الطيران الباكستاني يقصف معاقل طالبان ويقتل أكثر من 50 متمرداً

ردا على هجوم مطار كراتشي -

ميرانشاه (باكستان)-(أ ف ب): أعلن الجيش الباكستاني إن مقاتلاته شنت غارات جوية فجر أمس على معاقل المتمردين في شمال غرب باكستان مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين منهم.

لكن مسؤولين أمنيين قالوا: إن حصيلة القتلى أكبر من ذلك بكثير، مشيرين إلى أن 150 متمرداً قتلوا في الغارات التي استهدفت مقاتلين اوزبك في منطقة نائية في شمال وزيرستان القبلي.

وبين القتلى متمردون مرتبطون بالهجوم الذي استهدف الاثنين مطار كراتشي واسفر عن سقوط 38 قتيلاً بينهم عشرة مهاجمين، وأدى إلى نسف عملية السلام المحتملة بين حركة طالبان باكستان والحكومة.

وقال المسؤولون: إن الغارات استهدفت منطقة دهقان الجبلية التي تبعد حوالي 25 كلم غرب ميرانشاه، كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية القبلية التي تعتبر معقلا لحركة طالبان وحلفائها في تنظيم القاعدة على الحدود مع أفغانستان.

وأكد الجيش الباكستاني في بيان «حوالي الساعة الثالثة (20:30 ت غ) من أمس استهدفت طائرة عدداً من مخابئ الإرهابيين في دهقان في منطقة دتا خيل في شمال كردستان».

وأضاف: «هناك تقارير مؤكدة عن وجود إرهابيين أجانب ومحليين في هذه المخابئ المرتبطة بالهجوم على مطار كراتشي».

وذكر مسؤول في الاستخبارات أن «عدداً يصل إلى 150 شخصاً قتلوا في الضربات في وقت مبكر من أمس، هذه الغارات جرت على أساس تقارير مؤكدة عن وجود أوزبك وناشطين آخرين في المنطقة»، وصرح مسؤول امني آخر أن «عدد الذين قتلوا أكبر من 150».

ولم يؤكد الجيش الباكستاني الحصيلة الكبيرة، لكن بيان الجيش قال: إن «مستودعاً للذخيرة دمر خلال الضربات»، موضحاً إن «تفاصيل أخرى ستعلن في وقت لاحق» في إشارة إلى احتمال ارتفاع حصيلة القتلى.

وقال مصدر آخر في ميرانشاه: «استهدفت المقاتلات مخابئ المتشددين في قرية داجان قرب الحدود الباكستانية الأفغانية»، وأضاف: «قتل قائد أوزبكي مهم هو عبدالرحمن في الغارة الجوية.» وأشار إلى أن عبد الرحمن شارك مباشرة في التخطيط للهجوم على مطار كراتشي.

وتأتي هذه الغارات بعد أسبوع من الهجوم الضخم الذي استهدف مطار كراتشي الدولي (جنوب)، أكبر مطار في باكستان، وأسفر عن وقوع 38 قتيلاً، وأعلنت حركة طالبان الباكستانية والحركة الإسلامية في أوزبكستان أن مقاتلين أوزبكيين شاركوا في الهجوم.

وأدى الهجوم الجريء على مطار العاصمة الاقتصادية لباكستان إلى إجهاض مساع كانت تجري لإطلاق مفاوضات سلام بين حركة طالبان وإسلام أباد، كما أدى الهجوم إلى زيادة الضغوط على الحكومة المركزية لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في ولاية وزيرستان الشمالية التي تعتبر معقلاً لطالبان.

وبعد الهجوم شنت الولايات المتحدة الأربعاء الماضي غارتين بطائرتين من دون طيار في هذه المنطقة، في أول هجوم من نوعه منذ مطلع العام.

وأدت الغارتان إلى مقتل 16 متمرداً على الأقل كما أعلنت السلطات المحلية في المنطقة القبلية في وزيرستان الشمالية، معقل حركة طالبان وغيرها من الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكانت الولايات المتحدة علقت غارات الطائرات بدون طيار في باكستان في ديسمبر 2013 بطلب من إسلام أباد.

وفي اليوم نفسه شنت الطائرات الباكستانية ضربات جوية على شمال وزيرستان مما أدى إلى سقوط 25 قتيلاً على الأقل، وتضاربت المعلومات حول هوية القتلى، لكن مسؤولا امنيا في ميرانشاه صرح لفرانس برس بأن مقاتلين أوزبك استهدفوا في الغارات، وقال: إن «مقاتلين أوزبك تجمعوا في المنطقة ليستريحوا عندما استهدفتهم الطائرات».

وتحت ضغط عمليات القصف وشائعات عن هجوم بري وشيك للجيش، فر عدد من المسلحين الأجانب سراً من ملاذهم في شمال وزيرستان في الأسابيع الأخيرة في ما قد يشكل أحد أكبر معاقل القاعدة في المنطقة القبلية في باكستان.

وبدأت عائلات في الفرار من وزيرستان الشمالية إلى أجزاء أخرى من باكستان تحسباً لمزيد من العنف.