25 قتيلا في اشتباكات بين الجيش والحوثيين شمال اليمن

ضربات استباقية على «التنظيم» والقاعدة تعدم 4 «جواسيس» -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد-(أ ف ب):-

استمرت الأشتباكات في منطقة عمران شمال اليمن بين المتمردين الحوثيين والجيش ما اسفر عن مقتل 18 مسلحا من الحوثيين وجنود منذ فجر أمس، بحسبما افادت مصادر محلية.


واكدت مصادر محلية لوكالة فرانس برس انه تم قطع الطريق بين عمران وصنعاء.

وذكرت مصادر طبية ان المواجهات بين الحوثيين الذين يتخذون اسم “انصار الله” والجيش اسفرت عن مقتل 18 مسلحا من الحوثيين وسبعة جنود فضلا عن جرح 16 جنديا “معظمهم في حالة حرجة”.

ولم يؤكد المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام هذه الحصيلة.

الى ذلك، اكدت مصادر محلية في محافظة عمران ان الطيران قصف مواقع للحوثيين عند المدخل الجنوبي لمدينة عمران، بالتحديد في منطقة السلاطة التي شهدت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين الحوثين والجيش.

كما ذكرت هذه المصادر ان الحوثيين قصفوا شبكة الاتصالات العسكرية في جبل ضين الأستراتيجي الذي بات محاصرا من قبل المتمردين.

والمواجهات تدور بشكل أساسي منذ أسابيع بين الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم من جهة، ومن الجهة الاخرى اللواء 310 الذي يقوده العميد حميد القشيبي القريب من اللواء النافذ علي محسن الأحمر ومن التجمع اليمني للاصلاح اخوان مسلمون.

ويساند الجيش في المعارك المستمرة منذ أسابيع مسلحون من التجمع اليمني للاصلاح، فيما يساند الحوثيون مسلحون من قبيلة عيال فريش، ليتخذ الصراع في هذه المنطقة طابعا سياسيا قبليا.

ويؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة بل مع التجمع اليمني للاصلاح ومع اللواء علي محسن الاحمر الذي كان انشق عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد ان كان أحد أبرز أركان نظامه.

في المقابل، يتهم الحوثيون بأنهم يسعون الى السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل اليمن الى دولة اتحادية.

من جانبها أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن الأجهزة الأمنية نفّذت مؤخراً عدداً من الضربات الاستباقية لخلايا تنظيم القاعدة في العاصمة صنعاء، وفي الضواحي المحيطة بالعاصمة والتابعة لمحافظة صنعاء، ومنها العملية النوعية التي استهدفت أخطر خلية إرهابية في مديرية أرحب والتي كان يتزعمها “صالح التيس” المكنّى بـأبو ياسر” والذي يعتبر المسؤول المباشر عن عدد من جرائم اغتيالات الشخصيات العسكرية والأمنية التي وقعت خلال الفترة الماضية بالعاصمة، وكذا عمليات اغتيال واختطاف الدبلوماسيين الأجانب.

وأكّدت وزارة الداخلية في بيان أن هذه الخلية الإرهابية هي المسؤولة عن اغتيال عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد شرف الدين، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن عدد من الجرائم الإرهابية الأخرى.

مؤكدةً بأن الإرهابي صالح التيس قد لقي مصرعه مع إرهابيين آخرين في العملية النوعية التي نفّذتها في 25 من مايو الماضي بمديرية أرحب، واصفةً مصرع “التيس” بالنجاح الأمني المتميز.

وأوضحت وزارة الداخلية أن العمليات الاستباقية التي نفّذتها ضد أوكار الإرهاب وعناصره تأتي في إطار الإجراءات والتدابير الأمنية التي تتخذها لحماية العاصمة صنعاء من أي أعمال إرهابية وتخريبية محتملة، والتي شكّلت توجيهات رئيس الجمهورية الأخيرة إضافة متميزة ونوعية لمجرياتها وزادتها قوة وفاعلية.

وفي هذا الصدد ناقشت “اللجنة الأمنية العليا” برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد آلية تنفيذ توجيهات رئس الجمهورية بشأن تفعيل أداء اللجنة الأمنية الخاصة بأمانة العاصمة وفقاً للخطة المعدة من وزارة الداخلية.

وأقرّ الاجتماع الذي ضم أمين العاصمة عبد القادر هلال وعددا من قيادات الوحدات الأمنية والعسكرية وفروعها في العاصمة عدداً من الإجراءات والتوصيات للبدء في تنفيذ تلك الآلية بعد أن وقفت على جملة من التحديات والصعوبات الأمنية التي تعترض العمل الأمني بالعاصمة.

كما أقرّ مجموعة من التدابير الكفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الأمن العام والسكينة العامة وفي مقدمتها الحد من ظاهرة حمل السلاح ومنع تجوال الدرّاجات النارية.

وأشادت اللجنة الأمنية “بفاعلية التنسيق والتعاون المشترك بين الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع الذي أسهم بشكل إيجابي في تنفيذ عمليات أمنية نوعية كلّلت بضبط عدد من العناصر والخلايا الإرهابية المتورطة في عدد من الجرائم المقلقة للأمن والسلم الاجتماعي”.

فيما شدّد وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب على أهمية البدء بتنفيذ الخطة الأمنية لأمانة العاصمة بمسؤولية وإخلاص وتفان وتنظيم، وبما يظهر العاصمة بمظهر يليق بكل اليمنيين. مثمّناً دور القوات المسلّحة ووقوفها جنباً إلى جنب مع منتسبي الأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن وتعزيز الاستقرار في ربوع اليمن.

بدوره أكد أمين العاصمة أن تنفيذ الخطة الأمنية للعاصمة سوف يسهم بشكل إيجابي في استتباب الأمن والوقاية من الجريمة وضبط مرتكبيها. من جانب آخر أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب إعدام أربعة أشخاص بتهمة التجسس بعدما “اعترفوا” بأنهم زرعوا اجهزة تعقب في سيارات تابعة للتنظيم مما سمح للطائرات الأمريكية بدون طيار باستهدافها، وذلك في شريط فيديو بثته مواقع جهادية أمس الأول.

وفي هذا الشريط وعنوانه “حصاد الجواسيس” عرضت القاعدة أربعة رجال قالت انهم “جواسيس” وهم يدلون، الواحد تلو الآخر، باعترافات، تثبت انهم وضعوا “شرائح الكترونية في سيارات مجاهدين” قتلوا خلال العامين الماضيين في غارات لطائرات بدون طيار في محافظة شبوة في جنوب اليمن.

واوضح التنظيم ان هؤلاء الرجال اعدموا بعدما “تمت ادانتهم بالمسؤولية المباشرة عن مقتل مجموعة من مجاهدي جزيرة العرب، وغيرهم من عوام المسلمين، وذلك عبر زرع شرائح الكترونية لارشاد الطائرات الامريكية المسيرة في تحديد سياراتهم، ومن ثم قصفها وقتلهم بالصواريخ الموجهة”.

وتضمن الشريط مقابلة مع مسؤول الأمن في التنظيم ويدعى أبو إسلام المهاجر وقد اتهم الأمريكيين والحكومة اليمنية بالسعي عبر هذه الغارات، التي اكد انها توقع ضحايا في صفوف السكان المدنيين، الى احداث شرخ بين مقاتلي التنظيم وابناء القبائل من سكان هذه المناطق.

من جانب آخر طالب مجلس النوّاب “البرلمان” اليمني بالإجماع الرئيس عبد ربه منصور هادي بتغيير حكومة الوفاق الوطني لعجزها عن أداء مهامها وفشلها في حل أزمة المشتقات النفطية وتوفير الخدمات الأساسية وتحقيق الأمن والاستقرار.

ووقّع كل رؤساء الكتل البرلمانية على الرسالة الموجّهة لهادي بتغيير الحكومة، عقب إجراء أول استجواب للحكومة في تاريخ الحكومة والبرلمان، في خطوة توافقية بعد فشل البرلمان في سحب الثقة عن الحكومة.

وقال رئيس لجنة الشؤون الدستورية والقانونية بمجلس النوّاب الدكتور علي أبو حليقة في تصريح لـ “$” إن الكتل البرلمانية ورغبة في اتخاذ القرار بالتوافق أجمعت على رفع رسالة تاريخية للرئيس عبد ربه منصور هادي بضرورة تشكيل حكومة جديدة، قد تكون بمثابة حكومة إنقاذ لمواجهة الأوضاع الحياتية المتردية التي يعيشها الشعب اليمني في مختلف المجالات.

وأوضح أبو حليقة أن قرار مجلس النوّاب في هذا الظرف الحالي يعتبر بمثابة مساندة قوية لرئيس الجمهورية لتؤازر الحكومة الجديدة في معالجة الأوضاع المتردية في اليمن وسيعزّز موقف الرئيس إزاء القضايا التي تكاد تكون كارثية على الشعب اليمني.

مشيراً إلى أن موقف مجلس النوّاب “غير مسبوق وفي إطار التوافق البرلماني الذي يحدث لأول مرة من جميع الكتل بعد أن تلكّأت بعض الكتل، لكن الموقف الذي اتخذه البرلمان كان بمثابة قرار لم تتمكن تلك الكتل التي كانت معارضة إزاء إصرار كتلة المؤتمر الشعبي العام بالحجج القوية التي أصرت على سحب الثقة من حكومة الوفاق التي أثبتت فشلها واعترفت بالفشل أمام البرلمان، مما جعل بعض الكتل تستجيب لدعوة كتلة المؤتمر وتتنبّه لما سيترتب على امتناعها عن المشاركة في هذا القرار”.

ودعا أبو حليقة الرئيس هادي إلى أن يسارع بتكليف شخصية يختارها لتشكيل حكومة جديدة تلبي تطلعات الشعب للخروج من هذا المأزق الذي يواجه اليمن ولأول مرة في تاريخها. وأضاف إن هذا الإجراء يأتي ترجمة حقيقية للمبادرة الخليجية لتقوم الحكومة المرتقبة بتغطية القصور الواضح في الشأن الوطني والذي عجزت حكومة محمد سالم باسندوة عن القيام به.

وقال: نتمنى من الرئيس أن يشكل حكومة تكنوقراط بعيداً عن المحاصصة الحزبية حتى نضمن ولاءها للوطن والتزامها بتوجيهات الرئيس وتطبيق القانون وبحيث تكون منسجمة مع بعضها تجنّباً للعثرات التي شابت الحكومة الحالية”.