18 قتيلا و30 جريحا في مواجهات عنيفة ببنغازي

وفد وزاري ليبي يصل القاهرة لبحث التطورات الأخيرة -

عواصم – (أ ف ب – د ب أ): قتل 18 شخصا على الاقل بينهم 11 عسكريا وجرح 30 آخرون فجر أمس في اشتباكات عنيفة بين مجموعات من الجيش موالية لخليفة حفتر ومسلحين اسلاميين في بنغازي (شرق ليبيا) حيث يشن اللواء المتقاعد منذ منتصف مايو الماضي حملة ضد الجماعات الاسلامية.


وهذه الحصيلة أولية رسميا إذ تعذر الحصول على عدد الجرحى والقتلى الذين نقلوا إلى المصحات الخاصة، إضافة إلى أن عددا منهم علق في محيط الاشتباكات مما تعذر نقله للمستشفيات.

واندلعت اشتباكات فجر أمس في محيط أحد معسكرات الجيش في مدينة بنغازي لكنها تحولت عقب ذلك إلى قتال شوارع في محيط كتيبة شهداء السابع عشر من فبراير الإسلامية.

وقال العقيد طيار سعد الورفلي آمر قاعدة بنينا الجوية إن “اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومجموعات من كتائب الثوار السابقين من ذوي التوجه الإسلامي في محيط معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة قاريونس بجانب الجامعة وسط مدينة بنغازي”.

وأوضح ان “قوات من كتيبة شهداء 17 فبراير وسرايا راف الله السحاتي إضافة إلى تنظيم أنصار الشريعة وقوات درع ليبيا هاجمت في الساعات الأولى من صباح أمس مقر الكتيبة 21 وحاصرت بداخله الجنود وقصفتهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة مما خلف عددا من القتلى والجرحى”.

وسمع دوي انفجارات بشكل متواصل وعنيف بينما شوهدت مروحيات ومقاتلات سلاح الجو الليبي تحلق في محيط الاشتباكات وفي مناطق متفرقة من مدينة بنغازي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وقال الورفلي إن “مقاتلات قاعدة بنينا وقاعدة طبرق الجوية نفذت ضربات قاسمة” ضد من وصفهم بـ”الإرهابيين”، لافتا إلى أن “المعارك ستستمر حتى تطهير البلاد منهم” على حد قوله.

واكد الورفلي “ضرورة ابتعاد المدنيين والسكان من المناطق الساخنة فور وقوع الاشتباكات لأن الرد على مصادر النيران سيكون عنيفا”.

وبحسب شهود عيان فان بعض العائلات علقت في حي سيدي فريج في غرب المدينة، احد معاقل انصار الشريعة.

ودعا محمد الحجازي المتحدث باسم قوات حفتر شبه العسكرية السكان الى مغادرة مناطق القتال.

وليلة أمس قصفت قوات تابعة لحفتر مزرعة الفريق الراحل أبو بكر يونس جابر قائد أركان قوات نظام العقيد الراحل معمر القذافي في منطقة الهواري ومزارع أخرى في منطقة سيدي فرج والقوارشة في ضواحي مدينة بنغازي قالت قوات حفتر انها تستخدم “أوكارا للجماعات الإرهابية”

وكان ثوار سابقون قالوا إن مقاتلات في سلاح الجو التابع لقوات اللواء حفتر نفذت الأحد ثلاث غارات جوية على أهداف لكتائب الثوار في مدينة بنغازي لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابت مواقع مدنية سقط على إثرها جريحان.

إلى ذلك قالت مصادر عسكرية إن “أرتالا عسكرية خرجت من المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني باتجاه مواقع الاشتباكات”.

ووفقا لمراسل فرانس برس فإن دوي الانفجارات توقف سماعه نسبيا ظهر أمس فيما سمعت أصوات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متقطع في أماكن متفرقة من المدينة.

وتصنف الولايات المتحدة جماعة انصار الشريعة بالارهابية، ودعمتها في هجومها الاخير، وفق الورفلي كتيبة شهداء 17 فبراير التابعة لزعيم سابق للثوار هو راف الله السحاتي بالاضافة الى قوات درع ليبيا الاسلامية.

لكن كتيبة شهداء 17 فبراير نفت في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك اي تورط لها في معارك أمس.

ودعمت القاعدة الجوية ونخبة القوات الخاصة في بنغازي اللواء حفتر الذي اطلق الشهر الماضي حملة عسكرية ضد الاسلاميين المتهمين بشن اعمال عنف متكررة في بنغازي، اكبر مدن شرق البلاد.

اما السلطات الليبية فاعتبرت ان حفتر خارج عن القانون، وذلك برغم ان حملته حظيت بدعم العديد من الوحدات العسكرية على رأسها سلاح الجو والقوات الخاصة والصاعقة كما أيدها عدد كبير من الأهالي. وهو يقول انه يريد سحق “الارهاب” في بنغازي.

ومنذ الاطاحة بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011 بدعم من قوات حلف شمال الاطلسي، تشهد المدينة هجمات شبه يومية تستهدف القوات الامنية ويتهم الاسلاميون بالوقوف خلفها.

واعمال العنف الاخيرة هي الاكثر دموية منذ اطلاق حفتر في 16 مايو “عملية الكرامة” لسحق الاسلاميين في شرق ليبيا، واسفر القتال منذ ذلك الحين عن مقتل 76 شخصا على الاقل.

من جهة أخرى وصل إلى القاهرة مساء أمس وفد وزاري ليبي يضم أربعة وزراء هم وزراء الخارجية والصحة والثقافة والمواصلات والنقل قادمين على طائرة خاصة من طرابلس بشكل مفاجىء في زيارة لمصر تستغرق يومين.

وقالت مصادر مطلعة كانت في استقبال الوفد الليبي :”سيلتقي الوفد خلال زيارته مع كبار المسئولين والشخصيات المصرية لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا والمساعدة في هدوء الأوضاع وتحقيق المصالحة الوطنية بين كل الأطراف الليبية إضافة إلى توفير الاحتياجات الضرورية للشعب الليبي”.

ويضم الوفد محمد عبد العزيز وزير الخارجية الليبي والحبيب الأمين وزير الثقافة والمجتمع المدني ونور الدين دغمان وزير الصحة و عبدالقادر أحمد وزير المواصلات والنقل وعددا من كبار المسئولين. في سياق منفصل قالت تونس والمغرب في بيان مشترك أمس إنهما تدعمان حوارا وطنيا لحل الأزمة في ليبيا وانهما تضعان كامل خبراتهما للمساعدة في بناء المؤسسات بالدولة العضو في الاتحاد المغاربي.

وأصدر البلدان أمس بيانا مشتركا في اعقاب الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس الى تونس منذ الجمعة وانتهت أمس الأول أعربا فيه “الانشغال البالغ بالأحداث الأخيرة وتداعياتها على أمن واستقرار هذا البلد الشقيق ودول الجوار”.

وجاء في البيان الذي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) نسخة منه إن البلدان يؤكدان “ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية يحقن دماء الأشقاء الليبيين”، عبر اجراء حوار وطني يجمع مختلف الأطياف السياسية الليبية للتوصل إلى حل توافق.

وتعيش ليبيا انفلاتا أمنيا منذ الإطاحة بحكم العقيد معمر القذافي في 2011 بسبب انتشار السلاح وسيطرة مليشيات متناحرة على عدد من المدن ومنشآت النفط الحيوية لاقتصاد البلاد.

وتصاعدت أعمال العنف مع انطلاق “عملية الكرامة” العسكرية التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد الجماعات المتطرفة.

ووأوضح الزعيمان أن تونس والمغرب مستعدتان “لوضع خبراتهما في كل المجالات على ذمة الشقيقة ليبيا لمساعدتها على بناء المؤسسات والقدرات وتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية”. وكان يفترض ان تحتضن تونس اجتماعا تشاوريا لوزراء خارجية دول المغرب العربي لبحث الأوضاع في ليبيا واجتماعا آخر للمبعوثين الخاصين إلى ليبيا في بداية يوليو لكن تقرر في آخر لحظة تأجيل الاجتماعين.

وقال وزير خارجية تونس المنجي الحامدي إن قرار التأجيل جاء بعد التشاور مع الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي “لعدم وضوح الرؤية في ليبيا”، في إشارة لوجود سلطتين متنازعتين.