غرفة التجارة ودور متزايد

في الوقت الذي تحظى فيه غرفة تجارة وصناعة عمان بشرف تمثيل القطاع الخاص العماني والعمل على الحفاظ على مصالحه، في إطار الحفاظ على مصالح المجتمع ككل، فإنها تضطلع بدور نشط وملموس، بشكل متزايد، سواء على الصعيد المحلي، أو على الصعيد الخارجي.

وبينما شكلت الزيارات التي قامت بها وفود عدد من فروع غرفة تجارة وصناعة عمان في المحافظات بمشاركة رجال أعمال وأصحاب مشروعات صغيرة ومتوسطة، لزيارة عدد من الدول الآسيوية والأوروبية، سعيا طيبا لتحقيق درجة أكبر من الاطلاع على الأنشطة الصناعية والتجارية في عدد من تلك الدول، وهو مسعى متواصل، فإن دعم وتوسيع سبل المشاركة مع القطاع الخاص في الدول الأخرى، يحقق المصالح المشتركة والمتبادلة، من شأنه أن يصب لصالح التنمية في السلطنة، واتاحة الفرصة لاستقطاب مزيد من الاستثمارات والخبرات التي يمكن الاستفادة منها، خاصة فيما يتصل بتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتنشيط التبادل التجاري مع الدول الأخرى.

وعلى الصعيد الداخلي فإنه بالتزامن مع خطوات تنشيط فروع الغرفة في المحافظات، وزيادة دورها في محافظاتها، فإن الغرفة تسعى إلى زيادة درجة التعاون والتنسيق مع المؤسسات الأخرى، من أجل توفير مزيد من الخدمات للقطاع الخاص العماني، ولتحقيق مزيد من مشاركته في جهود التنمية الوطنية. وفي هذا الإطار فإن مبادرة “كفاءات” التي أطلقتها الغرفة، بعد انتخابات مجلس إدارتها الجديد، تكتسب أهميتها من أنها تعمل على تدريب أعداد متزايدة من القوى العاملة الوطنية، وتأهيلها في مجالات متعددة، وبما يعزز قدرة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على القيام بدورها. وقد تم أمس الأول توقيع خمس اتفاقيات مع مجموعة من مراكز التدريب المتخصصة لتدريب نحو 300 شاب للتدريب، النظري والعملي، على إدارة وتسيير مؤسساتهم، وتجدر الإشارة إلى أن تلك الاتفاقيات هي مجرد مقدمة لبرنامج طويل المدى للتدريب داخل السلطنة وخارجها. وقد أشار سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة الغرفة إلى أن مبادرة “كفاءات” هي واحدة من 9 مبادرات أطلقتها الغرفة لتنمية القطاع الخاص العماني وتفعيل قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

على صعيد آخر تسعى غرفة تجارة وصناعة عمان إلى التنسيق مع صندوق الرفد لتطوير بيئة عمل تتناسب مع طبيعة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والدور الحيوي الذي يمكن أن يقوم به صندوق الرفد عبر برامجه التمويلية المختلفة والمتطورة، والتي تشهد توسعا متزايد كذلك، سواء فيما يتعلق بزيادة أعداد المشروعات التي يتم تمويلها عبر الصندوق، أو فيما يتصل بتنويع المجالات التي يقوم الصندوق بتمويل المشروعات العاملة فيها، وهو ما يجتذب في الواقع مزيدا من الشباب ورواد العمل ليقوموا بإنشاء مشروعاتهم الخاصة.