هادي يقيل 5 وزراء ومسؤولين على وقع احتجاجات شعبية

مقتل وإصابة 8 مسلّحين بمأرب -

صنعاء- «عمان- جمال مجاهد:-
أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعديلاً وزارياً وأقال مسؤولين كبارا في الدولة، عقب احتجاجات شعبية وقيام متظاهرين غاضبين بقطع الطرق الرئيسية في العاصمة للمطالبة بإقالة الحكومة على خلفية فشلها في تحقيق الأمن والاستقرار وتوفير المشتقات النفطية ووضع حد للاعتداءات التخريبية المتكرّرة التي تستهدف خط نقل الكهرباء مأرب- صنعاء ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن صنعاء والعديد من المدن الرئيسية بشكل كامل.


وأقال هادي في سلسلة قرارات جمهورية وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي وعيّنه عضواً في مجلس الشورى، وحل محله مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة جمال عبد الله السلال، كما أقال وزير الإعلام علي العمراني وعيّن بدلاً عنه مدير مكتب رئاسة الجمهورية نصر طه مصطفى وخطيب شارع الستين فؤاد الحميري نائباً له، كما أقال وزير الكهرباء والطاقة صالح سميع وعيّن بدلاً عنه عبد الله محسن الأكوع الذي عيّن أيضاً نائباً لرئيس الوزراء.

كما عيّن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات أحمد عبيد بن دغر نائباً لرئيس الوزراء. وعيّن هادي أيضاً أمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك مديراً لمكتب رئاسة الجمهورية والدكتور منصور علي أحمد البطاني أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية بدلاً عن الدكتور علي منصور بن سفاع الذي عيّن سفيراً بوزارة الخارجية، وعيّن هادي رئيس مصلحة الجمارك محمد منصور زمام وزيراً للمالية بدلاً عن صخر الوجيه الذي عيّن محافظاً للحديدة، كما عيّن حسام الشرجبي نائباً لوزير المال بدلاً عن أحمد عبيد الفضلي الذي عيّن عضواً في مجلس الشورى.

وعيّن مدير عام «المؤسسة اليمنية العامة للنفط والغاز» أحمد عبد القادر شائع وزيراً للنفط والمعادن بدلاً عن خالد محفوظ بحّاح الذي مضى على تعيينه ثلاثة أشهر فقط في تعديل وزاري محدود وليعيّن الأخير مندوباً لليمن لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، وفي القطاع النفطي عيّن هادي أيضاً علي محمد الطائفي مديراً عاماً تنفيذياً لشركة توزيع المنتجات النفطية.

وفي وزارة الخدمة المدنية والتأمينات عيّن الرئيس اليمني عبدالله علي الميسري نائباً للوزير.

وكانت «اللجنة الأمنية العليا» وقفت في اجتماعها أمام «الأعمال التخريبية في عدد من شوارع العاصمة صنعاء والتي قامت بها عناصر مندسة في صفوف مجموعات من المحتجين المطالبين بتوفير المشتقات النفطية».

واعتبرت اللجنة أن ما قامت به تلك العناصر من قطع للطرق وتخريب للممتلكات الخاصة والعامة، يعد عملاً تخريبياً يساهم في نشر الفوضى وتهديد السكينة العامة وتعريض حياة المواطنين للخطر.

وأكدت اللجنة الأمنية العليا أن الأجهزة الأمنية لن تألو جهداً في تأمين الحياة العامة للمواطنين، والوقوف بحزم تجاه كل من يحاول المساس بالأمن والسكينة العامة، والعمل على تهيئة المناخات المناسبة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

ودعت اللجنة كافة المواطنين إلى الحفاظ على الأمن والسكينة العامة وتوفير الأجواء الملائمة لتمكين حكومة الوفاق الوطني من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيصال المشتقات النفطية التي تم توفيرها وإنزالها إلى السوق، وعدم الانجرار وراء الدعوات التحريضية الهادفة لإقلاق الأمن والسكينة العامة.

من جهة أخرى، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس بمكتبه بدار الرئاسة بصنعاء سفراء الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن اللقاء «يأتي في إطار مستجدات العملية السياسية في اليمن وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة».

واستعرض الرئيس اليمني جملة من القضايا والموضوعات الراهنة وطبيعة الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، وقال إن الظروف ما تزال صعبة ومعقدة ولا بد من العمل الجاد والمخلص من أجل تجاوز كافة التحديات والصعاب الماثلة وتأتي في مقدمة ذلك الظروف الاقتصادية.

ونوّه إلى أن نشوب الأزمة الحادة مطلع العام 2011 كان لها تداعيات كارثية على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية وحتى المجتمعية وهو ما تسبب بمضاعفة الأزمة الاقتصادية.

وقال على صعيد مكافحة الإرهاب: إن وحدات من القوات المسلّحة والأمن «كان لها شرف في دك أوكار تنظيم القاعدة في محافظة أبين وأجزاء من محافظة شبوة وطهّرت المحافظتين من هذه الجماعة الإرهابية، والمعروف أن مثل هذه العمليات تسبب خسائر اقتصادية ومادية وتضيف أعباء اقتصادية على كاهل الدولة والمجتمع».

وأشار هادي إلى أن تراكمات الماضي القريب والبعيد كبيرة وتجمعت مخلفات أزماتها حتى انفجرت في 2011 في ظروف هي أصلاً من الناحية الاقتصادية صعبة وتحتاج إلى معالجات كثيرة ولولا الدعم الإقليمي والدولي الذي جنّب اليمن مخاطر الانزلاق إلى أتون الحرب الأهلية والانقسامات والتشظي لما تمكّن اليمن من تخطي تلك الظروف الصعبة.

وأضاف «إننا اليوم قد تجاوزنا الكثير من الصعاب والتحديات ونعتقد أن على كل القوى السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني تقع مسؤولية وطنية وتاريخية في هذا الظرف الاستثنائي في الاحتشاد من أجل الانتصار للوطن وأمنه واستقراره ووحدته خصوصاً وأن الجميع بعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمخرجاته الوطنية التي تمثّل خارطة طريق يعقد الآمال نحو تحقيق المستقبل وتكريس الأمن والاستقرار».

وتناول المخاطر التي مرت بها اليمن من حروب في الشمال والقرصنة ومواجهة الإرهاب واستهداف المصالح العامة والبنى التحتية من خلال الاعتداءات المتكرّرة على خطوط إمداد الكهرباء والنفط والغاز.

وتلقّى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتصالاً هاتفياً من وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية آلان دنكن، عبّر فيه عن تأييد ودعم حكومة المملكة المتحدة له في القرارات التي اتخذها ويتخذها والإجراءات والخطوات التي ينفذها من أجل ترجمة المبادرة الخليجية المزمّنة على أرض الواقع لإنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن بصورة كاملة.

وقال دنكن «سنعمل مع المجتمع الدولي على إنجاح المبادرة الخليجية والتغيير السياسي السلمي في اليمن بصورة كاملة». وأكد أن أمن اليمن واستقراره يهم أمن المنطقة والمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن «أية محاولة لعرقلة مسيرة خروج اليمن إلى بر الأمان والأمن والاستقرار ومن أية قوى سياسية ستواجه بالقوة والحسم ولن ينالوا مبتغاهم أياً كان الأمر وفقاً للقرارات الأممية والدولية ذات الصلة».

وأشاد وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية بما أنجز في طريق استكمال ترجمة التسوية السياسية بصورة كاملة وشاملة من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان وآفاق الأمن والاستقرار.

ميدانيا، أعلن مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الثالثة اليمنية أن حملة عسكرية شاركت فيها وحدات من اللواء 13 مشاة واللواء 14 مشاة وفرع الشرطة العسكرية وقوات الأمن العام بمحافظة مأرب «وسط اليمن»، اشتبكت مع مجموعة من عناصر التخريب وقطّاع الطرق ما أدى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ستة وتدمير سيارتين تابعتين لهم، وضبط سيارتين مع مدفع هاون وأسلحة متوسطة.

وأشار المصدر إلى أن الحملة تمكّنت من رفع قطاع «تقطّع» فرضته عناصر تخريبية مسلّحة على خطوط نقل الكهرباء في منطقة السحيل على خط مأرب-صنعاء.

وأوضح أن تلك العناصر كانت قامت بقطع طريق مأرب- صنعاء واحتجزت ناقلات النفط والغاز ومنعت المسافرين من التحرك واعتدت على الدائرة الأولى والثانية للكهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء والمدن الأخرى.

وأشار إلى أنه تم فتح طريق مأرب- صنعاء وبدأ فريق هندسي بإصلاح الأبراج التي تعرّضت للاعتداء من قبل تلك العناصر. وأكد المصدر أن «أفراد القوات المسلّحة والأمن لن يسمحوا لأي كان بالاعتداء على المصالح الحيوية للشعب واستهداف مصالحه، وسيقفون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن اليمن واستقراره وسكينته العامة».