في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: موقف أبو مازن واضح … وتقصير (التعاون الإسلامي) واضح، جاء فيه: من المعروف أن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم كل الدول الإسلامية والعربية أقيمت أساسا بعد الحريق الإجرامي في المسجد الأقصى المبارك ومن أجل الدفاع عنه وحمايته مستقبلا من أي اعتداءات، واجتماعها في جدة الذي انعقد الأربعاء الماضي، هو الاجتماع الواحد والأربعون، وهو ينعقد على مستوى وزراء الخارجية للتدليل على أهمية المواضيع على جدول الأعمال.
للأسف الشديد فإنه ينعقد هذه المرة وفي مقدمة اهتماماته الوضع المدمر في العراق وليس ما يتعرض له الحرم القدسي من انتهاكات واعتداءات ومخططات تقسيم إسرائيلية واضحة ومعلنة. ومما لا شك فيه أن الوضع العراقي خطير للغاية وهو لا يشغل منظمة المؤتمر الإسلامي فقط ولكن دول العالم كلها التي لها مصالح بالمنطقة وفي أولها الولايات المتحدة. فالعراق مهدد بالتقسيم بين أكراد وشيعة وسنة، كما انه مهدد بحرب أهلية شاملة نتيجة التدخلات الخارجية والفتن الطائفية التي بدأت تشتعل في أكثر من دولة عربية، وهو موضوع له تداعيات كبيرة إقليمية ودولية وقد بدأت بوادرها تظهر في الخلافات الحادة والعلنية بين السعودية والعراق.
إلا أن فلسطين والحرم القدسي يواجه أخطارا لا تقل خطورة وأهمية، ولهذا كان قرار الرئيس أبو مازن المشاركة في المؤتمر وإلقاء كلمة جاءت شاملة وواضحة للغاية وأثارت ردود فعل واسعة فلسطينية وعربية وإسرائيلية أيضا. لقد قال الرئيس إن الحرم القدسي مهدد بالتقسيم مكانا وزمانا كما حدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل، والقدس تواجه مخاطر التهويد وتهجير أبنائها… والقضية الفلسطينية كلها تواجه مفترقا مصيريا … وكان الرئيس أكثر صراحة ووضوحا حين تحدث عن أهمية المقاومة السلمية ورفض أي عنف أو فوضى كما حدث في الانتفاضة الثانية وقال انه ضد انتفاضة ثالثة لأنه حريص على حماية الشعب والقضية، مما أثار ردود فعل مختلفة فلسطينيا ورحبت قوى إسرائيلية بهذه المواقف التي تجيء ردا على كل كذب الاتهامات الرسمية الإسرائيلية ضد السلطة والعقوبات الجماعية التي تمارسها بالضفة بعد خطف أو اختفاء المستوطنين الثلاثة.
وتبقى القضية الأهم في اجتماع جدة ما يتعلق بالحرم القدسي الشريف والقضية الفلسطينية عموما، ولم تقدم منظمة التعاون الإسلامي هذه حتى اليوم رغم كل ما تعرفه من مخاطر حقيقية ضد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الإسراء والمعراج… ولقد كررت خلال اجتماعاتها السابقة البيانات والتحذيرات نفسها ولم تشعر القدس ولا فلسطين بأية أعمال فعلية ضد الممارسات الإسرائيلية رغم القدرات والإمكانات المتوفرة بكثرة. ونتساءل هل يجيء هذا الاجتماع بأي جديد أم أننا سنظل ندور في الحلقة المفرغة نفسها ؟