اسألـــــــــــــــوا المسؤولين .. هذا السؤال..!

عبدالله الهلالي من حكم يد «مغمور» إلى نجم ..! -

حوار : راشد بن شنون السيابي -
لا يتذكر عبدالله الهلالي الظروف التي أدت به الى ممارسة التحكيم هل الصدفة او عشقه الى الملاعب كحكم او كلاعب كرة يد في نادي المعاول ومن ثم حكم في كرة اليد ايضا قبل ان تسوقه عوامل اخرى الى أخذ صافرة التحكيم الكروي متحديا كل الظروف التي واجهته في بداية مشواره التحكيمي ليتحول الى اشهر حكم عماني حتى الآن ولم يكن ذلك بمحض الصدفة بل بعد جهد جهيد متحملا كل العوائق التي اعترضت طريقه ليتحول الى نجم في السلطنة بل صافرة مطلوبة خليجيا وآسيويا وعالميا بل وحتى اولمبيا ليحقق كثيرا من طموحاته التي كان قد رسمها بعد ان تحول من حكم مغمور في كرة اليد الى احد افضل الحكام على المستوى العربي في كرة القدم بعد ان بدأ في التحكيم بدوري الدرجة الثالثة بالدوري المحلي ثم سرعان ما بدا له ان الطريق ليس مفروشا بالورود بل بالأشواك لكنه تحداها ليجد نفسه يحكم احدى اهم المباريات الاولمبية بين صربيا والارجنتين ولم يأبه بأن في الملعب اغلى وافضل لاعب في العالم الا وهو (ميسي ).. ولم يتردد في احتساب ضربتي جزاء للأرجنتين ..!


وعلى الرغم من الكثير من التألق في كل الملاعب التي حكم فيها اصعب المباريات واقواها بين المنتخبات العالمية والأندية الآن لم يستوعب بعد انه لم يشارك في بطولة كأس العالم رغم انه كان احق بها من غيره في اكثر من مناسبة واشار الى ان ضعف الدعم كانت السبب المباشر لغياب هذا الطموح الكبير الذي كان يكبر يوما بعد يوم الا ان هناك من تسبب في ( غصة بالحلق ) حتى الآن وكانه يقول ( الله يسامحهم ) .. ولم تتوقف مسيرة افضل حكم في السلطنة عن التألق في كل الملاعب .

وفي حديث لعمان الرياضي تحدث الهلالي عما يدور في خاطره وابرز ما حققه في مجال التحكيم منذ بداية مشواره وحتى الآن ولماذا لم يتم اختيار احد من الحكام للمشاركة في احدى بطولات كأس العالم للكبار بعد اول مشاركة لمحمد الموسوي حيث توقفت المسيرة كأن التحكيم العماني بعيد عن ابجديات التحكيم وفي الجانب الآخر فان الاتحاد الآسيوي لا يتردد في طلب اطقم عمانية لإدارة اقوى المباريات ويقول ان الاشكالية ليس في الحكم العماني بل في غياب الدعم ..!!


هكذا كانت البداية ..!


يقول عبدالله محمد الهلالي: البداية الاولى كانت في عام 1995 حيث كنت حكما لكرة اليد وكنت لاعبا في فريق نادي المعاول وألعب في خط الوسط وكان فريق كرة اليد بالنادي كالأسرة لأنه يتكون من الاقرباء فقط مثلما يحصل الآن في نادي اهلي سداب وعلاقتي كانت جيدة مع سالم علي رجب حيث رشحني للدخول في دورة تحكيمية وشارك فيها ما يقارب من اربعين حكما وحصلت على المركز الاول وسرعان ما شاركت في تحكيم دوري الدرجة الثالثة وما لبثت ان رقيت لتحكيم مباريات الدرجة الثانية وبفضل الجهد المضني الذي بذلته ومتابعتي لأحدث التطورات في كل ما يتعلق بالتحكيم شاركت في الدرجة الأولى في عام 2002 وثم رشحت كحكم دولي بعد ان شاركت في عدد من الدورات التحكيمية المتقدمة بمعدل ثلاث دورات سنويا المشاركات المحلية وهي اولا دورات محلية متقدمة من قبل الاتحاد العماني ومن الاتحاد الخليجي والعربي والآسيوي والفيفا اما بالنسبة للمشاركات في المباريات فعلى المستوى المحلي ادرت نهائي كأس صاحب الجلالة اربع مرات اما في الدوري الحمد لله ادرت مباريات عديدة طوال مشواري التحكيمي ومن اهمها المباريات الصعبة وهي مباريات الملحق على اربعة مواسم متتالية اما بالنسبة لمشاركاتي الخارجية اولا على مستوى الخليج وهي اندية مجلس التعاون الخليجي وآخرها كانت مباراة دور الثمانية بخروج المغلوب بين الشباب الاماراتي والخريطيات القطري اما بالنسبة لكأس الخليج كلفت لأول مرة في خليجي 17 و18 في الامارات كما عينت في خليجي 19 مدربا للحكام من قبل الأمانة العامة للبطولة الخليجية وخليجي 21 في البحرين كنت حكما فيها وايضا عينت مدربا للحكام في نفس الوقت.

اما على مستوى الاتحاد العربي اول مباراة في الاتحاد العربي كانت في عام 2006 بين الاهلي السعودي وقطر القطري ومن ثم في مصر في عام 2007 بين الزمالك المصري وابو عريريج الجزائري وكثيرا من المباريات و مباراة دور الأربعة بين وفاق اصطيف الجزائري والترجي التونسي اسفرت المباراة عن فوز الترجي التونسي بهدف وعلى مستوى الاتحاد الآسيوي التحقت ضمن حكام النخبة في عام 2007 وشاركت في تجمعات منتخبات الناشئين والشباب ومن خلالها صارت الانطلاقة الحقيقية لي كحكم نخبة في الاتحاد الآسيوي حيث كنت الوحيد في النخبة ومن خلالها شاركت في ثلاثة نهائيات منتخبات الناشئين في الاتحاد الآسيوي فالأولى كانت في الهند والثانية في الصين والثالثة في دولة الامارات العربية المتحدة كما عينت للعديد من اللقاءات القوية من قبل الاتحاد الآسيوي في دوري الابطال من عام 2008 وحتى 2014 ومن اهمها دور الاربعة في ثلاثة مواسم متتالية وادرت نهائي كأس الاتحاد الآسيوي بين المحرق البحريني والصفاء اللبناني وكان ذلك في عام 2008 كما شاركت في بطولة غرب آسيا في ثلاث مناسبات مهمة جدا اهمها التحكيم في النهائي بين قطر والعراق واما على مستوى امم آسيا للمنتخبات الأولى شاركت في تحكيم التصفيات ومن اقوى المباريات بين ايران وكوريا الجنوبية ومباراة الصين واليابان والبحرين مع استراليا وكلفت ايضا من قبل الاتحاد الآسيوي في بطولة نهائيات امم آسيا التي اقيمت في قطر

كما كلفت من قبل الاتحاد الدولي في ادارة مباريات تصفيات كأس العالم 2010 ومن اهمها كوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية وسوريا مع الكويت وتصفيات كأس العالم 2014 ومن اهمها كانت اوزباكستان مع لبنان ولقد تم اختياري ضمن 23 حكما لمشروع الاتحاد الدولي لمستقبل كأس العالم 2010 كما شاركت في دورات عديدة بمقر الاتحاد الدولي في سويسرا في كل 6 اشهر و دورات في اسبانيا جزر الكناري وفي اختبارات الحكام الذين اختارهم الاتحاد الدولي من آسيا لأولمبياد بكين 2008 واجتزت عددا من الاختبارات لأكون ضمن الحكام المرشحين للأولمبياد كما شاركت في كأس عالم الناشئين بكوريا الجنوبية .

وقال الهلالي لم انس دورة كأس الخليج التي اقيمت في الدوحة حيث كنت مرشحا لإدارة النهائي ولكن بعد صعود منتخبنا الى النهائي تم اسناد المهمة الى الحكم السعودي علي المطلق .


التحكيم الى الافضل


وتحدث الهلالى عن التحكيم في السلطنة فقال انه يسير في الطريق السليم بعد قرار الاتحاد الآسيوي بالبحث عن العناصر الشابة ومن خلال ذلك فان الاتحاد تعاقد مع خبير ومدرب لياقة بدنية حتى يمكن مواكبة كل ما يتعلق بالتحكيم .


لا أنسى هذه المباراة ..!


وقال ان مباراة صربيا امام الارجنتين في اولمبياد 2008 لا يمكن ان انساها خاصة وانني كنت الحكم الوحيد من الدول العربية والخليجية الذي ادار ثلاث مباريات وكان معي من ايران الحكم مسعود مرادي ومن السعودية خليل جلال وما زلت اتذكر مباراة الارجنتين مع صربيا حيث احتسبت ضربتي جزاء لمصلحة فريق ميسي وحصلت على تقدير جيد من مراقب الحكام لهذا تم منحي ثلاث مباريات لإدارتها.


لا اعتبرها الأسوأ !!


وعن اسوأ المباريات التي ادارها قال لا اعتبرها كذلك لكن في مباراة للمراحل السنية بين نزوى ودبا شعرت ان لاعبي الفريق الاول اصغر سنا على عكس دبا وتقدم نزوى بهدفين مقابل لا شيء ثم دخل لاعب من دبا الملعب وحدثت احداث غير جيدة حيث هجموا على الطاقم التحكيمي ولم يتبق من الزمن سوى اربع دقائق فقط ٍ..كما لا انسى مباراة مع صحار ولكن لا اتذكر مع من حيث نزلت الجماهير ارضية الملعب وكان حكم الساحة عبدالله الحراصي وكنت مساعدا له ومن ضمن الأحداث التي لا انساها عندما لم اتخذ قرارا بإشهار البطاقة الحمراء في وجه احد اللاعبين ضد اللاعب الدولي اسماعيل العجمي حيث نقل الى المستشفى وتأثرت كثيرا لاكتفائي بالبطاقة الصفراء لأن اللعبة كانت تستوجب حالة الطرد بعد ان تعرض للكسر ولم اقدر اللعبة بشكل صحيح .


الساعة تعطلت ..!


وعن ابرز المواقف التي تعرض لها في مسيرته قال في احدى المباريات تعطلت الساعة وسبب ذلك ازعاجا نفسيا لي حيث في كل مرة التفت الى المساعد بعد ان تواصلت معه بالإشارة فقط دون ان يشعر احد بالحادثة ..!


سالفة اللاعب حكم ( سالفة )..!


يستطرد عبدالله الهلالي حديثه قائلا في احدى المباريات بدور الدرجة الاولى بملعب اهلي سداب بدارسيت (قبل الدمج)..حدثت سالفة لم تخطر على بالي اطلاقا وما زالت اتذكرها حتى الآن والقصة عندما كان يوجد بأحد الفريقين لاعب اسمه ( حكم) .. وبدأت المباراة اسمع اللاعبين ينادون (حكم) وكنت اظن انهم ينادونني واريد ايقاف المباراة لأني اعتقاد ان هناك خطأ لم احتسبه وبقيت مشتت الذهن لأنني لم اكن اعرف ان هناك لاعبا اسمه ( حكم ) سبب لي شوشرة وعدم التركيز ولكن بعد مضي نصف ساعة عرفت ( السالفة )..!!!


ضربة جزاء تسدد بطريقة غريبة ..!


يضيف في احدى مباريات ابطال آسيا وبالتحديد في اليابان احتسبت ضربة جزاء لفريق هيروشيما وفوجئت ان اللاعب الذي سدد ضربة الجزاء مررها بمتر واحد فقط وارتمى الحارس في زاوية ومن ثم جاء زميله من الخلف واكملها ودخلت المرمى وهي هدف صحيح حسب القانون مائة في المائة ولكن زميلي غانم البلوشي المساعد تسمر في مكانه اكثر من خمس ثوان لأنه لم يدرك ماذا يفعل واصرخ عليه انها هدف والآن هذه اللعبة تدرس في المحاضرات التحكيمية.


45 مباراة


وقال لقد حكمت في هذا الموسم في حدود خمس واربعين مباراة وهو عدد جيد لكن سبق ان ادرت اكثر وابرز المباريات العراق مع السعودية في تصفيات كأس آسيا وانتهت للسعودية ثلاثة اهداف مقابل هدف وهي من اللقاءات التي اعتز بها لكن التي لها وسام في صدري هي نهائي صاحب الجلالة السلطان المعظم بين النهضة وفنجاء وانا الحكم الوحيد الذي ادار اربعة نهائيات في البطولة وكانت مسقط مع صور والنصر والسيب وظفار مع صحم والأخير بين فنجاء والنهضة .


أتساءل ..!


اضاف اين الحكم العماني من المونديال لأنه لا يقل مستوى عن زملائه الآخرين واحب ان أهنئ اشقاءنا البحرينيين على اختيارهم للتحكيم في المونديال ونتمنى له التوفيق .وقال اتساءل عن غياب الحكم واوجه هذا السؤال للمسؤولين في الرياضة بالسلطنة وخير دليل ان المساعد حمد المياحي لم يحصل على الدعم القوي وفي مونديال 2010 و2014 كنت قرييا من المشاركة ومصنفا من افضل خمسة وعشرين حكما على مستوى العالم لكن كانت مفاجأة غير سارة لي بعد المشاركات الايجابية في كل البطولات التي ادرتها وانني على ثقة ان لدينا حكاما جيدين وعلى مستوى بعد ان اثبتوا وجودهم عالميا وقاريا ولكن للأسف ينقصهم الدعم القوي ..!!


افضل التحكيم الخارجي ..!


واشار الهلالي الى انه يفضل التحكيم الخارجي عن الدوريات المحلية بسبب الاحترافية في التعامل والانضباط وهناك عقوبات وغرامات تتقيد بها الاندية والحكم يتعامل مع اللاعبين والاداريين باحترافية ومدير الفريق لا يتدخل في القرارات لأن هناك شخصا مكلفا بمحاسبة الحكم عن طريق المراقب الذي يمنح الدرجات لهذا تكون مهمة الحكم اسهل في انجاح المباراة واما في الدوري المحلي فان الحكم يعاني كثيرا بسبب عدم تفهم اللاعبين بتطورات كرة القدم تحكيميا ولدينا اذا خسر الفريق كأنها نهاية العالم.


تنظيم افضل


وتحدث عبدالله الهلالي عن السنة الأولى لدوري الاحتراف فقال انها تجربة تحمل الكثير من الايجابيات في الجانب التنظيمي خاصة فيما يخص الجانب التحكيمي لأنه يسهل المهمة كون المباريات في ملاعب المجمعات اذا علمنا ان الاندية ليس لديها مقومات ملاعب حيث يعاني الحكام من الاصابات بسبب التصحر والحفر وهو ما يعيق الحكم على عكس المجمعات حيث تتوفر فيها كل متطلبات نجاح ادارة المباريات بينما هناك اندية تعتبر الافضل لكنها لا تملك المقومات اللازمة لإنجاح حدث رياضي واكبر دليل انها غير مهيأة للنقل التلفزيوني فالنادي متنفس للعائلة وليس للاعبين فقط ولماذا لا نعمل دراسة عن الدول المتقدمة كيف نجحت في هذا الجانب وماهي مقومات النجاح ومثلا نأخذ جزءا من افكارها حتى نترجمها محليا .


الضغوط اقل


وفي سؤال عن الضغط الأقل الذي يواجه الحكام بعد اقامة المباريات في ملاعب المجمعات قال من الناحية الامنية افضل بكثير ففي ملاعب الاندية تتكاثر الحجارة وسيارات الاسعاف بعيدة جدا وكحكام تهمنا سلامة اللاعبين من الاصابات التي قد تعيق مسيرتهم مع انديتهم او مع المنتخب واما ابرز السلبيات في التحكيم الارهاق الذي يتعرض له الحكام بسبب بعد المسافات بين المحافظات حيث يحكمون في ايام الخميس والجمعة والسبت وفي يوم الأحد دوام رسمي لهذا نجد عددا من الاسماء التحكيمية تعزف عن ممارسة هواياتها بسبب الارهاق على الرغم ان الاتحاد متعاون جدا ويوفر كل متطلبات النجاح حيث يبذل جهودا جبارة كما ان دور لجنة الحكام تقوم بدورها على اكمل وجه وفي هذا الموسم شد انتباهي مساعد الحكم راشد الغيثي وبدون غرور فان افضل حكم هذا الموسم هو عبدالله الهلالي.