أستراليا تقلص العلاقات مع بانكوك -
كانبيرا-بانكوك-(رويترز):انتشرت قوات الجيش والشرطة التايلاندية في وسط العاصمة بانكوك أمس لاستباق احتجاجات على انقلاب نفذه الجيش يوم 22 مايو الماضي وذلك بعدما أعلن قائد الجيش أن العودة للديمقراطية ستستغرق أكثر من عام. وقال الجنرال برايوت تشان أوتشا في كلمة نقلها التلفزيون في وقت متأخر من أمس الجمعة إن الجيش سيحتاج إلى وقت للمصالحة بين القوى السياسية المتناحرة ولإدارة الإصلاحات.
وناشد برايوت الذي أطاح بحكومة رئيسة الوزراء ينجلوك شيناواترا بعد شهور من احتجاجات شابها العنف احيانا حلفاء تايلاند الدوليين التحلي بالصبر بعدما أعلن عن خطته لإصلاح البلد الواقع في جنوب شرق اسيا.
لكن الحكومات الأجنبية ردت بزيادة الضغط على المجلس العسكري الحاكم حتى يدعو إلى إجراء انتخابات بسرعة.
وفي منتدى دفاعي بسنغافورة حث وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل القوات المسلحة التايلاندية أمس على الإفراج عن المعتقلين وإنهاء الرقابة و”التحرك على الفور لاعادة السلطة إلى شعب تايلاند عبر انتخابات حرة ونزيهة.”
لكن أستراليا خفضت علاقاتها مع الجيش التايلاندي أمس وأصدرت قرارات بمنع قادة الانقلاب من دخول أراضيها. وقال برايوت في كلمته أمس الجمعة “نتفهم أننا نعيش في عالم ديمقراطي. كل ما نطلبه هو منحنا الوقت لنقوم بالاصلاح.. نعتقد أنكم ستفضلون مملكتنا على نظام ديمقراطي معيب.” وفرضت اجراءات أمنية مشددة حول نصب النصر التذكاري الذي نظمت أمامه احتجاجات الأسبوع الماضي. وأغلقت السلطات محطة السكك الحديدية وخفضت عدد المارة في الشوارع والطرقات.
واعتقل شخص وفر آخر عندما أحبطت الشرطة محاولتهما لتنظيم احتجاج في مركز للتسوق بوسط بانكوك. وحمل أحد الرجلين لافتة كتب عليها “الانتخابات فقط” لمدة أقل من دقيقة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه. وجلست ثلاث نساء على سلم أحد مطاعم سلسلة مكدونالدز وأنشدن أغنية تطالب بالعودة إلى الديمقراطية.
وهتفت إحداهن في وجه الشرطة قائلة “نحن ثلاثة فقط ولسنا خمسة” في إشارة إلى حظر تجمع خمسة أشخاص فأكثر في تايلاند.
ورغم الأحكام العرفية وحظر التجمعات تنظم احتجاجات صغيرة على الانقلاب شبه يوميا في بانكوك لكن لم تقع أعمال عنف خطيرة. ويقول نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنهم سينظمون تعبيرا كبيرا عن المعارضة مطلع هذا الأسبوع للضغط في سبيل استعادة الديمقراطية. وحدد برايوت عملية من ثلاث مراحل تبدأ بالمصالحة التي قال إنها ستستغرق ثلاثة اشهر ثم يبدأ العمل على صياغة دستور مؤقت وتنصيب رئيس وزراء مؤقت وتشكيل حكومة في المرحلة الثانية ثم تجرى الانتخابات في المرحلة الثالثة والأخيرة.
إلى ذلك قلصت استراليا علاقاتها مع تايلاند أمس في أعقاب الانقلاب العسكري الذي وقع الشهر الحالي وفرضت حظر سفر على زعماء المجلس العسكري وقطعت التعاون الدفاعي في بعض من أعنف الاجراءات العقابية التي تتخذها حكومة أجنبية.
وكانت الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أدانت الانقلاب العسكري الذي وقع في تايلاند في 22 مايو الماضي ودعت إلى عودة سريعة إلى الديمقراطية.
وقالت الحكومة الاسترالية إنها ارجأت ثلاث فعاليات مع الجيش التايلاندي وستحظر سفر قادة الانقلاب إلى استراليا إذ لديها “قلق كبير” إزاء تحركات الجيش في تايلاند. وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب ووزير الدفاع ديفيد جونستون في بيان مشترك “استراليا ستخفف تعاملاتها مع الجيش التايلاندي وستقلص تفاعلها مع القيادة العسكرية التايلاندية.”
وكان الجنرال برايوت تشان أوتشا قائد الانقلاب قال أمس الأول إنه لن تجرى انتخابات في البلاد لمدة عام على الأقل لكي تجرى اصلاحات أولا.
وأضاف أن الاصلاحات لن تنفذ إلا إذا ساد الهدوء والاستقرار وأن هذا الأمر سيستغرق نحو عام.
وقال البيان الأسترالي “تدعو الحكومة الأسترالية الجيش إلى تمهيد الطريق أمام العودة إلى الديمقراطية وحكم القانون بأسرع وقت ممكن والامتناع عن الاعتقالات التعسفية والافراج عن المعتقلين لأسباب سياسية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.”
وترجع العلاقات العسكرية التايلاندية الأسترالية لعام 1945 وينفذ البلدان برنامج تعاون دفاعي رسمي تضمن تدريب الأفراد ومناورات بحرية وبرية وجوية خلال العقود الأربعة المنصرمة.وبين البلدان اتفاق تجارة حرة بدأ تنفيذه عام 2005 .
وقالت الحكومة الأسترالية إنها تتطلع “لاعادة العلاقات إلى طبيعتها باسرع وقت ممكن” إلا أنها أضافت أنها ستستمر في “مراجعة الأنشطة الدفاعية والثنائية الأخرى.”