المزي والتين والعنب الأخضر والسقب أشهر أشجارها البرية -
على ارتفاع أكثر من 1600 متر وصلت مجموعتنا من الشباب لقرية السي الجبلية التابعه لولاية خصب بمحافظة مسندم قادمة من ولاية دبا برحلة للبراري مرورا بوادي البيح وقرى وادي مغلالي وسلحد وما تتمتع به هذه المنطقة من جو أوروبي ممتع في هذا الوقت من الموسم وكان في استقبالنا أبناء علات الظهوريين الذين رافقونا كمرشدين سياحيين واصفين لنا ما تنفرد به قرية السي التي حباها الله بأشجار الفاكهة و جعلها تشتهر بشجرة العنب ذي الحجم الصغير الأخضر الحلو المذاق لبني الرحيبي حيث كانت في ذلك الزمن تحمل فاكهة العنب على الحمير حتى وصولها لأسفل الوادي ـ حيث لم تكن الطرق قد شقت في ذلك الوقت- ثم تحمل على ظهر بعير للذهاب بها الى أسواق خصب وهذه الطريقة القديمة في نقل العنب عرفت عند بني الرحيبي وهي متوارثة لديهم.
بعد تناول وجبة الغداء (الأرز واللحم) واكراما للضيف وهي العادة المعروفة لدى الشحوح قام الشباب بتقديم الندبة.
لماذا سميت السي …؟
علي بن سالم بن صقر الظهوري رجل كبير بالسن من أهالي قرية السي الجبلية يقول :تحملنا المشقة في زمن لم يكن به ما هو متوفر في هذا العصر، فكنا نزرع مختلف أنواع الحنطة كالشعير والبر في مواسم “الربعية والسبعين”، كما أن للشعير أربعة أنواع منها الميساني وللبر ثلاثة أنواع، كما تشتهر هذه القرية بوجود أشجار العنب ولا يعرف متى تمت زراعتها وهي ذات محصول وفير وتبدأ تباشيرها في شهر يوليو، وكذلك أشجار الرمان وتعد منطقة السي ذات خصوبة عالية وملائمة للجو المناخي لزراعة مختلف أشجار الفاكهة واعتمادهم في الزراعة على الأمطار وبرودة الجو وانخفاض درجات الحرارة وتجميع المياه بالبرك.
يقول الوالد علي الظهوري: توجد حوالي ثلاثة مساجد صغيرة المساحة على القمم المطلة على قرية السي، وسميت كما قيل لنا نسبة للمساجد الموجودة حول قاع هذه المنطقة ولا ندري بالضبط سبب التسمية.
التنوع الخضري
هناك أشجار معمرة لا يعرف عمرها بالتحديد قد تناثرت بين أحضان الطبيعة الغنية بالعناصر الغذائية بأعالي الجبال الشاهقة وبمسطحات تنفرد بخصوبة التربة فأشجار التين المثمرة، وهناك ثلاثة أنواع الأحمر كبير الثمرة والأحمر صغير الثمرة والأبيض ويوجد من أشجار التين ما يقارب 50 شجرة معمرة تختلف أحجامها.
أشجار المزي
تشتهر محافظة مسندم وخاصة ولايتي دبا وخصب بأشجار المزي، وتنمو هذه الأشجار بكثرة بالمسطحات الجبلية ذات التربة الطينية الخصبة وتثمر هذه الأشجار خلال موسم الأمطار وثمارها عبارة عن عناقيد متفرقة عن بعضها البعض وصغيرة الحجم مخروطية الشكل وتكون عليها قشرة شعرية خضراء وبعد نضوجها تكون بنية اللون ويستفاد من ثمرها بعد نضوجها حيث يتم حصادها ويقوم السكان بهذه القرى الجبلية بطهي تلك الحبوب بعدها تجفف وتستخرج منها النواة ذات الرائحة الذكية ومن ثم تأكل كما يستفاد من سيقانها بعد نضجها في العِصي وتعتبر عصي المزي من أجود العصي.
الوعوب الزراعية
هنا تأقلم البدوي مع الطبيعة وتحمل المشقة والعناء في سبيل الحصول على ما يتناوله من غذاء وذلك بالبحث عن المسطحات والأماكن المستوية كي يستغلها في الزراعة فترى على امتداد البصر بجبال محافظة مسندم أماكن صغيرة سورت بالحجارة ولا يمكن الوصول إليها إلا بعد عناء مما يوحي لك بأن هذا البدوي بأي عصر كان ولماذا ذهب إلى هناك لتسوية ذلك الجزء من الأرض بطرق وعرة لا يمكن الوصول إليها الا نزولا بالأودية وصعودا بتضاريس شاقة بعيدة عن السكان كل هذا من أجل توفير قوت اليوم بزراعة تلك الوعوب التي استحدثها البدوي بيده ويد أطفاله وهو بانتظار موسم الأمطار من حول إلى حول لري مزروعاته وتجميع المياه بالبرك التي حفرها خلال سنوات عمره أوالشقوق.. إنها مسيرة حياة البدو الرحل متأثرين بتضاريس ووعورة الجبال قاطعين أياما للوصول للمناطق الأخرى.
شجرة السقب
هي التين البري والمسمى محليا (السقب) و هي من الأشجار المعمرة بمحافظة مسندم وتنمو بأماكن متفرقة وقد تأقلمت مع الطبيعة، ثمارها حمراء وأما الذكر فتسمى ثمرته محليا بـ”يقام” والورق يسمى “نوٌر” وخلال هذا الموسم يتم قطف ثماره الخضراء مع الأوراق حيث يتم طبخهما معا بوضع قليل من الملح وتقدم بوجبة الملوخية نفسها عند المصريين.
رأس الوح
إحدى القرى الجبلية التابعة لولاية بخاء المجاورة لقرية السي ويمكن الوصول إليها بالدفع الرباعي عبر طرق وعرة جدا تم شقها منذ فترة قريبة بالمعدات الثقيلة وتكثر بهذه القرية أشجار المزي وكأنها زرعت بشكل متناسق وبكثافة والزائر لها من الوهلة الأولى يخيل إليه بأنه أمام واحة خضراء بحديقة متشابكة الأشجار كما تكثر بهذه القرية مختلف النباتات البرية وعلى سطحها وعلى امتداد البصر يمكن رؤية أجزاء من إمارة رأس الخيمة الإماراتية لكن بموقع مسطح خطر حيث تقع على ارتفاع شاهق وانحدار خطر.