نجاح عملية توسيع صمام القلب بالقسطرة

الأولى من نوعها بالمستشفى الجامعي -

تمكن فريق طبي متخصص بمستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بعملية قسطرية ناجحة لحالتين مرضيتين تعانيان من تضيق شديد في صمامات القلب وبالتحديد الصمام المايترالي، الحالة الأولى بلغت من العمر 24 سنة والثانية 32، واستمرت كل عملية قرابة الساعتين تمكن الفريق خلالها من توسيع الصمام وإنهاء معاناة المرضى وبدون الحاجة لفتح الصدر جراحيًا.

وتمت العمليتان باستخدام مخدر موضعي من خلال فتحة صغيرة في الفخذين يتم عن طريقها توصيل أدوات خاصة للقلب، ثم إحداث ثقب داخل القلب من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر ليتيسر إدخال البالون في الصمام وتوسعته وبهذه الطريقة لا يتم استئصال الصمام كما هو الحال في الطريقة الجراحية التقليدية بل تتم توسعته عن طريق البالون.

وقد قام بالعملية فريق طبي مكون من الدكتور حاتم بن علي اللواتي استشاري أمراض القلب والقسطرة الدقيقة بمعاونة الدكتور عادل بن بركات الريامي استشاري أول أمراض القلب بالمستشفى الجامعي وعدد من أفراد الطاقم التمريضي والفني بالمستشفى الجامعي.

وعن العملية يقول الدكتور حاتم بن علي اللواتي استشاري أمراض القلب: يعد التضيق في الصمام المايترالي من المضاعفات المزمنة التي تصاحب تعرض الأطفال لمتلازمة حمى الروماتيزم الحادة من جراء التهابات في الحلق تسببها بكتيريا خاصة ويعمل هذا الالتهاب على المدى البعيد على تضييق صمامات القلب بسبب التهاب مناعي مزمن وخصوصا في الصمام المايترالي وبالتالي فإن تضيق هذا الصمام يؤدي إلى أعراض تدريجية وشديدة تظهر عادة في مقتبل العمر في العشرينيات والثلاثينيات وخصوصا عند الإناث، وتؤثر على الأوعية الدموية في الرئتين وعلى دقات القلب وانتظامها ويعرض ذلك المريض للإصابة بضيق شديد في التنفس لتراكم السوائل بالرئتين وتكونّ الجلطات في القلب وبالتالي حدوث السكتة الدماغية المفاجئة، وفي السابق كانت هذه الحالات تعالج عن طريق الجراحة المفتوحة في منطقة الصدر، فيتم استبدال الصمام التالف بآخر اصطناعي غالباً معدني، أما الآن فيتمُّ التعامل مع هذه الحالات بالقسطرة الدقيقة حيث تتم توسعة الصمام ببالون خاص بهذا الغرض.

وأضاف اللواتي: مثل هذه الحالات المرضية تبدأ في الأطفال وتكون على شكل التهاب بكتيري حاد في الحلق وتتبعه بعدها بأسابيع متلازمة حمى الروماتيزم الحادة التي بدورها تؤثر على المفاصل وتسبب طفحاً في الجلد وتؤثر على القلب سواء عضلة القلب أو الأغشية المغلفة للقلب أو صمامات القلب وكذلك تؤثر على المخ فتؤدي إلى حركات لا إرادية وتظهر هذه الأعراض في الأسابيع الأولى من المرض، وبعد الشفاء من متلازمة حمى الروماتيزم الحادة تبدأ مناعة الجسم بمهاجمة أنسجة الصمامات بشكل بطيء وتدريجي يستمر على شكل التهاب مزمن لسنوات فتظهر الأعراض على المريض بسبب تضيق في الصمامات وأكثر الصمامات المتأثرة هو الصمام المايترالي والذي يقوم بتنظيم تدفق الدم بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر وكذلك من الممكن أن يؤثر على أي صمام ثانٍ في القلب كالصمام الأبهر.

ويشير الى أن تشخيص هذا المرض يتطلب الخضوع لفحص سريري دقيق يتم بعدها الفحص بواسطة أشعة سونار (فحص القلب بالصدى) وهي خطوة ضرورية للتأكد من قابلية الصمام للعلاج القسطري المقترح ولمعرفة حجم تضيق الصمام، والتأكد من خلو حجرات عضلة القلب من الجلطات، وكذلك يخضع المريض لتخطيط القلب، وتتوفر في المستشفى الجامعي الأجهزة الحديثة اللازمة لمثل هذه الفحوصات، وكل ذلك يعمل على بث الطمأنينة لدى المريض وثقته بالطاقم الطبي الذي سيجري له العملية.

ويضيف الدكتور حاتم اللواتي: يمكن تفادي مثل هذه الحالات بعلاج الالتهابات الحادة في الحلق بالجرعات المناسبة من المضادات الحيوية، وينصح الشخص المصاب بمتلازمة حمى الروماتيزم الحادة بالاستمرار في تناول المضادات الحيوية إلى ما بعد الشفاء منها لسنوات طويلة حسب إرشادات الطبيب ليمنع تفاقم مشكلة تضيق الصمامات المزمنة.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الإصابة بالمرض قد انخفضت كثيرا على مدى العقود الماضية والفضل يعود لاستخدام المضادات الحيوية ولكن نسبتها في الدول النامية ما زالت عالية مقارنةً بالدول المتقدمة.

يذكر أن هذه العمليات القسطرية تتميز عن نظيرتها الجراحية في بساطة متطلباتها التجهيزية من تخدير وغيره فتعالج هذه الحالات دون اللجوء إلى التخدير الكامل، وكذلك تتميز بتقليل المعاناة وفترة النقاهة بعد العملية، وتقليل مدة مكوث المريض في المستشفى حيث يغادر المريض المستشفى عادة بعد يومٍ واحد من العملية، إضافة إلى عدم وجود أي أثر للعملية القسطرية، وتقليل حدوث التهاب للجروح جراء العملية.

الجدير بالذكر أن هذه العملية هي الأُولى من نوعها على مستوى مستشفى جامعة السلطان قابوس وبداية لإجراء مثل هذه العمليات في المستشفى، وكانت النتيجة إيجابية ويعد نجاح العملية نقلة علمية ومواكبة حقيقية للأساليب العلمية الحديثة والمتبعة في المراكز المتقدمة في مجال العلاج القسطري الدقيق.