة تحمل لوحة فلسطينية، وأطلقت الرصاص باتجاه الشاب أبو زاغة الذي كان عائدا إلى منزله بعد إحضار طعام السحور لأسرته مع موعد أذان الفجر الأول في شارع العودة بمخيم جنين، ما أدى إلى استشهاده على الفور.

وبينت هذه المصادر أن مواجهات اندلعت إثر ذلك بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم ومدينة جنين بقوات كبيرة من كافة الجهات أدت إلى إصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق.