العمانية – تتنوع المصادر المائية في السلطنة بين الأفلاج والآبار والعيون والسدود والمياه الغيلية بالأودية ومياه البحار وغيرها، ومنها ما يكون دائم الجريان طوال العام ومنها ما هو موسمي وتعد المصادر المائية الموجودة في السلطنة وجهات سياحية أو علاجية بالإضافة إلى استخدامها في الزراعة والصناعة والإنشاء وغيرها.
وتعد مياه عين المنزف الكبريتية بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة إحدى العيون الكبريتية المنتشرة أسفل جبال الحجر الغربي بمحافظة جنوب الباطنة، ومثلها فلج الصبيخة بقرية اللاجال بولاية وادي المعاول وعين الثوارة وعين السخنة بوادي الأبيض بولاية نخل وعين الحوّيت بوادي بني عوف بولاية الرستاق.
وتتميز (عين المنزف) والتي تسمى أيضا (عين الشلي) بولاية وادي المعاول بقرب مكانها وسهولة الوصول إليها بالسيارات الصغيرة أو مشيا على الأقدام من وسط الولاية.
تقع عين المنزف/ الشلي بوادي جحيفات غرب ولاية وادي المعاول الذي يمر بقرية السفالة الأثرية وقرية الشلي وغيرهما ثم يعبر الوادي شمالا باتجاه الطريق المؤدي إلى قرية الأبيض التابعة لولاية نخل، ويواصل طريقه ليمر على قرية العريق غرب قرية حبرا.
وتعرف عين المنزف باسم عين الشلي وعين السفالة لدى بعض الأهالي نظرا لوقوع تلك القرى بالقرب منها، وتتميز العين بالمياه الكبريتية التي يزورها الأهالي وبعض السياح لعلاج بعض الأمراض الجلدية كالحبوب والبثور والحساسية وغيرها عن طريق الاستحمام والغسيل من مياهها حيث تنتشر بها مجموعة من الحفر الصغيرة على شكل أحواض تتجمع فيها المياه الكبريتية ثم تنساب في الوادي.
وتقل مياه عين المنزف كثيراً في فترة الصيف لقلة الأمطار وازدياد درجات الحرارة وقد تصل المياه إلى الشارع الرئيسي بعد الأمطار الشتوية، كما يوجد شرق العين مسجد قديم وتنتشر المزارع على ضفاف الوادي.
يقول الشيخ صالح بن سعود المعولي: عين المنزف أو الشلي بوادي جحيفات قديمة وتعرف من ماضي الأزمان هكذا وجدناها وسمعنا عنها من أجدادنا، ولا تزال المزارع تنتشر على ضفاف ذلك الوادي أغلبها من النخيل وبعض الأعلاف والحمضيات وغيرها، وقد بنى الأجداد الأولون حول العين جدارا من الصاروج العماني لا تزال آثاره شاهدة ليومنا هذا وقد بقي منه جزء قليل.
من جانبه يقول المكرم الشيخ حمد بن خالد المعولي عضو مجلس الدولة: تعد العين من المعالم السياحية بالولاية وقد قسم الأجداد قديما مياهها بنظام دقيق لري المزروعات وما زالت الآثار الزراعية من الجانب الغربي لوادي جحيفات شاهدة على ذلك، بينما لا تزال الزراعة نشطة في الجانب الشرقي من الوادي وفي باقي الولاية لوجود الافلاج الأخرى والآبار التي تروي هذه المزروعات لتشكل واحات خضراء تسر وتبهج النفس.