عرض مشروعات الدقم أمام مجلس الشورى

في إطار الدور والاختصاصات المناطة بمجلس الشورى، ومن أهمها الاطلاع على جهود التنمية الوطنية، في هذا القطاع أو ذاك، والتعرف على ملامحها وجوانبها المختلفة، ومناقشة كل ما يمكن أن يدفع هذه الجهود، ويساعد على تطويرها وتحقيقها للاهداف المراد تحقيقها، فإن الجلسة الاعتيادية التي يعقدها مجلس الشورى اليوم، وهي الجلسة الاعتيادية الحادية والعشرون في دور الانعقاد الحالي، تكتسب في الواقع أهمية كبيرة، وذلك لاعتبارات عديدة.

فالمجلس يستضيف اليوم معالي يحيى بن سعيد الجابري رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، حيث سيقدم معاليه عرضا مرئيا حول المنطقة، والمحاور الأساسية لتطويرها، والمشروعات التي بدأ العمل في تنفيذها، وتلك التي قطعت شوطا بالفعل، بل والعمل الحقيقي، مثل الحوض الجاف، الذي استقبل حتى الآن ما يزيد على المائتي سفينة للاصلاح والصيانة، ومنها سفن ضخمة، وكذلك التصور الخاص بمستقبل المنطقة، والأنشطة التي تضمها، ومدى تأثيرها ودورها أيضا بالنسبة لاستراتيجية تحويل السلطنة إلى مركز لوجستي دولي في المنطقة، والاستفادة من الموقع الحيوي للسلطنة، وبشبكة الطرق الحديثة والمتكاملة، والتي ستجمع بين الطرق البرية والنقل البحري والسكك الحديدية، فضلا عن جوانب أخرى عديدة بالطبع.

جدير بالذكر أن العرض المرئي الذي سيقدمه معالي رئيس هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، يجسد المستقبل الواعد الذي ينتظر هذه المنطقة الحيوية، والتي تشكل إضافة كبيرة للاقتصاد العماني، بحكم ما تضمه من مشروعات عديدة، انتاجية وخدمية وتجارية وسياحية، خاصة وانه تم تخطيطها لتكون مجتمعا انتاجيا وخدميا متكاملا وقادرا على استيعاب أعداد كبيرة من المستثمرين والعاملين والسائحين والسكان أيضا. وبينما تصل الاستثمارات المقدرة إلى ما يتجاوز خمسة عشر بليون دولار، فإن هذه المنطقة التي تجسد جانبا من الطموح العماني لمستقبل أكثر اشراقا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – هي منطقة جديرة بالاعتزاز والاحتفاء بها، بل وتقديمها على أوسع نطاق ممكن، ليس فقط للمستثمرين ورجال الأعمال خارج السلطنة، وداخلها، ولكن المهم أيضا هو التعريف الكافي بها على المستوى العماني. وإذا كان العرض المرئي اليوم أمام مجلس الشورى يعتبر خطوة موفقة في هذا المجال، خاصة وانه من المنتظر ان تكون المناقشات المصاحبة، والاستفسارات من جانب أعضاء المجلس، والتي يرد عليها معالي يحيى بن سعيد الجابري أو يلقي الضوء عليها، كافية للتعريف المتكامل بجهد تنموي كبير، وبعيد النظر أيضا، تقوم به حكومة حضرة صاحب الجلالة. ومع إدراك أن أثر ذلك سينتقل بالضرورة إلى المواطنين العمانيين، عبر أعضاء مجلس الشورى، فانه من المأمول أن تنظم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم زيارات لوفود من رجال الأعمال في القطاع الخاص، ومن الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة، ليتعرف الشباب وليلمسوا بشكل مباشر جانبا مما يجري هناك من جهود تدعوهم للمشاركة فيها.