ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة واحدة من ولايات السلطنة التي تتمتع ممقومات سياحية كثيرة وأماكن للنزهة لافتة للانظار ويشد إليها الرحال من داخل السلطنة ومن خارجها وهي متنوعة في تضاريسها بين السهول المنبسطة والجبال الشاهقة والاودية ذات الحصيات الفضية والمزارات الزراعية تتمثل في البساتين الخضراء والأماكن الزراعية ومن هذه الأماكن.
الصبيخاء من اكبر قرى الولاية وأول القرى من الجهة الشرقية تقع بالقرب من ولايتي نخل ووادي العاول وتبعد عن العوابي مركز الولاية ب 20 كيلومترا، يتم الوصول إليها عبر الطريق العام (نخل– العوابي) فالقادم إليها من ولاية نخل يجد المدخل الموصل إليها بعد تقاطع وادي مستل بمسافة بسيطة على جهة اليمن والقادم إليها من ولاية العوابي ياتي تقاطعها بعد قرية المهاليل على اليسار ثم يسلك إليها طريق معبد حتى وسط القرية وهي من اجمل القرى السياحية على مستوى السلطنة وتحيط بها الجبال الشاهقة من جميع الجهات وتحتضن القرية اعداد كبيرة من أشجار النخيل الباسقة والموز والحمضيات وانواع الحبوب والاعلاف والمزارع الخضراء التي تحاذي البيوت والحارات بالقرية، وتتميز القرية بانها جامعة لملتقى مياه اودية اربع ولايات فالأودية القادمة من سلسلة (جبال الجبل الأخضر وجبال وادي بني خروص وجبال وادي مستل وجبال وادي بني حراص) وتمتلك القرية الكثير من المقومات السياحية والتراثية التي تتميز بها، حيث الأبراج التي من بينها البرج العالي وبرج وادي عرك والبرج الحدري، ويوجد بالقرية أماكن سياحية مثل وادي السيمسم وعين السخنة وتشترك مع قرية الأبيض بالوادي المشهور بغزارته والغيول المائية والجداول المتدفقة الرقراقة لا تفارقها طوال العام ويرتادها الكثير من السياح العمانيين والمقيمين.
فلج بني خزير من أجمل قرى الولاية، وأولى القرى من جهة الشرق بعد قرية الصبيخاء، والاولى في نضج ثمار النخيل وتباشير القيظ في كل المواسم، تبعد عن العوابي مركز الولاية بخمسة كيلو مترات فقط تعد واحة غناءة، وارفة الظلال، كثيرة النخيل والأشجار الأخرى والفواكه، وتشتهر القرية بالزراعة بأقدميتها في تباشير القيظ لنخلة النغال عن بقية قرى الولاية في كل موسم ويرجع ذلك كونها تقع بين سلسلة جبال تحيطها من جميع الجهات، إلى جانب ارتفاع درجة الحرارة بها خصوصا في فصل الصيف، كما توجد بالقرية شجرة الصبار العماني وهي قديمة العهد وقال سعيد السيابي وتعتبر استراحة للمسافرين وعابري الطريق، حيث تقع على محاذاة الشارع العام، (الرستاق– بركاء) مرورا بولاية العوابي فقرية فلج بني خزير، يحيط بها سور إسمنتي كبير أنشيء في مطلع الثمانينات، عندما تم رصف الشارع العام، وذلك لحمايتها من مياه الوادي (وادي بني خروص القادم من أعالي الجبال المرتبطة بسلسلة جبال الجبل الأخضر) ويزداد جمال القرية، ورغبة السياح إليها أيام توفر المياه، وتواصل هطول الأمطار إذ تنساب المياه بغزارة من على ساقيتها التي تغذي القرية بالمياه، حيث تتشكل جداول مائية بعد فيضانها من الساقية الرئيسية، وكأنها لآلئ فضية تنساب بين الأحجار وحبات الرمل على الوادي المحاذي لها.
الهجير واحدة من قرى وادي بني خروص التابع للولاية تبع عن العوابي مركز المدينه بنحو 15 كم، ويمكن للزائر الوصول إليها عبر شارع وادي بني خروص بدءا من حصن العوابي، حيث اصبح الطريق إليها سالكا حتى هناك من خلال التقاطع الرئيسي الموصل إليها وهي اول القرى بوادي بني خروص، محاطة بسلسلة من الجبال وكانه سور منيع، تحدها شرقا قرية ستال بوادي بني خروص وغربا وادي بني عوف بولاية الرستاق وشمالا العوابي مركز الولاية، وجنوبا نيابة الجبل الاخضر بولاية نزوى وبعود سبب تسمية القرية (بالهجير) لهجران الشمس عنها حيث تشرق الشمس عليها في التاسعة صباحاً وتبدأ الغروب في الساعة الثالثة والنصف عصرا، فتمكث فيها زهاء خمس ساعات فقط، تشتهر بزراعة الحبوب كالقمح والشعير والذرة وكافة انواع البقوليات وتشتهر بجودة المحاصيل الزراعية كالبصل، والثوم، والجلجلان، والبقدونس، والفجل، والخس والحلبة، وغيرها من الخضروات، ويوجد بها فلج ينبع من سفح الجبل لمسافة 1.5 كم ويوجد في منتصف مساره، حصن قديم مكون من غرف متلاصقة بعضها ببعض مبنية بالحجارة، ومن مميزاته ان الدخول إليه عبر طريق واحد فقط، ويعود تأريخ بنائه لعهود قديمة، كما يوجد بالقرية موقع سياحي في مكان يطلق عليه (العجمة) ويتميز بمرور ساقية الفلج بها وتداخل الاحجار الصخرية الكثيرة عليها على شكل ممرات وكهوف الى جانب وجود الكتابات المنقوشة على الصخور، كما ان مسار الفلج وساقيته، تعد من المناظر التي تثري السياحة بالقرية، وايضا فان الطريق الجبلى الذي تم شقه مؤخرا والذي يربط ولاية العوابي بوادي بني عوف عبر قرية الهجير يعد منتزها سياحيا غاية في الروعة والجمال كونه يمر على مرتفعات جبلية ومنحدرات وتتخلله مناظر خلابة، حيث الخضرة واشجار الجبل متناثرة هنا وهناك فتكسو المكان بسحرها الاخاذ رونقا وجمال وتعطي عابري الطريق انسجام ووئام، وطريقة تقسيم مياه فلج القرية بين المزارعين كانت في السابق تعتمد على ظل الشمس في النهار، وعلى النجوم والكواكب وقت الليل، اما الان فيعتمدون على التوقيت الحديث بالساعة ففي النهار 12 ساعة كل اثر 30 دقيقة وفي الليل 12 وهكذا مع كل يوم، وكل مزارعي القرية يعرفون وقت حصتهم من الري، بعض الاهالي لازالوا متمسكين بالمهن والحرف التقليدية القديمة هذا الى جانب المجال الزراعي وهو الابرز مما ساعد القرية لاظهارها وشهرتها في هذا المجال وقد احرزت نتائج مشرفة في منافسات مسابقة شهري الزراعة في الاعوام الماضية، وكان اخر تكريم حصلت عليه في مجال (تربية الماشية، وزراعة وانتاج القمح) ولا تزال القرية تهتم بهذا الجانب والمزارعون جميعا يتنافسون لاجل ضمان جودة الزراعة والمحافظة عليها ستال واحدة من اكبر قرى ولاية العوابي تتوسط قرى وادي بني خروص وتبعد العوابي مركز المدينة بنحو 12 كيلو مترا وهي من القرى الجميلة تتمتع بمزارات ومواقع سياحية كانت ولا تزال محل استجمام وراحة للسياح كما انها من اشهر البلدان زراعة لمختلف المحاصيل يقسمها الوادي الى ضفتين زادتها رونقا وجمال فالساك للطريق يرى يمنة ويسرة الخضرة تمتد من بداية القرية وحتي النهاية ويمر عليها الزائر متوسطا الاشجار المتنوعة ومن المآثر القديمة بها برج النجور ومساجد الصلوط ومنازل اثرية قديمة وغيرها.
الهجار من أهم القرى التأريخية التي لا زالت تحتفظ بمعالم التراث الخالد وأمجاد الذين لازالت الألسن عامرة بذكرهم والمكتبات ودور العلم زاخرة بمآثرهم فهي مسقط رأس ذلك الإمام التقيّ الورع الزاهد الوارث بن كعب الخروصي رحمه الله الذي يعتبر أول إمام من بني خروص وثاني إمام في عُمان، وتقع قرية الهجار على مجاذات وادي بني خروص وتحت سلسلة جبال الجبل الأخضر الذي يقع جنوبا منها وتحدها شرقا قرية مسفاة الشريقيين، ومن الغرب قرى ثقب وشو وصنيبع وتبعد عن العوابي مركز الولاية لنحو 16 كيلو مترا، ولقرية الهجار جذورا ضاربة في أعماق التاريخ وهي تتمتع بسمعة طيبة لما كان لها من شرف احتضان الأئمة والعلماء الأخيار ويوجد بالقرية مسجد للأمام الوارث ابن كعب الخروصي- رحمه الله- وأنشئ في العقد السابع من القرن الثاني ويطلق عليه مسجد الغمامة نسبة لراويتين كلاهما صحيحتين الأولى أنه لما قام الإمام الوارث- رحمه الله- بالبناء أظلت الموقع الذي بني فيه المسجد غمامة مربعة الشكل فقام ببناء المسجد في مساحة الظل نفسها التي قد تكونت في السماء والرواية الثانية تقول بأن الغمامة ظلت باقية طوال فترة بناء المسجد والغمامة كانت تظل الامام وهو قائم بالعمل كما من الاثار السياحية الموجود شجرة الليمون التي اشتهرت بها القرية.
مسفاة الشريقين هي احدى قرى سلسلة جبال الحجر الغربي تحدها شرقا قرى منطقة العلياء وغربا قرية الهجار والقرى الغربية التي تليها وتقع القرية على سفح الجبل الأخضر من جهة وادي بني خروص وتبعد عن العوابي مركز الولاية بـ25 كيلو يبدأ السير إليها من بداية الدخول لوادي بني خروص عند حصن العوابي مرورا بعدد من القرى المتناثرة بالوادي عبر الطريق المعبد تتمتع القرية بهواء عليل وبماء عذب يجري كسلاسل فضية ولها موقع سياحي فريد لعلو ارتفاعها عن سطح الوادي محاطة بسلسلة جبال شاهقة من جميع الجهات وبها مزارع متنوعة كأشجار النخيل والحمضيات والفاكهة ويهتم سكانها بزراعة البقوليات والثوم والبصل وهي محاصيل ذات دخل جيد واستهلاك محلي مفيد، تروى مزارعها من مياه فلج القرية الذي ينحدر من مرتفعات الجبال الشاهقة ويمر عبر سلسلة جبلية منحدرة حتى يصل إلى المدرجات الزراعية، ويعود تسمية القرية بهذا الاسم من المسفاة تعني مسافي أي العيون الجارية كثيرة المياه وأهم المعالم التراثية والتاريخية فيها (حصن المسفاة) شيده الشيخ محمد بن سالم بن سيف الشريقي في القرن الثاني عشر الهجري ويشتمل على برجين (العقر الغربي والعقر الشرقي) وهذه البروج على شكل دائري، كما يوجد بالقرية مسجد تاريخي قديم هو مسجد الإمام عزان بن تميم الخروصي، وأهم المزارات السياحية كهف العقبه بوادي الحربي ويقع غربي القرية والبساتين الزراعية متنوعة الاشجار، كما تنبت في الجبال المحيطة بها أشجار(البوت، والعلعلان، والعتم، والنمت، والطلح) وهي اشجار جبلية منتشرة ومعروفة.
قرية العلياء تبعد عن العوابي بـ30 كم متر وهي من اجمل واشهر الأماكن السياحية بالولاية تقع معظم منازلها على سفوح الجبال وتتضمن مجموعة من البلدان منها حدس والعلياء والهودنية وظاهر سقطرى والخطمة والمحصنة والثلاثة والدار وسقر وسحكون ومخططات سكنية اخرى وجميع هذه القرى جميلة وتستقطب الزوار ومن الأماكن التي يرتادها السواح المنطقة القريبة من عريش الحيل حيث تسمع هناك لخرير المياه وزقزقة العصافير وجمال الطبيعة وتنوع الاشجار بمختلف اشكالها واشهر منتوجاتها المانجو والعنب والصفرجل وغيرها وتتمتع بتواصل جريان المياه وبجوها اللطيف المعتدل طوال العام كما توجد بالقرلاية العديد من الماثر القديمة وتم مؤخرا بناء طرق للراجل توصل للقرية كونها مرتفعة عن سطح الارض كما ان الطريق المعبد قد وصل إليها واصبح الزوار يصلون إليها بشهولة ويسر.