المركز الوطني للأعمال يستعرض الهندسة البشرية في ريادة الأعمال

استضاف المركز الوطني للأعمال، التابع للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، بمقره في المبنى الرابع بواحة المعرفة مسقط، الشيخ خلفان العيسري ضمن مبادرة “ريوق” الشهرية التي ترعاها الشركة العُمانية القطرية للاتصالات(النورس)، حيث بدأت الجلسة بكلمة لمدير عام المركز ملك بنت أحمد الشيبانية رحّبت من خلالها بالحضور، ليتحدث بعدها العيسري عن تجربته في مجال ريادة الأعمال مشيراً إلى أنه بدأ مع الهندسة الميكانيكية، وبعد سنوات من العمل في مجال التخصص قرّر التحول إلى الهندسة البشرية شغفاً بنشر الرسالة الإسلامية والتجديد في الحياة العملية والعلمية، موضحاً أن تجربته بدأت على عدة مراحل، المرحلة الأولى كانت في فترة الزهد والتصوف من خلال تجاوز مرحلة الفهم الخاطئ للمال.

وأكد العيسري على أن تقسيم الوقت أمر مهم مهما زادت المشاغل في ريادة الأعمال، مشيراً إلى أنه استفاد في انطلاقة مشواره من أحد التجار الذي نصحه بأربع كلمات تبدأ بأحرف كلمة “تاجر” وهي: تقي، أمين، جريء، ربح، حيث تدخل الثلاث الأولى في الأخلاق لتستند عليها الأرباح “النتائج”، وبين العيسري أن على الإنسان الذي يفكر بالنجاح أن يكون طموحه كبيراً ويوقظ المواهب التي يمتلكها، ومن ثم يحول هذه المواهب إلى مهارات بالتمسك بالمبادئ والقيم، وأخيراً يترك إنجازاته تتحدث عنه، بالإضافة إلى مهارات العمل اللازمة مثل إدارة المال وإتقان العمل وفن التعامل مع الناس، مؤكداً على أن السلطنة بيئة فتية تجاريا ومتميزة جغرافيا.

ومبادرة “ريوق” عبارة عن فعالية شهرية تجمع كوكبة من العقول الرائدة في مجال ريادة الأعمال من القطاعين العام والخاص يتم خلالها تبادل الأفكار والخبرات، وقد نظمت المبادرة سلسلة من لقاءاتها الهادفة إلى تعزيز ودعم رواد الأعمال والمشاريع المحتضنة بالمركز، حيث يفتح المركز الوطني أمام الشركات الناشئة فرص التميز والبروز وتقديم الأفكار البناءة لتعزيز ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويتبنى المركز الوطني للأعمال حاليا هذه المبادرة التي قدمتها مجموعة من الشركات المحتضنة كشركة إنجاز عمان وشركة قدرات وشركة رؤية شباب وشركة البوصافي للتصميم، حيث ان هذه المبادرة الشهرية تأتي لترسيخ مساعي المركز الوطني للأعمال بالجوانب المتعلقة بدعم المشاريع المحتضنة ودعمها فنيا واستشاريا ولوجستيا ولتطعيم جهود الشباب بالأفكار الجديدة في السوق المحلية العمانية وإشراك أصحاب الأعمال الذين يعتبرون قدوة لرواد الأعمال المبتدئين ليستفيدوا من أفكارهم وخبراتهم الطويلة في عالم الاقتصاد والأعمال عن طريق إيجاد جو من التواصل والاحتكاك المباشر لدفع عجلة أفكارهم ومشاريعهم “كرواد أعمال” لا يزالون في بداية طريقهم في الأعمال والمشاريع الخاصة، كما يسعى المركز من خلال “ ريوق” لإطلاع رواد الأعمال المحتضنين من قبل المركز على أهم التطورات فيما يخص ريادة الأعمال والوقوف عليها لتكون القاعدة التي ينطلق منها هؤلاء الرواد لتطوير إمكانياتهم وأفكارهم، وكذلك طرح مقترحاتهم على أصحاب الخبرات والرواد في عالم “الأعمال” بالسلطنة للاستماع إلى وجهات نظرهم واكتساب النصائح التي تسهم في صقل هذه الأفكار قبل خروجها للنور.

يذكر أن المؤسسة العامة للمناطق الصناعية قامت بتأسيس المركز وتدشينه عام 2013 ليكون منصة رئيسية لتطوير ودعم ريادة الأعمال في السلطنة من خلال خدماته التي تنقسم إلى ثلاث مراحل، تتمثل في خدمة ماقبل الاحتضان، والتي تهدف إلى بث الوعي وتنمية فكرة المشروع، والمراجعة الدورية لمسودة المشروع، بالإضافة إلى دعم تخطيط الأعمال، أما خدمات فترة الاحتضان فتتمثل في تفعيل مخطط المشروع، وفتح قنوات تسويقية، وتطوير (المنتج/ الخدمة)، وصقل الشخصية (غرس الحس التجاري) إلى جانب صقل الشخصية (غرس الحس التجاري)، أما مرحلة تسريع نمو الشركات فيسعى المركز من خلالها إلى تطوير نمو الشركات في السوق، وغرس التنافسية، والتركيز على الاستقرار الإداري والمالي، علاوة على ضمان حصص السوق المحلي.

وتتلخص الأهداف العامة للمركز الوطني للأعمال في دعم المبادرات الابتكارية والإبداعية الفردية والجماعية وغرس مفهوم الريادة والمبادرة في المجتمع عامة والشباب بشكل خاص، وأيضا زيادة فرصة نجاح المشاريع الجديدة، إلى جانب توفير بيئة ملائمة لنشأة المشاريع الصغيرة وحمايتها في مراحلها الأولى، وإيجاد جيل جديد من أصحاب وصاحبات الأعمال في قطاعات حيوية مختلفة، بالإضافة إلى دفع الشركات الناشئة للنمو والنجاح وذلك من خلال توفير الدعم المعنوي والإرشادي، ويقوم المركز بتقديم مجموعة من التسهيلات للشركات المحتضنة أبرزها توفير مكاتب مؤثثة بمساحات مختلفة وبأسعار إيجار رمزية شاملة تكاليف الصيانة والخدمات الأساسية إلى جانب أنظمة إلكترونية حديثة لإدارة المرافق، وتوفير خدمات الاتصالات والانترنت فائق السرعة وبأسعار رمزية وتقديم مساعدات فورية فيما يخص الخطط التسويقية، وإيجاد قنوات اتصال بين الشركات الموجودة بالبرنامج والخبراء الماليين والإداريين، وتنظيم دورات تدريبية مجانية في مواضيع تجارية مختلفة كإدارة المشاريع والإدارة المالية وغيرها، علاوة على توفير قاعات وغرف خاصة للمناقشات والاجتماعات الدورية.