بارزاني: سنجلب كل قواتنا للحفاظ على كركوك إذا اضطرنا الأمر -
بغداد- (أ ف ب) : أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمرة الأولى أمس أن العمليات العسكرية ضد المسلحين المتطرفين يجب أن تترافق مع حل سياسي في العراق، في وقت يستعد البرلمان الجديد لعقد أولى جلساته الثلاثاء المقبل.
في هذا الوقت، واصلت القوات الحكومية صد هجمات للمسلحين استهدفت مدينة حديثة في غرب العراق ومصفاة بيجي في شماله، فيما قامت قوات خاصة بعملية إنزال في جامعة تكريت (160 كيلومترا شمال بغداد) واشتبكت مع مسلحين فيها قبل أن تسيطر على الجامعة.
ويشن مسلحون من تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وتنظيمات متطرفة أخرى هجوما منذ أكثر من أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها الموصل (350 كيلومترا شمال بغداد) وتكريت.
وأكد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام) أقوى التنظيمات المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد دينية.
وللمرة الأولى منذ بدء هذا الهجوم، أقر المالكي بأن الحل السياسي أساسي للانتصارعلى المسلحين قائلا خلال لقائه مع وزيرالخارجية البريطاني وليام هيج في بغداد أمس (لابد من المضي في مسارين متوازيين الأول العمل الميداني والعمليات العسكرية ضد الإرهابيين وتجمعاتهم).
وأضاف بحسب ما جاء في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء أن الحل (الثاني متابعة المسار السياسي وعقد اجتماع مجلس النواب في موعده المحدد وانتخاب رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة)، مشددا على أن (المضي قدما في هذين المسارين هو الذي سيلحق الهزيمة بالإرهابيين).
ويتعرض المالكي الذي يحكم العراق منذ 2006 ويتولى أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة إلى انتقادات داخلية وخارجية خصوصا من قبل مسؤولين أمريكيين حيال استراتيجيته الأمنية، ويواجه كذلك اتهامات بالتهميش واحتكار الحكم.
ويطالب خصومه السياسيين ضمن (التحالف الوطني)، أكبر تحالف للأحزاب العراقية، بترشيح سياسي آخرلرئاسة الوزراء، بينما يدعو قادة عشائر معارضين له لم يشاركوا في الانتخابات الأخيرة إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعيدا عن نتائج هذه الانتخابات.
غير أن المالكي يصرُّ على أحقيته في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار أن الكتلة التي يقودها فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في انتخابات أبريل الماضي، علما بأنه تولى رئاسة الحكومة لأربع سنوات رغم أن لائحته لم تحصل في 2010 على أكبرعدد من الأصوات.
وأعلن أمس المكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي في بيان له أن رئاسة الجمهورية أصدرت مرسوما جمهوريا دعت فيه مجلس النواب المنتخب للانعقاد يوم الثلاثاء المقبل في الأول من يوليو على أن يترأس الجلسة أكبر الأعضاء سنا.
وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى بغداد، استهل نظيره البريطاني وليام هيج زيارة مفاجئة مماثلة بلقاء المالكي على أن يجتمع بمسؤولين آخرين في العاصمة العراقية.
وقال الوزير البريطاني في بيان أن الهجوم الذي تتعرض له العراق يمثل (خطرا يهدد بالقضاء على استقرار العراق ووحدة أراضيه)، وأن (العراق يواجه تهديدا في وجوده وسط تداعيات كبيرة للاستقرار والحرية في هذا البلد)، مشددا على أن (العامل الوحيد الأكثرأهمية الذي يحدد ما إذا كان العراق سيتغلب على هذا التحدي هو الوحدة السياسية).
ميدانيا، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على جامعة تكريت الواقعة في شمال المدينة الخاضعة لسيطرة مسلحين متطرفين بعد عملية إنزال قامت بها قوات خاصة أعقبتها اشتباكات، بحسب ما أفادت مصادرمسؤولة.
وقال محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله الجبوري في تصريح لفرانس برس إن (قوات من النخبة فرضت سيطرتها على جامعة تكريت (160 كيلومترا شمال بغداد) بعد اقتحامها بعملية إنزال أعقبتها اشتباكات قُتل خلالها عدد كبير من المسلحين).
وأكّد ضابط رفيع المستوى في الجيش من قيادة عمليات صلاح الدين أن (تحرير جامعة تكريت يعد منطلقا أساسيا لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت)، فيما قال مسؤول أمني في الجامعة إن عدد أفراد قوات النخبة الذين شاركوا في العملية يبلغ نحو 50 عنصرا.
من جهته، أعلن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أن القوات العراقية صدت هجمات جديدة للمسلحين الذين يحاولون اقتحام مصفاة بيجي (200 كيلومترشمال بغداد) الرئيسية ومدينة حديثة (210 كيلومترات شمال غرب بغداد).
وفي هذا السياق، أعلن المالكي لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بي بي سي عن (ترحيبه) بقيام طائرات سورية بشن غارات على مناطق حدودية مع العراق في الجانب السوري تستهدف المسلحين المتطرفين.
وقال المالكي بحسب ما نقل عنه موقع البي بي سي العربي أمس إن مقاتلات سورية قصفت مواقع للمسلحين بالقرب من بلدة القائم (340 كيلومترا شمال غرب بغداد) الحدودية الثلاثاء الماضي، لكنه أشار إلى أن الضربة وجهت إلى نقطة على الجانب السوري من الحدود.
ورغم أن العراق لم يطلب شن الغارات، كما جاء في تصريح المالكي، فان بغداد (رحبت) بمثل هذه الهجمات ضد مسلحي (الدولة الإسلامية في العراق والشام) .
وفي كركوك، قُتل أربعة من عناصر قوات البشمركة الكردية وأصيب أربعة آخرون بجروح في قصف تعرضت له هذه القوات جنوب المدينة في شمال العراق، حسبما أفاد مصدرأمني كردي وكالة فرانس برس.
وقام رئيس أقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بزيارة إلى مدينة كركوك المتنازع عليها وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة قوات البشمركة الكردية عليها إثر انسحاب القوات الحكومية من المحافظة، بحسب ما أفاد مسؤول حزبي ومصدرأمني.
أكّد رئيس إقليم كردستان العراق في مدينة كركوك أمس أن السلطات الكردية مستعدة (إذا اضطر الأمر) لجلب (كل قواتها) إلى المدينة بهدف الحفاظ عليها.
وقال بارزاني في أول زيارة له الى كركوك (240 كيلومترا شمال بغداد) منذ سيطرة القوات الكردية عليها إثرانسحاب القوات الحكومية (إذا اضطرالأمر سنجلب جميع قواتنا للحفاظ على كركوك وجميع مكوناتها).
وأضاف خلال لقاء مع مسؤولين عراقيين وحزبيين (إذا اقتضى الأمر سأحمل السلاح بنفسي للدفاع عن كركوك وأهلها)، معتبرا أن (ما أردناه لحماية كركوك وأهلها قد وصلنا إليه، ورغم ذلك فإن المحافظة بحاجة إلى حماية وخطط حكيمة).
وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك في 12 يونيو الحالي وذلك بهدف حمايتها من الهجوم الكاسح الذي يشنه مسلحون متطرفون في مناطق مختلفة.


